Culture Magazine Saturday  02/11/2013 G Issue 415
فضاءات
السبت 28 ,ذو الحجة 1434   العدد  415
 
روزنامة...
«أحب الحياة إذا.. ما استطعت إليها سبيلا..» !!
بثينة الإبراهيم

 

* دفعًا للأرق اللزج أتسلى بلعبة الألوان، أختبر ذاكرتي مراتٍ ومراتٍ أجرب ذائقتي في اختيار اللون المناسب لهذا الشعار أو ذاك، أصبحت حقًا مهووسة بالألوان التي لم تغير شيئًا في اللون الحقيقي لحياتي!

* أهرب من الألوان إلى الكلمات، فأتصفح القاموس وأخمن ! ربما عليّ أن أستعيد لعبة الحظ بالأرقام التي كنا نمارسها_ صديقتي وأنا_ بكثيرٍ من السذاجة المرّة ! كانت صباحاتنا تمنح اللونَ لبقية اليوم مثل ملكٍ يعمـّد فارسًا أنهى تدريباته بضربات السيفِ الخفيفة على كتفيه، وكانت لعبة الأرقامِ حيلةً نستقرئ بها طالعنا في «سنوات الضياع» تلك!

* أكتب لمن لا يقرأ وألوّن لمن لا يرسم لكنّي لا أغنّي ! صوتي يعيش أزمةً، لم أعدْ أعرف له هويةً، ولم تنفعْ معه حلولُ صديقتي « طفي وشغلي» ولا حتى تعويذات ساحراتي الطيبات اللاتي دخلْن في إجازةٍ مفاجئةٍ أو ربما غيبوبة، غير أن المؤكـّد أنهن حطّمن قدورهن وسكبْن كل تعويذاتهن واعتزلْن السحر!.

* أخشى على ذاكرتي من النضوبِ فأشتري كثيرًا من الأقلامِ والدفاترِ كي أكتبَ لحياتي الباهتةِ وألملم الكثيرَ من التفاصيلِ التافهة؛ بطاقات هاتفية منتهية الصلاحية وفاتورة المكتبة وإشعارات البريد والقطع النقدية التي يصعب تداولها، ومع ذلك يظهر أنها تخونني كثيرًا، فأتوقّف عند الصفحة الأربعين في سرد سيرةٍ لحياةٍ عاديةٍ لم أعرفْ لي فيها أبعادًا ولم أتساءل عن موقعي بحسب خطّيْ «الطول والعرض» كما فعلت أليس الحكيمة أثناء سقوطها في الجُحر، أنا أيضًا أسقط في جحر لا أعرف له «قرارا»!.

* يصير كل شيءٍ من حولنا هلاميًا باردًا، حتى الوقت! وتبقى الكلمات تدور في فراغ مثل روّاد الفضاءِ ليس لها جاذبيةٌ تشدها، وتبقى بعض الأحاديثِ معلّقةً مثل فنجان شايٍ مكسورِ اليد، لا يمكنك التخلّص منه فهو صالح في سياقاتٍ أخرى لا تشمل طقمَ شاي الساعة الخامسة!.

* أقاوم بمجداف «الأمل المزغب» وأطعم الخيباتِ بعضَ مسامير القرنفل لعلّها تشعر بالخدر مثل ضرسٍ منخورٍ، في هذه الأثناء يصلني إشعارٌ من اللعبة يسمح لي باستئنافها وعليّ أن أدوّر دولاب الحظ لمضاعفة حيواتي كي أخمّن مزيدًا من الألوان والشعارات التي لا تغير شيئًا في هذه العتمة السادرة!.

* «دعِ الريحَ تمرّ

لا تسألْها شيئًا

ليس لها من معنىً

غير أنّها الريحُ التي تمرّ..»

فرناندوبيسوا..

- القاهرة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة