Culture Magazine Thursday  27/12/2012 G Issue 391
كتب
الخميس 14 ,صفر 1434   العدد  391
 
السلاح النووي.. بين الردع والخطر

 

المؤلف: برونو تيرتري

المترجم: عبد الهادي الإدريسي

الناشر: هيئة أبو ظبي للثراث والثقافة (كلمة) 2012

***

غالباً ما يستثير ذكر الطاقة النووية نوعين متناقضين من المشاعر: الإعجاب بما بلغه العقل البشري من تحكم في قوى الطبيعة، والرهبة من الطاقة المدمرة التي يطلقها المارد النووي كلما حرر من عقاله، وإذا كانت الرهبة تغلب عادة على الإعجاب فإنما مرد ذلك إلى أن الإنسان عرف الذرة قنبلة رهيبة مدمرة قبل أن يعرفها مورداً نظيفاً للطاقة، ووسيلة مدنية أثبتت نجاعتها في ميادين كثيرة على رأسها مجال الطب، وكتاب «السلاح النووي» يتحدث عن الجانب العسكري عبر فصوله الأربعة ذاكراً الشجون التقنية والقانونية والفلسفية والإنسانية التي تحيط بالسلاح النووي، فنحن نعلم أن قنبلتي هيروشيما وناغازاكي تعدان اليوم بمثابة مفرقعات أطفال قياساً إلى ما توصل إليه التقنيون من تصنيع لوحوش حقيقية تحرر طاقة تقدر بما تحرره مئات ملايين الأطنان من المادة المتفجرة المعيارية «تي إن تي» المعروفة، وحوش بلغت قوتها التدميرية وأعدادها الهائلة حداً أصبح معه المخزون العالمي منها قادراً على تدمير كوكب الأرض عشرات المرات، بيد أن كل هذه الأسلحة المخيفة لم تصنع لتقتل، بل صنعت كي تمنع قيام الحروب، هذا هو مبدأ «الردع» الذي يبسط المؤلف فيه القول، شارحاً لنا كيفية أعماله وحدود فعاليته والتوازنات الهشة الحساسة التي يقوم عليها اشتغاله، ومبيناً كيف تطورت استراتيجيات الردع عبر العقود الستة المنصرمة، فتغيرت معاييرها وأهدافها وتقنياتها تبعاً لتغير الظروف السياسية والتحالفات العسكرية والخصوم الحقيقيين أو المفترضين، حتى ليصح القول: إن الردع أصبح اليوم علماً نظرياً وإستراتيجياً وتقنياً قائماً بذاته.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة