Culture Magazine Thursday  27/09/2012 G Issue 381
شعر
الخميس 11 ,ذو القعدة 1433   العدد  381
 
قُبلةٌ عَلى جَبينِ دِمَشق
شعر/محمد عابس

 

نادَيتُ حُسنَكِ، كانَ الشوقُ مُشتَعِلا

يُسَائِِلُ النَّهرَ والصَّحْراءَ والجَبلا

دِمشقُ آتيكِ أطْوي الأَرضَ عَاشِقةً

يقودُني الحُبُّ يَرمي الخوفَ والخَجلا

دِمشقُ تاريخُكِ الوَّضَّاءُ يرمُقُني

بِنَظرةٍ تَنْشُدُ الأعْوانَ والبَطَلا

حَمَلتُها عاشِقاً والحُزنُ يَعْصِرُني

وثَورةُ الشَّعْبِ تَبني في الرُّبى أمَلا

رأيتُها تَمنَحُ الأَحْلامَ جَوهَرَها

تُعانِقُ الشَّمسَ تستدني لها زُحَلا

أشاوِسُ الشامِ قادُوها بلا كَللٍ

فأَورَثُوا لِلطُّغَاةِ الذُّعْرَ والمَلَلا

تَشرَّبُوا الطُّهرَ والإيمانَ من زمَنٍ

وأُشربُوا النَّصرَ دونَ الأرضِ، أو أجَلا

جَادُوا بأرواحِهمْ، للهِ ما مَنَحوا

وفَارقُوا الدَّارَ، لا كُرهاً ولا وَجَلا

جَحَافِلُ الظُّلمِ قادَ الكُفرُ دولتَهم

فَصدَّروا القَتلَ والتَّنكِيلَ والدَّجَلا

عَناصرُ البَغيِ عاثَتْ في الحِمى سَفَهاً

تَعَاهَدُوا المَكرَ حتى زادَهمْ خَبَلا

حُمَّى العَمالةِ تَجري في دِِمائِهِمو

ويُولَدُ العُهْرُ من أصْلابِهمْ سَفَلا

تَسابَقوا في رِضا الشَّيطانِ من صِغَرٍٍ

أَهداهُمُ الذُّلَ والتَّغْريرَ والزَّللا

كم رابَهم مَنظرُ الأطفالِ في دَعَةٍ

فَأَرسَلوا المَوتَ في آلاتِهم قُبَلا

وجُنَّ عاقِلُهم أنْ قدْ رأى صُوَراً

لِربَّةِ الخِدرِ تَبني الرَّفضَ والجَدَلا

تُقَدِّمُ العَونَ للثُّوَّارِ واثِقةً

بأنَّ مُرَّ اللَّيالي يَسْبِقُ العَسلا

وتَحفَظُ الأهلَ والأولادَ عازمةً

ما راوَدَتْ غَفلةً أو خادَنتْ كَسَلا

تَشُدُّ من عَزمِهم، تَحمي سَرائِرَهمْ

ما همَّها من يَسوقُ الذَّمَّ أو عَذَلا

وراعَهُم تَمتَمَاتُ الشَّيخِ داعِيةً

صلَّى لِمكةَ ، والرَّحمنَ كمْ سَأَلا

لِرفعَةِ الأرضِ والإنسانِ خالِصةً

مرَّتْ عُقودٌ وحُلمُ الشَّيخِ ما اكتَمَلا

لاحتْ بعينيهِ رُؤيا النَّصرِ فارتسَمتْ

على مُحيَّاهُ سَعداً يَكْتَسي حُلَلا

يا شامُ طالَتْ ليالي الظُّلمِ فانتَفِضي

وعلِّمِي هالِكَ الطُّغيانِ ما جَهِلا

كم خائنٍ لم يُرِدْ للشَّعبِ قائِمةً

لا يبتَغي عن جَدا أصنامِهِ حِوَلا

يا شامُ هذي بُروقُ النَّصرِ قد لَمَعتْ

كم أَفرحتْ دُوَلاً، كم أغضبَتْ دُوَلا

يا شامُ أنتِ السَّنا في يومِ عِزَّتِهِ

حّرَّرْتُها أسطُراً قدَّسْتُها جُمَلا

يا شامُ لن يَرحَمَ التَّاريخُ منْ عَزَفوا

على الجِراحِ وسَدُّوا للعُلا السُّبُلا

من قامَروا بالمَصير ِالحُرِّ واحتَفَلوا

والشَّعبُ ما بينَ مَسجونٍ ومَنْ رَحَلا

من سافَروا في مُحيطِ الذُّلِ واعتَمَرُوا

طَعمَ الهَزيمةِ، أحيَوا عِندهُمْ هُبَلا

تَوارثُوا الغَدرَ حتَّى صارَ قِبلَتَهم

وصَدَّروا الوَهمَ في إِعلامِهمْ مُثُلا

تَفنَّنوا في صُنُوفِ القَتلِ وابتَهجوا

ودولةُ القَمعِ منها الشَّعبُ كمْ نَهَلا

دمشقُ عُودي فهذا الشامُ مُنتفِضٌ

لمْ يَنسَ تاريخَهُ لوْ عانَدَ الدُّخَلا

يا شامُنا كُنْ لنا تَزهُو الحياةُ لنا

نُعَزِّزُ الصَّفَّ حباً، نَرتُقُ الخَلَلا

بَشائِرُ النَّصرِ قد لاحَتْ بَوارِقُها

إِنِّي أراها تُهادِي الحُضنَ والقُبَلا

يا شامُ يا زَهرةً في القلبِ نادِيةً

أَستسمِِحُ الرَّبَّ إنْ كانَ الهَوى عَلَلا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة