Culture Magazine Thursday  23/02/2012 G Issue 364
الثالثة
الخميس 1 ,ربيع الآخر 1433   العدد  364
 
خطوٌ.. ومحو
سيرة كرسي ثقافي 15
إبراهيم بن عبدالرحمن التركي العمرو

 

* * حين خلا القسم الثقافي بالإقالات والاستقالات شبه الجماعية قبل أن يبتدئَ صاحبكم عمله ومن غير أن يعرف حجم المشكلة التحريرية - كما سبق بيانه - فلم يُعنَ بالاستكتاب «البديل» أول أمره ليقينه أنه مؤقتٌ في هذا الدور، ولن يتجاوز مكثُه شهرًا، ومع التداعيات المتصلة والمتلاحقةِ فقد بدأ رحلة استكتابٍ مضنيةٍ في ضوء وجود موقفٍ «ضديٍّ» من «عصبة المثقفين» مسَّ الجريدةَ كلَّها، ولا مجال للتفصيل فيه؛ فلم يكن معنيًّا به، كما أن معظم الأقلام الأخرى منشغلةٌ بمعارك الحداثة والتقليد التي آثر النأي عنها ؛ مثلما يؤثر اليوم كيلا تتحرك الصفحات أو يتحرك هو بردود الفعل في وسطٍ ما يزال هجيراه الإثارةَ والعناوينَ العريضة.

* * كان من اليسير الاستمرارُ في منهج الاستكتاب السابق المتكئ على الأدباء والمثقفين العرب، لكنه اختط لنفسه من الساعة الأولى موقف العناية بالمثقفين السعوديين؛ فلأشقائنا صحفهم ومنتدياتهم التي يستطيعون الإطلالة منها، في حين لو بعث كبار كتابنا بنتاجهم لتلك الصحف لما وجد معظمها مكانًا في بريد القراء، فضلًا عن أن يكافؤوا بمقابل مادي تلتزم به صحفنا لمن تستكتبهم.

* * قلص مساحة الأشقاء إلى أقل الأقل، وانصرف لبناء قاعدة كتابية شابةٍ غير معروفة الوسوم والرسوم من خلال صفحة العطاءات الواعدة، وأعطى الأخبار واللقاءات النصيب الأوفى، وأوجد زوايا محدودةً استكتب لها - في البداية - من استجاب له من أساتذة الأدب في الجامعات، وأوجد زوايا ثابتةً كان منها «رؤى وآفاق» و «كلمات في الأدب» ودراساتُ «ابن جني» ومقالات متناثرةٌ لا يضبطها إيقاعٌ ملتزم بموعد أو عنوانٍ محددين.

* * بقي مؤمنًا أن الرأي هو الأهم، وظل مدركًا أن هذه نقطةُ ضعف الثقافة «الجَزَرية» مهما بذل من جهود في الضفاف المقابلة ولكن التحديات أكبر من طاقته لوجود حواجز نفسية ومادية وإدارية تعوق حركته ورفيقِه الأهم طوال مسيرته الأستاذ عبد الرحمن المرداس - رعاه الله -.

* * تعدد المسؤولون المشرفون على إجازة المواد النهائية قبل النشر، وكان فيهم أساتذتنا: رئيس التحرير ونائبه ومستشارا التحرير الأستاذان راشد الفهد الراشد وسليمان العيسى - رعاهم الله جميعًا -، ولم يكن أمامهم خيارٌ في التشديد أو التيسير؛ فالظرف الإداري القائم حينها يُحتِّمُ الدقة المتناهيةَ، والدرس الذي تعلمته الجريدة درسٌ قاسٍ لا يمكن المغامرة بتكراره.

* * أحجم بعضٌ عن الكتابة بسبب ضيق الهامش المتاح، ومعهم حق، وأحجم بعضٌ آخرُ لموقفٍ مسبقٍ توهموا فيه أن الإدارةَ الجديدةَ مسؤولةٌ ومساءلةٌ عما حدث من تشديد وتفريغٍ، وهي إن تكن كذلك لبعضِ التحفظ والصرامة فهي جزءٌ من حقبةٍ إعلاميةٍ لم تكن الأفضل.

* * لم تكن كل التمنعات بهذه الجدية والمبدئية، والتي سنرى - لاحقًا - أنها تبدلت للضدّ، وشاركت الثقافة مرحلة البناء الجديدة التي ابتدأت مع منتصف التسعينيات، بل كان هناك من أعلن عزفه عن النشر في ثقافة الجزيرة لسبب فنيٍّ طريف جعلنا لا ندري كيف نعتذر، بل هل يحق لنا أن تعتذر، وهو ما ستتناوله سيرة الكرسي القادمة بإذن الله.

Ibrturkia@gmail.com twitter:@abohtoon

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة