أتاح لي العمل الأكاديمي فرصة ملاحظة النمو والتطور الفني لدى الطالبات خاصة فيما يتعلق بمقررات الرسم والتصوير التشكيلي؛ حيث تبدأ الطالبة المستوى الأول بمقرر الرسم بالرصاص لموضوعات من الطبيعة الصامتة ثم تتدرج عبر المستويات الدراسية لدراسة ألوان الباستيل والمائية والزيت، أيضاً لموضوعات من الطبيعة الصامتة ثم تتطور في استخدام ألوان الاكريليك أو الزيت لإنتاج أعمال ذات موضوعات منوعة، ما أثار انتباهي بعد مرور السنوات الأربع في تدريس نفس الدفعة ومع اختلاف المجموعات التي قد يكون من نصيبي أو من نصيب إحدى الزميلات تدريسها؛ فعند تقييم أعمال السنة أو حتى الاختبار النهائي ألاحظ أن نفس التكوين المرسوم تقوم الطالبة بتنفيذه في كل مستوى لدرجة أني أميز اسم الطالبة حتى لو كان اسمها مخفياً؛ حقيقة هناك من هي مجتهدة وتقوم بالتجديد في فكرها وأسلوب معالجة العناصر، ولكن لماذا الكثيرات منهن تصر على تكرار تنفيذ نفس الأسكتش في كل مرة! هل هو تقاعس عن التفكير والابتكار! هل هناك ضغوط من أي نوع لا تتيح الوقت الكافي لابتكار تكوينات جديدة! هل هناك حاجز نفسي مبني على الخوف من التجديد! أم هل هو رغبة في ضمان الدرجات الأفضل من زاوية أنها ترسم ما تعرفه مسبقاً! بالمقابل كم يكون حبوري كبيراً بمتابعة التجارب التي تنضج يومياً أمام عيني بكل حرص واهتمام متطلعة للأفضل ولأن تكون في المقدمة، ويكون فخري أكبر عندما تفوز إحداهن في المسابقات الفنية ولاسيما تلك التي تكون على مستوى جامعات المملكة كما هو في المؤتمر العملي السنوي الذي يكون فرصة لاكتشاف المواهب المتميزة وتشجيعها ودعمها، أيضا مما يفرحني عندما يتحول الفن إلى مشاريع استثمارية مهنية تنجزها الخريجات بكل احترافية وتتجاوز أصداؤها خارج حدود الوطن.