Culture Magazine Saturday  02/11/2013 G Issue 415
فضاءات
السبت 28 ,ذو الحجة 1434   العدد  415
 
مُعجمُ موازين اللغة
النقد والعقل الحر «1»
د. صالح اللحيدان

 

ناقد: ميزانها الصرفي: فاعل، وأصل ذلك مبين، (م.ب.ي.ن) بضم الميم وتشديد: الياء، من أبان الشيء ووضحه وجلاه.

ونقد الشيء، وانتقاده شيئان مختلفان، فالنقد تقويم وبيان وإيضاح، وقد يمزج معه بحسن خلق وتواضع: التأنيب، تقول: أنَّبه ويؤنبه.

والنقد: مصدر وناقد صفة، وأصل عموم الوصف في هذا كله أن كل علم وكل فن له نقاده ولا جرم.

فعلم التاريخ.. والأدب.. والسياسة والاقتصاد.. والحديث.. إلخ.

كل ذلك له أهله ما بين: ناقد موهوب وناقد مكتسب مجرب لكن ما يشكل هنا كما يشكل هناك إنما يعود إلى: الخلط بين: الناقد والدارس.. والمحقق.. والعارض والملاحظة.

ولعل أوعر النقد هو نقد: الأسانيد وأحوال الرواة ذلك أنه لابد فيه أصلاً من: الموهبة ولا ينفع فيه الاكتساب وقوة الصنعة شيئاً يذكر.

ولهذا فكثر مما يكتب (اليوم) فيما نظنه نقداً إنما هو ملاحظة أو عرض ودراسة، أو هو لا يبعد أن يكون إطراءً مبطناً أو هو ذم وقدح قد تلبس لباس النقد والحرص على بيان الحقيقة، ويجنح جملة من الكتبة على: التكرار.. والمراوحة ومداومة كتابة الزاوية حتى ولو نقد نفسه بنقده سواه.

وفيما يعاد إلى نقد لسيرة أو الآثار أو الرواة، من خلال السند الذي لا يصح المتن إلا به توجد هناك القدرات الفذة، فتجد: شعبة بن الحجاج، والدارقطني وابن أبي حاتم، وتجد أبا حاتم وأبا زرعة والهيثمي وأيوب السختياني ويحيى القطان تجدهم يصدرون عن رأي ولا كل رأي.

والناقد لعل من أبرز صفاته الجيدة تمكن حسن الأخلاق منه وقوة العقل وصحة الفهم الممتاز، وقدرة القريحة النزيهة على تمام العدل والإنصاف بصراط مستقيم كريم جليل.

وأغلب الظن أن كثيراً من الكتبة يجتهدون (دون ريب) إلى اكتساب صفة: ناقد.. ولما كانت هذه العبارة غير مفهومة تماماً أصبح كل من يسخر.. أو يلمز أو يسمع غيره، وأصبح كل من يهمز أو يجرح سواه أصبح: (ناقداً) أو أصبح (كاتباً ساخراً)، وكل ذلك بعيد بميزان وأسس النقد السليم، ولذلك غلب اليوم الأسلوب الإنشائي الذي كثيراً ما بينت عوره لأنه يدعو صاحبه إلى التطاول ومجرد الجرح ليس إلا.. مع تغيب بين للآراء ووجهات النظر.

ونطالع هذا تسترا في «المقالات» بين حين وحين.

وحينما تقرأ بسعة تأمل وعمق نظر مكين ما خطه الآجري في كتابه: (أخلاق العلماء) إما صنفه الإمام ابن حجر في (هدي الساري) أو البغدادي في: (تاريخ بغداد) تستخلص حقاً أصول وأساس الكتابة بكل «بعدٍ لها» أن يكون، وهذا إنما يحتاج إلى تجرد عقلي جيد، وصفاء ذهن، وطرح حظ النفس.

«بريد السبت»

- كل الذين سألوا، ويسألون عن المعجم أفيدهم أن «الترحال»

منذ: 5 رجب وحتى كتابة هذا الباب: «ناقد» كنت في عمل، لكن وأي عمل فعذري أن يعذرني من لو كان مكاني لعذر العذر كله.

- جبران بن جاسم اليحيى المسند.. العراق.. يصلك (..جواب خاص..) مفصل.

- م.م.. المهنا.. شقراء.. أرحب بك دائماً.

- داود بن أحمد زيني أحمد.. جدة.. نعم سوف أجيب كافة الرسائل خلال شهر محرم لعام 1415، إلا ما يحتاج إلى إجابة مفصلة لابد منها فهذا النوع أجيب عنه في: «المعجم».

- الرياض
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5485 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة