Culture Magazine Thursday  29/11/2012 G Issue 387
فضاءات
الخميس 15 ,محرم 1434   العدد  387
 
وتم العناق
اتصال مباغت وسؤال عائم
حسن علي البطران

 

باغتني اتصال من صديق وكان الهدف من اتصاله هو هذا السؤال العائم: (ماذا عن الكتاب ..؟) وطلب إجابة فورية ودون تفكير واسترسلت معه في الحديث الذي استمر عدة دقائق وأنا أتكلم معه حول الكتاب بشكل عفوي، بعد حوالي الساعة والنصف أو الساعتين هاتفني مرة أخرى وطلب فتح ايميلي، فتحته فوجدت: (يبقى الكتاب ذلك الصديق الذي منه نتعلّم كيف نتحرك على مسرح الحياة بعد أولوياتها الأخرى، نتعلم كيف ننمي قدراتنا الذهنية والعقلية والاجتماعية..؟، ومنه نزيد من ثقافتنا وطرح إبداعنا، فعليه نعتمد في تقويم السلوكيات وتعديل الاعوجاجات التي ربما نعاني منها، فالكتاب هو المعلم الأول في حالات كثيرة من حياتنا، فهو عالم مليء بالمعارف والقيم والمبادئ، ولا ننسى أنه صديق، وما علينا إلا أن نختار نوعيه هذا الصديق فقد يكون بداية لكل خير، وقد يكون بذرة لأمر غير مرغوب فيه، فاختياره أمر مهم، ومع هذا فهو - أي الكتاب - متنفس ومسرح متحرك لكل مجريات الحياة.. يقول الكاتب المصري الكبير أنيس منصور رحمه الله تعالى: « أقرأ أي شيء» مهما كان بسيطاً فبه ومنه تكبر وتعلو.. والكتب بشكل عام كالأزهار مختلفة الألوان والأشكال والروائح.. ولا يمكن وصف الكتاب بأقل من أنه صديق مخلص على قدر تفرغك له يعطيك أكثر مما تعطيه، ولا ينتظر منك مقابل، وهذا يجرنا إلى أن معرض الكتب ظاهرة ثقافية وأدبية يتم فيها تبادل الثقافة والتلاقحات الفكرية والثقافية والإبداعية، وإنني أراها في الآونة الأخيرة ضرورة من ضروريات الحياة لدى المثقف والأديب والمبدع كونها وسيلة لإبراز وعرض الكتاب، وتناوله وتلمسه مباشرة وفي نفس اللحظة، وأنها تعريف بالكاتب والمؤلف ولإظهاره للآخرين خاصة من هو جديد.. فالمعارض لا أتردد أن أصفها بالحديقة في فصل الربيع..! فلا تترددوا في ارتيادها والتنزه فيها أياً كانت الطرق المؤدية إليها وعرة، ولا أظنها غير معبدة في وقتنا الراهن، وإن رافقها بعض الرتوشات غير المضيئة أحياناً). قلت في نفسي إنه كلامي، ولِمَ فعل هكذا؟ أظن، بل أجزم يقيناً أنه كان يسجّل مكالمتي معه حول الكتاب، طبعاً أنا لم أضف أو أعدل فيها شيئاً، تركتها كما هي ولكنني تصرفت قليلاً..! سؤالي الذي بودي طرحه: ماذا نسمي هذا التصرف من صديق عزيز..؟ طبعاً أنا لم أعلق على فعلته هذه حتى اللحظة..!!

Albatran151@gmail.com الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة