Culture Magazine Thursday  27/09/2012 G Issue 381
فضاءات
الخميس 11 ,ذو القعدة 1433   العدد  381
 
وتم العناق
المريخي في «خبايا الذاكرة»
حسن علي البطران

 

«خبايا الذاكرة» عنوان كتاب أصدرته جمعية الثقافة والفنون بالأحساء في 1432ه، وهو يتضمن عدة مقالات وكتابات، وبعض الحوارات الصحفية للكاتب المسرحي عبد الرحمن المريخي (رحمه الله تعالى). الكتاب يتكون من 150 صفحة من القطع المتوسط، أُستهل بتقديم لرئيس الجمعة السابق الدكتور سامي الجمعان، وقد أشار في هذا التقديم إلى قصة لملمة محتويات هذا الكتاب، والتي هي عبارة عن أوراق متناثرة في أدراج مكتب المريخي كونه رئيساً للجمعية آنذاك، وأن بعض موضوعات هذه الأوراق قد نُشر في جريدة اليوم إن لم يكن جميعها، وكان المريخي يعتزم على ترتيبها وتشذيبها في كتاب، وذلك من خلال وجود مقدمة ضمن هذه الأوراق المتناثرة توحي بأنها مقدمة لكتاب، ولكن المرض لم يسعفه في تحقيق رغبته.. وجاء سامي الجمعان الرئيس للجمعية بعده بجمع هذه الأوراق المشتتة وتنقيحها وتنسيقها وإخراجها على شكل كتاب وقد أسماه (خبايا الذاكرة) إحتفاظاً بالعنوان الذي وضعه المريخي لأوراقه المبعثرة والتي شملت المقدمة..

المريخي كاتب مسرحي وخاصة في مسرح الطفل، فهو أول من مسرح للطفل على مستوى دول الخليج العربي، و» خبايا الذاكرة « تشكل حديقة بها ثمار متنوعة الألوان والطعم والرائحة ؛ أغراضه أي الكتاب متعددة بعضها عام والأخرى لها خصوصية من حيث التعاطي معها، وهي في مجملها كتابات قد لا تربطها خيوط مشتركة حينما تراها للوهلة الأولى، ولكنها لا تخلو في صبغتها العامة من ألوان مندمجة تتداخل ببعضها البعض لتظهر لنا لوحة فنية ربما تتشكل ثقافياً وتعطينا خلطة ثقافية واسعة..!!

تتميز موضوعات المريخي ببساطة الأسلوب، لكنها عميقة الفكرة ونبيلة الهدف، فقد يجذب الآخرين بأسلوبه البسيط وبابتسامته، فهو يوجه كتاباته لمختلف المستويات الثقافية وتشمل حتى العامة، حيث أنه يخاطب الإنسان البسيط قبل النخبوي، وقد رافق محتوى الكتاب لوحات تشكيلية للفنان راضي الطويل والفنان محمد الحمد.

«خبايا الذاكرة» كتاب يلفت النظر بغلاف جميل، وبأنه أول كتاب يصدر عن جمعية الثقافة والفنون بالأحساء حسب علمي، ويعود الفضل لإدارة الجمعية برئاسة الدكتور الجمعان، الذي حاول رد الجميل لأهله.. يتضح من تقديم الجمعان للكتاب أنه صديق وخليل مقرب وعزيز للمريخي..

كتاب «خبايا الذاكرة» يستحق القراءة الفاحصة، وفي اعتقادي لا يمثل الثقافة العميقة التي يمتلكها المريخي، وأنني أعتقد مرة أخرى أن المريخي لو كان حياً وأراد أن يطبع هذا الكتاب لعمل على تنقيحه أكثر بإضافة ما يعكس ثقافته الحقيقية وركز بتوسع فيما يتعلق بمجال مسرح الطفل، الذي أشتهر به.

لا نشكك في المجهود الذي بذله الجمعان وفريق لجنته وخاصة صديقه حسب وصفه زكريا مومني، الذي شاركه منذ البداية في لملمة هذه ال «خبايا»، ولكن من باب الأمانة العلمية حاول الجمعان أن يبقي جوهر هذه الموضوعات وهذه المقالات كما هي، دون إضافة أو حذف، أو حتى تدخل في السرد الكتابي..

إنني أدعو إلى قراءة (خبايا الذاكرة) للمريخي، فقد يجد فيه من يقرأه ما لم أجده أنا، وقد يقرأه بقراءة غير التي قرأتها، ومع هذا فإن (خبايا الذاكرة) كتاب قيم وثري بموضوعاته، وأنه قد يُعتبر مؤشراً ومدخلاً إلى ثقافة المريخي، لكنه حتماً لا يمثلها..!!

Albatran151@gmail.com الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة