الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th December,2004 العدد : 88

الأثنين 8 ,ذو القعدة 1425

رئيس أدبي الرياض محمد الربيع في جلسة مكاشفة مثيرة «1»
ينص النظام على أن رئاسة النادي الأدبي أربع سنوات وعلى وزارة الثقافة والإعلام تطبيق هذا النص
متابعة عبدالله السمطي:

في جلسة ثقافية خاصة في إحدى ليالي شهر رمضان الماضي, عقدتها الثقافية بمقر صحيفة الجزيرة, تحدث الدكتور محمد الربيع رئيس النادي الأدبي عن المشروعات الثقافية المقبلة للنادي, متناولاً تجربته في إدارة النادي التي مضى عليها ثلاث سنوات, ورأى أن التغيير في النادي والأندية الأدبية ضرورياً لكي تواكب الأندية العصر, وطالب بتطبيق لائحة الأندية الأدبية, وإجراء الانتخابات في الأندية, وأن يكون لأصوات الأعضاء الدور الكبير في ذلك، وأشار الربيع إلى أن نادي الرياض سيقيم ملتقى للنقد الأدبي, وسيطور مطبوعاته الثقافية, وسينشئ مكتبة متخصصة في الإبداع السعودي, فضلاً عن إعلان جوائزه الأدبية قريبا.
شارك في هذه الجلسة كل من: الكاتب المسرحي: محمد العثيم, والقاصون: محمد المنصور الشقحاء, وصالح الصقعبي, وخالد اليوسف, وعبدالله السمطي, وعلي القحطاني, وسعيد الزهراني, والأديب الشاب عبدالرحمن الأنصاري.. وأدارها الروائي عبدالحفيظ الشمري، وقد جاءت الجلسة متابعة للحوار المتخيل الذي نشرته الثقافية لعبدالله السمطي في أعدادها الماضية، وهذه هي وقائع الجلسة:
الربيع
عبدالحفيظ الشمري:
أحييكم أيها الإخوة نيابة عن مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر، ونيابة عن الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير، والأستاذ إبراهيم التركي مدير الشؤون الثقافية، ويسعدنا أن نرحب أيضا بالإخوة الحضور وعلى رأسهم د. محمد الربيع الذي تجشم العناء ووصل إلينا، وأملي أن تتكرر هذه اللقاءات لنثري مشهدنا الثقافي بما يفيد.
إخوتي الأعزاء لقاؤنا هذه الليلة انبنى على موضوع الأستاذ عبدالله السمطي: حوار متخيل مع رئيس النادي الأدبي بالرياض.
التحقيق الصحفي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه شيء مميز في حياتنا الثقافية، ويفتح المجال لطرح أسئلة جديدة لعلها تصل إلى القارئ في أقرب طريق، قضية الأندية الأدبية أيها الإخوة الأعزاء قضية مكررة وشائكة، ودائما تطرح الأسئلة القديمة وأحيانا تتكرر هذه الأسئلة، في خضم هذا التحول الذي تشهده الساحة الثقافية، وانتقال بعض الأنشطة لوزارة الثقافة والإعلام، تكشفت لنا بعض الأسئلة الجديدة التي نتمنى أن نناقشها وأن تكون بوضوح أكثر، لأنه مازالت القضية ضبابية، قضية الأندية الأدبية، قضية إدارية وفنية، وما زالت تعاني من مشاكل غطت جميع الجوانب.
أود طرح السؤال المهم في مناسبة هذا اللقاء: هل الأندية الأدبية مازالت صاحبة قرار أم أنها جهة بيننا، وبين الدولة؟.. هل الأندية الأدبية مخولة لأن تطرح أنشطة ثقافية ومنبرية، تقدم شيئا، أو تعرف بنفسها أكثر دون أن تكون طرفا بين القارئ وبين الدولة، وهل انصرفت رعاية الشباب إلى متابعة النشاط الرياضي دون الثقافي في السنوات الماضية؟.. وهل النشاط الثقافي مغيب؟.. يتبادر إلينا في سياق ذلك ما قدم من جهود ثقافية متميزة.
حول هذه الموضوعات وغيرها، يشرفنا أن يتحدث د. محمد الربيع بالحديث عنها.
د. محمد الربيع:
أولا أنا لم آت لكي أتحدث أو ألقي محاضرة، بل أتيت لكي أناقش معكم كل ما يتعلق بالأندية بشكل عام، والنادي الأدبي بالرياض بشكل خاص باعتباري مسؤولاً عنه.
في البداية أوجه الشكر حقيقة لمؤسسة الجزيرة على تنظيم هذا اللقاء وقد تفاجأون إذا قلت لكم: إنه بعد نشر الأخ عبدالله السمطي الموضوع، اتصل بي أكثر من شخص من الزملاء، وقالوا لي: إن فلانا قال كذا وكذا، فلماذا لا ترد؟!.
أنا في الحقيقة أصبت بصدمة، الرجل لم يقل شيئاً سيئاً، بل اقترح اقتراحات، فيها أشياء الجميلة جدا، وفيها أشياء موجودة أصلا، وفيها أشياء يمكن أن تؤخذ وأن ترد.. وقد قام مشكوراً باقتراح برنامج، وربما مثلا يقال إنك منشغل، وأصررت أن تذهب لمحاضرتك في الجامعة، فهذا وسام شرف على صدري أن أذهب للمحاضرة، كما جاء في الحوار المتخيل.
تحدثت مع الأستاذ إبراهيم التركي، وقلت له على عكس ما يقترح الزملاء، وأن توجه له الشكر، فالقضية تحتاج لنقاشات حتى تتضح الأمور، ولعلنا في النادي نستفيد من المناقشة، لهذا جئت إلى هذا اللقاء بهذه الروح تماماً، لقد قلت إنني اتصلت بالأخ إبراهيم وأشكر عبدالله السمطي على الأفكار التي طرحها، وقد أثارت عندي أموراً إيجابية، ولهذا جئت للمناقشة، لكن سأطرح بعض القضايا العامة التي يمكن أن تفتح مجالاً للنقاش، قضايا الأندية الأدبية، أولا كثر الكلام حول الأندية الأدبية، بين مادح وقادح، والنقد السلبي أكثر، وأتوقع أن هناك أسباباً موضوعية لذلك، ولكن كيف تتم معالجة هذه القضايا، طبعاً هناك محاولة لمعالجة كثير من القضايا الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام أو في اللجنة الاستشارية، قدمت رؤى، ولن أتحدث عن اللجنة الاستشارية لأنها ليست مسؤوليتي، لكن سأتحدث كأحد الأدباء والمثقفين بشكل عام، لقد حصرت أكثر المجادلات التي دارت في نقاط محددة، أغلبها جانب إداري، مع إنني أتمنى التركيز على ما وجدت الأندية له وهو: تنمية الفعل الثقافي، مع ذلك لا يمكن الفصل بين هذا العمل والمشكلات الإدارية فهي مؤثرة في سيرورة العمل، أكبر قضية طرحت هي أن رؤساء الأندية الأدبية هم من الناس (المخلدين) أو ممن جلسوا في الرئاسة ربع قرن أو أكثر، وهذا الكلام في الواقع صحيح، ولا أحد يستطيع إنكاره لأن رؤساء الأندية تم تعيينهم منذ عشرين سنة أو خمسة وعشرين سنة.. أنا في تصوري هذا الأمر محلول في نظام الأندية، لأن هناك نصاً واضحاً وصريحاً.
يشير إلى أن رئاسة النادي أو مجلس الإدارة تكون لمدة 4 سنوات، وهناك نص آخر وهو أن يمدد لفترة أخرى قد تكون في المجمل 8 سنوات، وليس 25 سنة، فلو طبق هذا النص لحل الكثير من المشكلات، لماذا لم يطبق؟.. فهذه القضية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولدينا اليوم وزارة جديدة فلعلها تطبق هذا النص، رئيس جديد بالنسبة لي أنا رئيس جديد، وما يخصني سوف أطبق النظام على نفسي، ففي خلال السنوات الأربع أرجو أن أكون حققت شيئا وهذا يكفي، وليكن ما يكن.. ولقد سئلت عن هذا الموضوع فقلت: إن رؤساء الأندية ليسوا أهم من الوزراء ولا رؤساء الجامعات ولا أعضاء مجلس الشورى فكلهم مرتبط بمدة أو مدتين، هذا نظام، هذا الكلام ينطبق على رئيس النادي، وعلى رئيس مجلس الإدارة، وسوف أعطيكم نموذجاً، أنا جئت للنادي، مجلس الإدارة موجود، وأنا لم أختر أحداً، ربما بالصدفة جاء معي د. سعد البازعي، ود. عبدالعزيز السبيل لأن مكانهما كان شاغراً، وعندما آتي وهناك مجموعة موجودة، بالطبع كنت أتمنى أن يكون هناك تشكيل جديد، لكن هذا هو الموجود.. أنا أعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام إذا تجاوزت هذه النقطة فسوف ينتهي عدد كبير من الإشكالات التي تثار باستمرار.
تنظيم جديد
الأمر الثاني يتعلق بنفس هؤلاء الذين سيأتون، والأندية فيها ما يسمى بعضوية، وهي ضعيفة جدا، ولا قيمة لها وهذا موضوع فكرت فيه كثيرا: ما الذي يدفع الأديب ليكون عضوا بالنادي أو يقبل على نشاطاته؟ أو حتى يدفع رسم اشتراك؟! لن يأتي إلا إذا كان له صوت وله تأثير وهذه هي الحقيقة، فإذا أخذنا بنظام العضوية وعرف العضو أنه سيصوت وسيختار مجلس الإدارة هنا سيتجاوب مع العمل، وأنتم تعرفون أن الأندية والشركات معنى (عضو) أنه عضو مؤثر في الاختيار، وهذا موجود في اللائحة، ولهذا بدأت أسعى من الآن أن يكون هناك تنظيم جديد للعضوية ويكون واضحا للآخرين وللمسؤولين، أن هؤلاء الأعضاء هم من سيختارون رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء مجلس الإدارة يختارون رئيس النادي.
عبدالله السمطي: وهل سيكون ذلك خاصا بنادي الرياض الأدبي فقط؟
محمد الربيع: أنا لست رئيساً للأندية، إنما أنا رئيس لنادي الرياض، ولكن إذا طبق بأدبي الرياض سيكون نموذجاً لغيره خصوصا أننا لم نأت بجديد، بل سنطبق الموجود.. هذه نقطة، النقطة الثانية تتعلق بالميزانية، وهي بدون شك معوقة للعمل.. النقطة الثالثة: هي نشاطات النادي، وأنا أتحدث عن نشاطات نادي الرياض الأدبي، وأنا أرجو من الذين يكتبون و ينتقدون النادي والنقد حق من حقوقهم أن ينظروا فيما تم من نشاطات، ومحاولة تشجيعه وتسدسده والمساعدة في ذلك، أعتقد أن النادي خلال الفترة الماضية، تحرك في وجهات عديدة، نجح في بعضها ولم يصل إلى ما يريد في في البعض الآخر.
تمويل وجوائز:
على سبيل المثال: بحثنا في قضية كيف نستطيع أن نجد من يمول نشاطات ثقافية للنادي، فحقيقة كتبت لأحد الشخصيات الكبيرة لتمويل سلسلة بعنوان: (دراسات في الأدب السعودي) نتمنى أن تتم مع نهايات هذا الشهر المبارك، وهذه بعض الدراسات المدرجة في هذه السلسلة وهي: الأدب السعودي دراسة ببليوجرافية لرسائل الماجستير والدكتوراة، ومعجم أدباء المملكة العربية السعودية، والأسرة في الشعر السعودي: آثار حسين سرحان، معجم الإبداع السعودي، ومجموعة من هذا النوع، وطلبنا من متبرع أن يتبرع بطباعتها والأمور تأخذ وقتها، لكن عندي الآن بأنه هذا المشروع سيتم.
كذلك أحدثنا جائزتين في النادي وكل جائزة لها مبلغ محدد، إحداهما: جائزة للدراسات النقدية، والأخرى للإبداع، وقد أعلن عنهما في الصحف وفي الأندية الأدبية، ووضعنا حدا نهائيا لهما شهر رمضان 1425هـ، جائزة الدراسات فيما يتعلق بالشعر، والإبداع في الرواية، وخطتنا القادمة أن تصير جائزة الإبداع في الشعر والدراسات في الرواية، الذي وصل حتى الآن، العدد ليس كبيرا، خاصة في الرواية، على كل حال أمنا لها مبالغ الجائزة، وستبدأ لجنة خاصة لفرز الجائزتين.
عبدالحفيظ الشمري: هل الجائزتان من القطاع الخاص؟
نعم، وقد تشكلت اللجنة من تيارات وأطياف ثقافية متنوعة، والأسماء هي: د. سعد البازعي، د. أحمد الطامي، الأستاذ: سعد البواردي، الأستاذ: محمد علوان، وقد نوعنا الأسماء هنا، لأن هناك من يقول: إن رؤساء الأندية إذا كانوا من الجامعة فإنهم يركزون على الجامعات، وأنا عن نفسي لا أركز على الجامعات، ولا حتى على جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نفسها، ومن الأعضاء طبعا رئيس النادي عادة، عبدالله الشهيل، وسنجتمع قريبا للنظر في الأعمال المقدمة، بالنسبة لإبداعات الشباب، تقدمت بمشروع للدكتور محمد الرشيد وزير التربية والتعليم، مشروع مقترح للتعاون بين النادي الأدبي بالرياض ووزارة التربية والتعليم في مجال تنمية المواهب الأدبية لدى طلاب التعليم العام، أي مشروع يقدم يأخذ وقتا، وأحيانا يأتي رد أو لا يأتي، لكن مع ذلك هناك تحرك في هذا الجانب، بالنسبة لقضية النشاط النسائي، والكلام يطول في هذا، والنادي طبع للعنصر النسائي كثيرا، والمطالبة الدائمة هي للمشاركة في النشاط وليس النشر فقط، مقر النادي الحالي لا يسمح لنا بهذا النشاط النسائي، ومن أول ما توليت رئاسة النادي طلبت من بعض المهندسين تصورا، فوضعوا لي تصورا لقسم نسائي في النادي، وتكلفة بنائه حوالي مليون، ومخططه موجود وكنت سأقدمه لشخصية نسائية كبيرة تتبناه، لكن جاءت مشكلة أن مقر النادي ليس ملكاً له، ثم جاءت مسألة المقر الجديد للنادي بحي الصحافة، ولعله ينفذ قريبا، لكن مع ذلك شكلنا لجنة نسائية وبدأت في العمل، والنساء لديهم طموحات كبيرة جدا، اللجنة النسائية تتشكل من: د. خيرية السقاف، د. فوزية أبو خالد، د. سعاد المانع، د. فاطمة الوهيبي، د. فاطمة العتيبي، ابتسام صادق، وفاء السبيل، أميمة الخميس، وألاحظ أن طموحاتهن عالية جدا، وسوف تقدم اللجنة أشياء مهمة، ولو حققنا جزءا مما يطلبن أعتقد أنه شيء جيد.. هناك عمل آخر مهم، قمنا به، وهو نقل نشاط النادي إلى خارج الرياض في حدود منطقة الرياض الإدارية، وهذه المسألة كانت مهملة جدا، وكانت تجربة من أحسن التجارب، كانت بمثابة احتفالية، عقدنا ندوة في محافظة الخرج، عن الحركة العلمية والثقافية شارك فيها د. عبدالرحمن الهليل، د. عبدالعزيز بن راشد، سعد الدريهم، سعد الغدير، عبدالرحمن الداغر في 2311 1423هـ، وعقدنا ندوة ثانية في شقراء عن الحركة العلمية والثقافية في مدينة شقراء، شارك فيها د. محمد بن سعد الشويعر، وعبدالرحمن العبيد، وسعد البواردي، وأدارها محمد الفاضل، في يوم الأربعاء 931425هـ، وفي الزلفي أقمنا ندوة شارك فيها د. حمود البدر، ود. عبدالله الطيار ود. عبدالعزيز الغزي، وإبراهيم الوزان، حقيقة أنا سعيد جدا بهذا النشاط، لأنه لأول مرة تجد حضورا كثيفا جدا، واهتماما من أهل البلد بكاملها، والنية إن شاء الله في استمرار هذه الندوات، حيث سنقيم بإذن الله لقاء في المجمعة.
نظرنا في دوريات النادي وحاولنا تطوير مجلة: قوافل، فأصبحت في وضع وشكل جيد، وأصدرنا كتابا دوريا (حقول) وهي مجلة علمية محكمة وقلنا إنها تعنى بالدراسات الخاصة بالجزيرة العربية، واالمسؤولون عنها د. سعد البازعي رئيسا للتحرير ومعه د. محمد الهدلق، ومحمد القويزاني، وعبدالله المعيقل، ولها هيئة إشراف، وصدر منها عدد، ولو أن العدد لم يكن بحسب ما تمنيناه، لكن العدد الأول كان نوعا من التجريب.
أنشطة ومطبوعات
عبدالحفيظ الشمري: هل يأذن الدكتور الربيع في إعطاء فرصة للتداخل؟
د. الربيع: ما زال لدي ما أقوله، وإن كان قليلا، هناك كلام حول المطبوعات وأنها تخزن ولا توزع، وهذا صحيح، وليس في النادي فقط، بل عموما في المؤسسات الحكومية، وفي الجامعات عندنا مطبوعات جيدة لكنها لا توزع، ولكننا نعمل على تجاوز هذه المسألة، حيث وقعنا ولله الحمد عقدا مع محمد الخضير في الشركة الوطنية للتوزيع، ووقعنا معه عقدا لمدة 3 سنوات لتوزيع مطبوعات النادي داخل المملكة، وبدأ فعلا سريان العقد وتوزيع (قوافل) داخل المملكة، وطبعا تتصور الشركة أن هذه النوعية من المطبوعات تمثل عبئا عليها، لكن قلنا له: إذا لم يكن فيها مكسب، فليعد ذلك من قبيل الدعم لهذه المجلات، في الوقت نفسه اتفقنا مع مكتبة العبيكان على توزيع مطبوعات النادي بتخصيص حيز في المكتبة لمطبوعات النادي، والهدف من التوزيع ليس العائد المادي بل أن تعرف هذه المطبوعات وتنتشر، أيضا فكرنا في ملتقى ينظمه النادي سنويا أو كل سنتين، بحسب الإمكانيتات، طبعا هناك تجربة نادي السنوية وعقد ملتقى ثقافي أنا أعتبرها جيدة، حتى وإن كان حولها كثير من النقد، لكن وجود شيء منظم وله استمرارية أنا أعتبره جيدا، ففكرنا ووضعنا هذا التصور لكن حتى الآن لم نأخذ موافقة عليه من الجهات العليا طالما سيكون متكررا، واسمه: (ملتقى النقد الأدبي) وحددنا أهدافه وموعده بحيث يكون كل عامين، لأنه كل عام من الصعب إيجاد أبحاث ذات مستوى، ووضعنا له لجنة منظمة، ورفع لمعالي الوزير، وننتظر إتمامه، وإذا تم سيكون جيدا لأن جانب النقد الأدبي هو الذي ينقصنا الآن، وكثير من الملتقيات قد لا تركز على النقد، فحاولنا أن يكون هذا الشيء هو الذي يمكن أن يقوم به النادي، وضعنا أيضا تنظيماً للمكتبة، حيث إنني عندما أتيت للنادي وجدت مكتبة صغيرة، طبعا أنا قادم من الجامعة التي تحتوي على مكتبة كبيرة جدا، فالنادي مهما عمل لن يكون لمكتبته قيمة إلا إذا تميزت بشيء، وركزت على نقطة محددة، فرأينا أن يركز النادي على مكتبة يكون فيها كل الإنتاج الأدبي السعودي، وأصبح التركيز على هذه النقطة فقط، بحيث إن كل باحث يريد أن يطلع على الإنتاج الأدبي السعودي فمن الممكن أن يعتبر مكتبة النادي مكتبة مرجعية له، أما أن تعمل كل شيء، فلن تعمل شيئا لأن هناك من هو أكثر استعدادا منك، لن نستطيع إلغاء المكتبة لكن سنركز على هذا الجانب، وهناك لجنة مكونة من الدكتور عبدالله الحيدري والأستاذ خالد اليوسف، ومعهم أمين المكتبة، كذلك أنشأنا موقعا للنادي على الإنترنت وأنا أقول بصراحة إن الموقع ليس جيدا حتى الآن، لكن على الأقل بدأ ينقل المحاضرات لكنها صوت بدون صورة، والذي رجع للموقع لم يعجبه، أو ليس في مستوى الطموحات، لكنه وجد وسنحاول تطويره، هناك نقطة أثارت بعض الجدل وتتعلق بندوات التكريم، حيث كرمنا الشيخ عبدالله بن إدريس، وكذلك أبو عبدالرحمن بن عقيل، وقيل: إن النادي تحول إلى حفلات تكريم، الواقع إن العمل الذي عملناه هو عمل علمي، والدليل أننا وضعنا للشيخ ابن إدريس وهو رئيس النادي الأسبق، كلمات احتفالية، وكانت هناك ندوة علمية تحدث فيها د. ناصر الرشيد، ود. حسن الهويمل، وعبدالعزيز بن سلمة، وبحوث أخرى، وأعدنا تصوير كتاب: (شعراء نجد) لأن للكتاب قيمة تاريخية حيث صدر في فترة مبكرة، وكذلك أصدرنا كتابا ببليوجرافيا عن ابن إدريس لمن يريد أن يتعرف على نشاطه، من إعداد: أمين سيدو، والشيء نفسه أعددناه للشيخ ابن عقيل وقد كان رئيسا للنادي قبل ابن إدريس، وقد عمل للنادي أعمالا ممتازة، وفي تكريمه كانت هناك بحوث وكانت هناك كلمات احتفائية، فالتكريم فيه جانب احتفائي، وجانب بحثي، وأترك لكم المجال للحديث للمناقشة، وأرجو أن يطرح كل واحد منكم ما يشاء بمنتهى الصراحة والوضوح، وسأجيب إن شاء الله بما هو مفيد، وبصراحة تامة، فتفضلوا بأي شيء تريدون، سواء سؤالا أو اقتراحا لأننا سنخرج بفائدة.
مداخلات
عبدالحفيظ الشمري: شكرا للدكتور
محمد الربيع الذي قدم ايفاضة جيدة عن طروحات النادي وأنشطته، بودي أن أبدأ بالأستاذ محمد الشقحاء وفي ذهني سؤال: كيف يرى الأستاذ الشقحاء تعامله الآن بعد أن كان عضوا في نادي الطائف الأدبي ثم بعد أن أصبح خارجه، نود أن يحدثنا عن هذه التجربة؟
د. محمد الربيع: أنا شخصيا سأستفيد من الأستاذ الشقحاء لخبرته الطويلة، وقبل أن أكون رئيسا لنادي الرياض الأدبي ألقيت محاضرة في نادي الطائف، ربما لدي خبرة في المشاركة في المؤتمرات أو الجلسات أو اللجان، لكن بالنسبة للأندية الأدبية فليست لدي الخبرة، حتى إنني فوجئت بتعييني رئيسا لنادي الرياض الأدبي، ولم أكن عضوا بمجلس إدارة النادي أصلا، ولا من المترددين عليه، ولهذا كانت مفاجأة من هذه الزاوية، وإلا فإنني موجود في الساحة، والأستاذ الشقحاء اشتغل كثيرا في نادي الطائف.
محمد الشقحاء: عندما دعيت للقسم الثقافي، وحدثني الأستاذ سعيد الدحية للمشاركة في هذه الندوة، كانت لدي صورة كونتها عن الأندية الأدبية من خلال تجربتي وعملي، ومن خلال النقاش في الصحف، ومن خلال الممارسات الإدارية داخل النادي أو خارجه، أو نظام الأندية الأدبية، فكونت تقريبا ثلاثة أسئلة، وكان السؤال المهم: هل نظام الأندية الأدبية الذي صدر بقرار من الأمير فيصل بن فهد رحمة الله عليه عام 1396 مازال قائما أم لا؟.. كان هذا السؤال هو السؤال الأول الذي سجلته، وتحاورت فيه معه الدكتور محمد الربيع قبل عقد هذه الجلسة فأجاب: إن النظام مازال قائما، طيب، مادام النظام قائما، وهناك متابعة من إدارة الأندية الأدبية، والآن بعد صدور المراسيم الملكية الكريمة تحولت الأندية الأدبية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام، هل لازالت الأندية الأدبية تعتبر مؤسسات ثقافية ذات شخصية اعتبارية أم هي الآن فروع لوزارة الثقافة والإعلام، فهل إذا كانت كذلك، هل الإخوة رؤساء الأندية الأدبية وهم موظفون في قطاعاتهم الحكومية أو من المتقاعدين، أو من الشخصيات الاجتماعية في كل مدينة، فيها نادٍ أدبي هل يعتبر أيضا موظفا كرئيس للنادي أو موظفا في مجلس الإدارة، هذه إشكالية.. الأندية الأدبية كما هو معروف أن يعطيها صلاحية الجمعية العمومية وانتخاب مجلس الإدارة، وجربنا هذا في عام 1400 هـ من خلال أربعة أندية أدبية هي: نادي الطائف الأدبي، ونادي جدة الأدبي الثقافي، ونادي المدينة، ونادي جازان، واستثني نادي الرياض الأدبي لأنه تشكل عام 1398 هـ، د. محمد الربيع: لقد اجتمعوا في منزل الشيخ عبدالله بن خميس وانتخبوا الشيخ عبدالله رئيسا للنادي، بمعنى أن البداية كانت صحيحة.
الشقحاء: مع تقديري للدكتور الربيع، فإنه جاء على نادٍ قائم، وإدارة فيها الجيد، وغير الجيد، كنت أتوقع من الدكتور الربيع وقد تولى رئاسة النادي، أن يشكل مجلس إدارة يستطيع أن يتفاعل مع طموحاته وأفكاره وآراءه، لأن النادي مع الأسف الشديد قدم ما قدم، كان جيدا أو غير جيد، مقبولا أو غير مقبول، لكن تولي الدكتور محمد الربيع قيادة نادي الرياض الأدبي، وما شاع من حديث وتصورات خلال الأشهر الستة الأولى، وتشكيل بعض الآراء والطروحات، واجتماعه ببعض الصحفيين، كنت أتوقع من د. محمد الربيع في خلال هذه المدة أن يستوعب دور الأعضاء السابقين، وطالب من سمو الأمير رئيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب إعطاءه الصلاحية الكاملة وفق نظام الأندية الأدبية بتشكيل مجلس إدارة جديد من خلال الشخصيات التي يرى أنها فاعلة.
عبدالحفيظ الشمري: شكرا الأستاذ محمد الشقحاء، وننتقل إلى الأستاذ محمد العثيم.
د. محمد الربيع: أنا أقترح أن تكون الإجابة على كل مداخلة، حتى لا تتشتت الأسئلة.
الشمري: فلتتفضل د. الربيع.
د. الربيع: أولا نظام الأندية لا يزال قائما، وحقيقة هو سمي نظام (مجازا )، فحقيقة النظام في عرف القانونيين هو ما صدر بمرسوم، وهذا عبارة عن تنظيمات صدرت من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، المهم أطلق عليه: (نظام) ولا يزال النظام قائماً، لكن المسألة هي في تنفيذ النظام، طبعا فيما يتصل بالمدة والاختيار (مدة الرئاسة للنادي الأدبي واختيار الرئيس) فهذا لم ينفذ منذ مدة طويلة، وأنت يا أستاذ محمد الشقحاء تعرف ذلك، بالنسبة لي أنا، جئت للنادي، والأعضاء موجودون في النادي، فأنا الدخيل.
محمد الشقحاء: أنت لست دخيلا، أنت قائد الكوكبة.
د. محمد الربيع: أنا دخلت كعضو جديد على النادي، طبعا جاء أيضا: د. سعد البازعي، ود. عبدالعزيز السبيل، وأنت تسأل: لماذا لم أشكل مجلس إدارة جديداً؟ هذا الأمر يطول الكلام فيه، لكن أنا كنت أتمنى أن يشكل، إنما ذلك له آليات، أن يكون عند جمعية عمومية، أن يكون لديك أعضاء عاملون، حتى تصلح هذا الشيء، لابد أن تبدأ بالبداية الصحيحة، بحيث يطرح موضوع العضوية، ويعرف الناس أن العضو له صوت سيختار مجلس الإدارة، ويختار إدارة النادي، وهذا ما نتمناه، لقد انتقلت الأندية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام التي تسعى لتطوير الأندية، وبطروحات كثيرة، منها: هل يمكن دمج جمعية الثقافة والفنون في الأندية؟ أو أن الجمعية تصبح خاصة بالفنون والأندية بالثقافة؟ أو أنها تتحول إلى مراكز ثقافية؟ كل هذه طروحات، المشكلة التي أمامنا الآن: إنه إذا طال الزمن على الطروحات والتفكير يرتبط بهذا تعطيل الموجود حتى ينتهي الاقتراح، وهذه مسألة ليست فحسب في موضوع الأندية لكن في قضايا كثيرة أخرى، الذي حقيقة أعرفه، أن الأندية الأدبية ليست مرتبطة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب كوحدات من ضمن الرئاسة، بل إن لها استقلاليتها ولها كيانها، لكن هناك إدارة اسمها: إدارة الأندية الأدبية، هي جهة تنظيم، الذي نتمناه هو أن يستمر هذا، ولهذا بالذات في وقت رئاسة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، كان رؤساء الأندية الأدبية لهم علاقة مباشرة بالرئاسة، الذي نتمناه الآن هو أن يبقى هذا الشيء، بمعنى أن النادي له مجلس إدارة، صحيح أننا نرتبط بوزارة الثقافة والإعلام، والوزير هو المرجع في ذلك، لكن إذا أصبح المرجع إدارات وزارة الثقافة والإعلام طبعا سندخل في إشكاليات كبيرة.
الشمري: الأستاذ محمد العثيم، ألا توافقني الرأي بأن هذه اللائحة مضى عليها خمسة وعشرون عاما، ويجتمع رؤساء الأندية وإدارتها والمجالس ورعاية الشباب ويبدو أنهم يسخرون من هذه اللائحة لأنها لم تنفذ أبدا، يتداولونها بينهم في كل جلسة وفي كل اجتماع ولا نجد من هذه اللائحة أي أثر يمكن أن يطور الأحوال إلى الأحسن؟ ولا نود أن نطرح أسئلة بقدر ما نعطي آراء.
محمد العثيم: حقيقة الدكتور محمد الربيع رجل علم، وأجله لعلمه وقدره، ولكنه كرجل إدارة هو شخصية منفصلة تماما كرئيس للنادي الأدبي، فكل ما نقوله عن العمل لا يمس بأي حال شخص الدكتور الربيع الذي نجله ونقدره، هذه ناحية، الناحية الثانية أن لي تجربة مريرة مع النادي الأدبي بالرياض قبل مجيء الدكتور الربيع، وهي تجربة يصعب قولها لأنها تدخل في ملابسات مثل: (الكوميديا) في بعض الأحيان، وهي تجربة كانت من خلال أن النادي كان يطلب عملا مسرحيا، وحين نأتي يتوقعون أنه عمل مسرحي مجاني، وكأنني أنا أملك الصيغة، أو أن أكلف بتحكيم عمل مسرحي ولا يدفع لي مقابل عملي، بمعنى أن أشياء بسيطة مثل هذه، كانت تحز بالنفس من زملاء، ولم يحدث في مرة من المرات لولا وجود عبدالله الشهيل كنت (سأضرب) من الأعضاء لمجرد أنني أبديت آراء لا يريدونها.
أبدأ الآن بالموضوع: هل نحن الآن في مرحلة قبل خمسين عاما عندما كان منبر المعهد العلمي الذي يسمى النادي؟ نحن لسنا في هذه المرحلة.
الأندية الأدبية
إذا ما استثنينا بعض النشاطات التي توسعت، ووضعت ميكرفونات جديدة وهكذا لم تخرج بعقلها عن المرحلة السابقة، ظلت تعتقد أن الأدب العربي، واللغة العربية والثقافة العربية هي ثقافة الجماهير، بينما حقيقة الأمر تغيرت الثقافة، فالخمسون سنة التي مرت، وأنا عمري خمسون سنة، أمضيت ثلاثين سنة منها كنت شاهدا فيها على التغيرات الثقافية، كان التغير شديدا جدا، وأنا كنت أضرب قصة شهيرة جدا: أن الثقافة كبرت على الأندية الأدبية وكبرت على جمعية الثقافة والفنون، زاد الوعي السعودي، وكبر المفهوم السعودي، وجاء تكنوقراط ومفكرون واقتصاديون ومثقفون من أصناف أخرى، وجاء مسرحيون وفنانون وموسيقيون كلهم يعتبرون في سياق الثقافة، لأننا لا نستطيع أن نقوم بحذفهم من القائمة، ونقول هؤلاء خارج الثقافة، ونحن الذين داخلها، أنا مثلا أعتز بعلمي المسرحي والفني، وأعتبر نفسي على القائمة الثقافية، إذا كان أحد يرفضني فهو حر أن يرفضني، إذا كان يخرجني من هذه القائمة، الذي حصل أن ثقافة النخبة بدأت تتقوقع لعجزها عن الخروج إلى الهواء الطلق، لعجزها عن مجاراة الناس، القصة التي كنت أذكرها أن أحد الفلاحين ولد له (ثور صغير) فخاف عليه من البرد، فصار يحمله على كتفيه ويصعد به الجبل حسب القصة المشهورة، فكبر الثور والرجل لا يدري حتى جاء يوم فاندق الرجل على عنقه، أعتقد أن الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون ماتت تحت ثقل الثقافة، هذا هو واقع الأمر، أنا أقدر كل الرواد فيهما، كلهم اساتذتنا ونحترمهم وأعضاء مجلس إدارة، لكن عندما تحاول أن تناقشهم في واقع اليوم، أو تقول لهم: اليوم ثقافة جماهير، ثقافة صورة، ثقافة سينما ثقافة تشكيل، ثقافة مسرح، ثقافة غناء، ثقافة موسيقى كلهم يبدون لك صدودا، خوفا من المجتمع، إذا لم تكن حرا في نفسك، لا تتصدى للثقافة، إذا لم تكن قابلا لسهام النقد وسهام المجتمع، أنت أصلا: حربة المجتمع حربة الرأي والفكر المتقدم، يجب أن نلغي المجاملة، إذا كنت أنا في مجال التربية والتعليم مثلا سأحترم هذا الجانب، أقص من فكري ما لا يتلاءم مع التربية والتعليم للأولاد، عندما سأكون في الجامعة سأحث الفكر حتى الفكر الذي لا أوافق عليه، حتى يبين، أو أرده، أو أوافق عليه إذا كان صحيحا، طبعا هي كل غايتنا أن تصل الثقافة السعودية إلى المستوى المشرف، حرقنا من أجل هذا الشيء، وأنا شخصيا تطوعت وآسف أنني أتكلم عن نفسي لكن هذه ضرورة للتجربة من خمس سنوات أسست ورشة تدريب مجانية حين لم يدفع أحد شيئا، ودفعت من جيبي الخاص، ولدي خسائر وفواتير الآن، وجاء خمسون شابا يتعلمون وفجأة قالوا لنا في الجمعية: إننا نخشى أن تسقط عليكم الخيمة، قلنا: إذا سقطت رفعناها بأيدينا، فهدموها حتى لا نبقى في جمعية الثقافة والفنون، لأنه كانت هناك حرب شديدة على الثقافة الطليعية، حضرت إلى النادي الأدبي وطلبت من الدكتور محمد الربيع أن ننقل الورشة إلى النادي الأدبي، بوصفه مكانا عاما، فقالوا لنا في النادي : إن محمد الشدي يقول نحن المتخصصين في الفنون وأنتم يا أندية أدبية ليس لكم في هذه الفنون مجال، والنادي يقول إنه رفع خطاب للمسؤولين فجاءنا أمر بألا نفعل هذا، أعتقد أن هذا عجز من الأندية الأدبية، فالأندية الأدبية عليها أن تتبنى الثقافة ككل، أو تتركها ككل، هي تتقوقع على البحوث على قدر البحوث، وأنا كنت باحثا، أستاذاً جامعياً، لم آت من الشارع ولا أنا مطرب شعبي مثل مطرب (العشة) في جنوب الرياض، جئت من خلفية أكاديمية وأعرف ما معنى الفن، وما معنى الثقافة ومن هذا المنطلق أن أي إنسان يجادل في أن الثقافة القادمة الكاسحة هي ثقافة الجماهير، فهو مخطئ، شئنا أم أبينا، لكن الفرق هو أن نطور هذه الثقافة، لن أطيل كثيرا في هذه النقطة، ولكن عندي أمنية بسيطة: أنه إذا قام نادي أدبي في حضن وزارة الثقافة والإعلام بالتنظيم الجديد أن يكون شاملا، نجد في مكاننا كل المثقفين وأن نكون على مستوى المسؤولية وأن يمول بطريقة صحيحة، لا نريد الثقافة تحت رقابة أحد، نحن نريد ثقافة حرة ونطالب بوجود النادي الأدبي بصفته مؤسسة حرة تستطيع أن ترعى الحرية، وما أخطأنا فيه فلنحاسب عليه، وما أحسنا فيه فلنشكر عليه، شاكرا لكم حسن الاستماع وآسف على الإطالة.
* الشمري: هل هناك تعليق يا دكتور محمد الربيع؟
د. الربيع: طبعا أنا استمعت بإعجاب وتذوق للأخ محمد العثيم لأنه أولا هو يتحدث عن معاناة حقيقة، ليس حل الإشكاليات التي طرحها عندي، لكن سأتحدث عن قضية القضية، لدينا طبعا إشكالية حقيقية في جمعية الثقافة والفنون ووضع تقسيمات حدية بين الجهتين، ولهذا طرحت الآن أفكار: هل تبقى الجمعية؟ هل تبقى الأندية الأدبية؟ هل يدمجان معا؟ أو تلغى الجمعية ويكون هناك تشكيل ثقافي جديد؟ هل هونادي أدبي أم ثقافي ؟ ونحن نعرف أن نادي جدة الأدبي مكتوب عليه: النادي الثقافي، فيما إن النادي بالرياض: (أدبي) وإذا أخذناه بهذه التسمية سيضعف الأمر، فالثقافة أشمل وأوسع، في قضية التنازع على الشيء، هنا تتضح العقليات: هذا لي وهذا لك ولا تقرب هذه المنطقة، ولن يصلح فيها شيء، لوقيل مثلا: هذا لا يضر وأنت تعمل عندي أو عندك ونتنافس في النواحي الإيجابية لكان أمرا مقبولا، لكن أن يشهر أمامك أنه: لا فهذا فيه تعميد وهذا فيه كذا وكذا، تأتي الإشكالية، ولهذا أعتقد أن ما حدث في ملتقى المثقفين وتوصياته على ما فيها، طرح مسألة تنظيم الأجهزة الثقافية، سواء النادي أو الجمعية أو المجلات التي تصدر وغيرها، إما أن تكون نادياً ثقافياً وجمعية فنون، أو مركزاً، توجد مراكز كبيرة تشمل كل شيء، وتتفاعل الفنون والآداب مع بعضها البعض، وتخرج بمنتج مناسب لثقافة العصر، المفترض أن يكون هناك تنظيم جديد للثقافة وأجهزتها، تشتمل على تعريفات وعلى تقنينات حتى يتم الانطلاق منها، حتى يتم هذا أعتقد أن الأمر سيبقى حديث اجتهادات الأشخاص وحسب فهم الشخص الذي يدير هذا العمل، وحسب اجتهاده وأفقه، لكن الأمر يجب ألا يترك للأفراد، وإنما يكون هناك تنظيم مبني على دراسات، فالإنسان أحيانا يتفاعل كثيرا، وأحيانا يصاب بالإحباط، كثير من الناس جاؤوا بعقليات ثقافية ثم صارت هناك تراكمات وترسبات حدت من انطلاقتهم العقلية في التفكير، إنما كلام الأخ محمد العثيم عن مسألة فهمنا للثقافة وثقافة العصر واختلاف المفاهيم الثقافية حسب تطورات العصر هو كلام سليم، فينبغي أن يكون في ذهن جميع الناس، وينبغي التجديد حتى في الأشخاص، بحيث يحدث تنوع، وإدخال عناصر جديدة واهتمامات جديدة، وإذا لم يقدم ما عنده فليترك الفرصة لغيره، هذا هو من المفترض أن يحدث إذا كنا نسعى لوجود إيجابيات، وأن يسهم الإنسان بما يستطيع ولكن لا يحجر على الآخرين، ولا يصبح وصيا على الآخر.
* الشمري: الأستاذ خالد اليوسف له تجربة مع النادي الأدبي بالرياض في مكتبة النادي، وقد أوضح لي قبل دخوله إلى قاعة هذه الندوة منذ قليل أنه لم ير أي جديد في أمر هذه المكتبة.
خالد اليوسف: من الصعب أن أضيف على ما تحدث به الإخوة لأن الدكتور الربيع أفاض بشكل جيد عن تجربته خلال ثلاث سنوات،، هل هي يا دكتور الربيع ثلاث سنوات أم أربع سنوات ؟ د. الربيع: هي ثلاث سنوات، والباقي بسيط، باقي سنة.
* اليوسف: لذا نتمنى من الدكتور الربيع أن يراجع ما مضى ويحدث شيئا جديدا في تطوير آليات النادي ومن ضمنها أيضا المكتبة، وكنت مع الدكتور عبدالله الحيدري قد طرحنا تصورا جديدا للدكتور الربيع عن واقع المكتبة، كمكان، كمجموعات، كتنظيم وترتيب واقتناء، اشياء فنية أخرى تفاصيلها لا داعي لها، لكن نقل المكتبة من مكتبة عامة إلى متخصصة، أعتقد أن ذلك سيأخذ وقتا طويلا، وإمكانيات تكون كبيرة، لأن وسيلة المعرفة ليست في الكتاب فقط، حيث توجد دوريات، والأنترنت أصبح وسيلة للدخول إلى إنتاج أدبي هائل في المملكة، وهناك مواقع شخصية ومواقع عامة، وهناك كثير من المواقع العربية تخدم أدبنا السعودي، ولذلك ضرورية وضع هذه الآلية الفنية والشبكة العالمية، تحتاج المكتبة إلى وقت أطول، وقد مضت سنة تقريبا، لكن هناك أملاً، أنا أعتقد أن الدكتور عبدالله الحيدري بدأ في جمع الكتب والرسائل الجامعية ووصل إلى مرحلة آمل أن تكون أقل من سنة أخرى حتى نصل إلى الشيء الذي يرضى عنه، لكن أعتقد كأجهزة فهذه تحتاج إلى تطوير أكبر، والدكتور الربيع لديه بعض الأوراق للكشف عنها، لي تعقيب أيضا على ما تحدث به الإخوة، كنت أتمنى بعد وصول الدكتور الربيع إلى رئاسة النادي بأن يفاجئ الأوساط الأدبية بقلب الأوراق على الأندية الأدبية باللائحة نفسها، لماذا أنتظر منهم في اجتماعات الأندية ومداولاتها عملا جماعيا؟ لماذا لا يكون من خلال نادي الرياض الذي هو نادي العاصمة، بأن أفعل اللائحة أو أغيرها، فالنظام صدر عام 1396 أي مر عليه حوالي 30 سنة إلى الآن، فهل يتواكب هذا النظام /اللائحة مع المرحلة التي نحن فيها الآن، لقد كان نموذجيا في حينه لكن الآن يجب تغييره.
د. الربيع: الحقيقة، لقد اشتغلت في هذا الجانب المكتبي، وقدموا اقتراحات طيبة، طبعا مطلوب موارد مالية، وقلت من البداية إن لدينا في حدود 100 ألف ريال لهذا العمل، وأعتقد أنها لا تمثل شيئا، حاولت أن أوفر مبلغا آخر ببيع كتب النادي على الجهات الحكومية حتى يأتي لنا أي مبلغ، حتى إنني قلت لأحد الأصدقاء: إنني مستعد أن أشتري سيارة (وانيت) ويقوم أحد الأشخاص ببسط الكتب في حراج ابن قاسم لبيعها!!.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved