Culture Magazine Saturday  02/11/2013 G Issue 415
فضاءات
السبت 28 ,ذو الحجة 1434   العدد  415
 
مداخلات لغوية
رحم الله عوض القوزيّ
أبو أوس إبراهيم الشمسان

 

في يوم الخميس19-12-1434هـ توفي أستاذنا الجليل الدكتور عوض بن حمد القوزي أستاذ النحو والصرف في قسم اللغة العربية-كلية الآداب-جامعة الملك سعود، وكان قد تعرض لحادث مروريّ أليم وهو في طريق عودته من مدينة القوز إلى جدّة التي نقل إليها وأدخل إلى العناية المركزة في مستشفى الملك فهد حيث توفي بعد أيّام قليلة، رحم الله أستاذنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنّاته، وألهم ذويه وزملاءه وطلابه الصبر والسلوان.

كان من بين قلّة من الأساتذة الذين زويت لهم علوم العربية والثقافة الغربية، فقد أنهى دراسة الماجستير في جامعة الملك سعود حيث كتب رسالة عن (المصطلح النحوي-نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث الهجري)، ثمّ استكمل دراساته العليا في جامعة أكسفورد فأنهى دراسة الدكتوراه وكتب موازنة بين شروح كتاب سيبويه في القرن الرابع الهجري، ولما عاد للتعليم في القسم واصل اهتمامه بكتاب سيبويه فاستخرج من شرح السيرافي ما كتبه عن الضرورات الشعرية وجعله كتابًا منفصلًا (ما يحتمل الشعر من الضرورة)، وحقق كتاب (التعليقة على كتاب سيبويه) لأبي عليّ الفارسيّ، ومما يتعلق بعنايته بسيبويه ما كتبه من أبحاث (رحلة كتاب سيبويه من البصرة)، و(زعم الخليل في كتاب سيبويه)، و(أقوال العرب في كتاب سيبويه)، و(أثر كتاب سيبويه في الدرس اللغوي).

ووجه بعض طلابه ليدرسوا موضوعات تتعلق بسيبويه فكان منها رسالة الماجستير (المسائل الافتراضية في الكتاب لسيبويه)، ورسالة الدكتوراه (الاستطراد في كتاب سيبويه)، وكان رحمه الله له من السمعة العلمية ما جعلته عضوًا في المجامع والجمعيات اللغوية، شارك في مؤتمرات وندوات داخل المملكة وخارجها، واختير حكمًا لكثير من البحوث والكتب، ناقش رسائل ماجستير ودكتوراه، وأشرف على عدد من طلاب الماجستير والدكتوراه، يشهد له طلابه بفضله وعلمه وكرمه وشدة عنايته بهم والحرص عليهم، وقد رأيت السجل الذي كان يدوّن فيه تواريخ لقائه بالطلاب لمناقشتهم في إعدادهم رسائلهم، ورأيته يكتب تقارير عنهم بخطّ نسخيّ رائع، وأما زملاؤه في القسم والجامعة فمجمعون على الثناء عليه لدماثة خلقه وصدق قوله ومعاونته لهم. وكان رحمه الله وفيًّا محبًّا لأساتذته وبخاصة المرحوم الأستاذ الدكتور حسن شاذلي فرهود، وآية ذلك تشجيعه لي أن نشترك في كتاب يهدى إليه فكان كتاب (الشاذليات) الذي شاركنا الكتابة فيه الدكتور محمد الباتل الحربيّ، والأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي من جامعة الإمام، وكان لي شرف مشاركته غير ندوة ومؤتمر، وما دخلت قسم اللغة العربية إلا عرجت على مكتبه لأجلس إليه وأسمع منه ونناقش هموم العربية التي كان من أشدّ الناس غيرة عليها ومن أكثرهم دفاعًا عنها، ومن أمثلة ما كتب عنها جملة من البحوث منها: (رؤية مستقبلية لتدريس اللغة العربية)، و(الضعف اللغوي – التشخيص والعلاج)، (اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين)، و(رؤية تربوية في مناهج اللغة العربية)، و(إحياء الدخيل على رفات الفصيح)، و(الوعي اللغوي – نشأته وتطوره)، و(العربية الفصحى في مواجهة تحديات العولمة)، و(الضعف اللغوي – أسبابه وعلاجه)، و(الإعلان واللغة)، و(الجهود المبعثرة في خدمة التراث)،و(اللغة والهويَّة)، و(حصار الضَّاد). رحم الله أبا محمد الذي عرفته بنبل خلقه، وسعة معرفته، وسابغ كرمه، وإنّ العربية بذهابه خسرت أحد أهم سدنتها، فلعل الله ينفع بما خلفه من علم وبمن علّم من طلابه ليواصلوا رسالته التي نذر نفسه لها.

- الرياض
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7987 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة