Culture Magazine Thursday  23/02/2012 G Issue 364
فضاءات
الخميس 1 ,ربيع الآخر 1433   العدد  364
 
معجم موازين اللغة
المسؤولية بين الدولة.. والعلماء
صالح بن سعد اللحيدان

 

السجية هي ما خُلق عليه المرء ويستوي في هذا: الذكر والأنثى، أو هي استعداد جبلي يكون مع المخلوق ويعرف به طُراً، وهذه وتلك يتضح من خلالهما سماتٌ جليلةٌ تظهر من خلال إرث الإنسان أبد الدهر.

والسجية يمكن تحصيل كثير من سماتها عبر الاكتساب الدائم لصفاتها وحالاتها ومواقفها بشرط التنبه الإرادي الحر المطلق.

والسجية أياً كان مدّعيها لا ينفع فيها فرضها على أرض الواقع بالقوة أو الجاه أو المال أو الذكاء لأنها ترفض (أي السجية) مدّعيها مهما كان ذلك المدّعي.

ومن هنا ينشأ الحسد بين الأقارب والوشاية والكلام خاصة في (العرض)، كما قد ينشأ بين ذي السجية ومدّعيها عداوةٌ وقطيعةٌ وقد يقف (المدّعي لها) في وجه صاحبها حثيثاً حثيثاً.

وعلم اللغة كما كنت قد بيّنت (قبلاً) إنما هي أعني (اللغة) استعداد فطري جيد لها قراءةً وفهماً وتطبيقاً حتى إذا سما ذو السجية عبر السنين فإذا هو يسمو بعلو خلقي جبلي كأنما ينحدر من صبب فإذا هو يعلو عن قوة، ولهذا يعز مثل هذا ويندحر المدّعون ولو دبجوا.. وكتبوا.. وألّفوا.. وحاضروا.. ونافحوا.. وتصدروا. والذين لهم إلمام (جيد) صاف مكين على سير من سلف من (الأعلام) الذين صنّفوا فيها، والذين لهم إلمام جيد قوي ثقيل بأساليب طرحهم لهذا العلم لعله حيناً من الدهر لا يرى ما بين يديه (اليوم) إلا عالة بيّنة على أخبار من وآثار من سلف. ولو شئت لأنبأت وأخبرت ودلّلت وعلّلت لحال على حال وخبر على خبر وسفر على سفر وبذل على بذل.

فخذ مثلاً عشرة تصانيف مما يصنّف الآن، وخذ عشرة بحوث وخذ مثلها اضربه بمثلها من: المقالات المطروحة والزوايا المنشورة فإنه يهالك الهول كله ما سوف تجد من أمور لعلي آت على بعضها، وإذا أنت دقّقت النظر وسبرت الغور وجدتني كما ذكرت فمن ذلك:

1 - كثرة الاستطراد.

2 - عدم ترابط الأسلوب.

3 - إظهار الذات.

4 - تكرار المعنى.

5 - الاستماتة على الاستمرار.

6 - محاولة كسب المتلقي ليس إلا.

7 - الخلط بين علم وعلم وعالم وعالم.

8 - تبادل التزلّف ونشدانه.

9 - ضعف فهم قواعد ومنهج السابقين.

10 - الاختصار المسف.

11 - تخطئة كبار العلماء بوجه وقح.

12 - تخطئة كبار العلماء (كابن جني) مثلاً ومحاولة تصحيح ذلك: الخطأ.. من باب التجديد بجرأة وعشر كلمات.. ولما كان غالب الناس لا يقرأ ثقيل العلم وقويه فإنهم يصدّقون ما يُكتب ويُنشر هنا وهناك من أجل ذلك حصل أمور خمسة وذلك من خلالها تتبعي لما يُطرح ويُنشر إما من: (مجامع وهيئات علمية) أو (مجالس) أو شخصياً ممن يكتب مقالاً ما).

1 - ضعف الأسلوب.

2 - الجمع.. والعرض.

3 - مجرد النقل.. والتكرار.

4 - عدم التفريق بين الأصول.. والفروع.

5 - عدم الإضافات غير المسبوقة.

وهذا.. وذاك علاجه إنما يكون بصدق مواجهة الواقع بمواجهة النفس ألا يكون إلا ما يجب أن يكون.

وهذا كله مسؤولية الدول ممثلة جداً بالمعنيين عن: العلم.. والثقافة.. والنشر.. والنقد وقوة ونباهة المتابعة وذات مصداقية النتيجة في كل من هذا كله.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة