الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th December,2004 العدد : 88

الأثنين 8 ,ذو القعدة 1425

موازين اللغة
صالح بن سعد اللحيدان
من موازين اللغة التي لا يقومُ ناهضُ اللَّّفظِ إلا بهِ أمر ضروري وجدته عند بعض الموهوبين بداهةً، ذلكم هو سداد الفهم وجودة القريحة.
وإذا ما رُحتَ تُفتش عن سر هذه الموهبة وجدتها ربانية، ويُفيد المرءَ يُفيده جداً كثرة النظر وطول تأمل أبكار مشاهد الطرح عبر تطاول القرون عند قوم هم هم.
سوف أورد كُنى ومُبهمات، وأورد بعد ذلك المراد منها على ماثل لا يهون، وإنما أُورد هذا في هذا (المعجم) حتى يتبين أن حالة اللغة اليوم فقدت الناطق بها مع غرور المتحدث وتعاليه وكبره كُنى أصحابها أئمة من كبار العلماء الأخيار النزهاء نطق القولُ على إمامتهم وبراعتهم في اللغة (إلهاماً وموهبةً) وتسميتي لمن سوف أورد ذكرهم فلعل قومي يعودون إلى تراجمهم في المطولات حتى يُدركوا المعنى ولفظه فهاكم كبار العلماء أبد الدهر:
(ابن أبي مُليكة) عبد الله بن عبيد الله المكي.
(أبو العالية) رفيع بن مهران الرياحي.
(أبو قِلابة) عبد الله بن زيد الجرمي.
(أبو زُرعة) عبيد الله بن عبد الكريم.
(أبو حاتم) محمد بن إدريس الحنظلي.
(أبو القاسم) هبة الله بن الحسن الطبري (اللالكائي)
وهُناك آخرون خلال القرون الأول حتى الثامن من (الهجرة المباركة) أئمة كبار تجدهم من هبات الله.
حاول أن تمد يدك الكريمة قارئي العزيز إلى (الجزء الأول والثاني) من كتاب (الجرح والتعديل)، أو (الجزء الأول.. والثاني) من كتاب (الطبقات الكبرى) أو (تذكرة الحفاظ) كاملاً 4 أجزاء.
حاول ذلك، نعم هي تراجم حياة لأناسٍ مضوا، لكنها تراجم حياة من نوع آخر ليس فيها مُبالغة أو تهويل أو قول ما لم يكن، تناول ترجمة واحدٍ ممن ذكرتُ تجد هُناك أنك ترتفع معنوياً، أئمة كبار كبار حقاً جمعوا بين
علم الحديث وفهم اللغة.
علم الفقه وفهم اللغة.
علم التوحيد وفهم اللغة.
علم الدعوة وفهم اللغة.
علم الأدب والنقد وفهم اللغة.
علم فقه الحياة وفهم اللغة.
وإلى جانب ذلك الورع والزهد وبساطة العيش من مسكون ومركوب، وليس الزمن كما يُقال، ويُقال قد تغير، بل ذلكم هو الإنسان الذي قد تغير ما في ذلك شك عندي.
وكحال صاحبكم ابن لحيدان فإن العزوف عن الأضواء والمراكز وكثرة الظهور يولد عند المرء معاني جليلة، ولا يُدرك ذلك إلا مَن جرَّبه أو عاشه طواعية. دع عنك نشدان البديل عند بعض الناس الذين كتبوا في الرواية والنقد والثقافة حتى جعلوا الله تعالى عند ذلك عرضة للنقد، حتى إذا ما سُئلوا عن ذلك قالوا: لا, لا, لا نُريد ظاهر اللفظ.
وهذه وقاحة مجنونة وجنون لا حد له في دائرة نشدان البديل، بل لعل بعضهم يحيل هذا إلى (الإبداع الفني)، وأن يُراد بهذا (الحكاية الفنية) لا أكثر ولا أقل، فإذا ما رحتَ تنقد ذلك قال: مسكين، هو لم يفهم إلا من زاوية واحدة فقط، وإليك بعض المشاهد:
(كلا، اسمع (يا أخوي) لا أريد هذا، يجب أن تفهم الأدب على أساس فني، ولا يجب أن ندخل الدين بالدنيا).
(أرجوك أن تفهمني، (ليش) تفهم من اللفظ ظاهره، بل (يا سيدي) يجب أن نُدرك المعنى الفني حتى ولو ذكرتَ الدين بسوء، فهذا عمل فني).
(العلم لا بدَّ له من دليل من صحيح البخاري و(صحيح أحمد)؟!)
(هذا بارك الله فيك (مذهب أبو حنيفة)؟؟ ورأيي خلاف هذا، (فمذهب أبو حنيفة)؟!! (مرجوح)؟!!).
ولما كان ميزان اللغة وفهم اللغة وموهبتها غائباً أصبح الحديث يهدم اللغة، ولعله بدون قصد، لكن دائرة اللوم تكون على (العلية).
ولعل الاستعداد النفسي والتنبه الإرادي والشعور بالمسؤولية لعل هذا من حوافز نهوض اللغة.
لكن يبقى نظر تراجم كبار العلماء الذين جرى ذكرهم مطلباً أساسياً مع ضرورة الخوف من الله سبحانه وتعالى تجاه لغة المسلمين.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved