مَا خَشَيْتُ الجُهُودَ أَنْ تَتَدَاعَى
فأَرَى المُنْجَزَاتِ تَمْضِي ضَيَاعَا
لَنْ أَرَى هَذِه وَلا تِلْكَ أَخْشَى
لَا وَلَا أَرْتَضِي المَجَالَ صِرَاعَا
وَلِهَذَا إِذَا اعْتَذَرْتُ اعْذُرُونِي
حِيْنَ يَأْتِي بِه قَرَاري اقْتِنَاعَا
لَسْتُ أَرْضَى الحِوَارَ يُورِي اخْتِلافاً
لَا وَلَا أَقْبَلُ المَسَارَ دِفَاعَا
كَيْفَ أمضِي بِرؤْيَةٍ بِاتِّجَاهٍ
فَسَّرُوهَا تَحَفُّظاً وَانْدِفَاعَا ؟
فَدَعُونِي أُمَارِس الدَّورَ حُرّاً
لا أَدِيْباً يَلْوِي رُؤَاه انْصِيَاعَا
المَدَى وَاسِعٌ وَصَبْرِي جَمِيْلٌ
وَاحْتِمَالِي يَزِيْدُ صَبْرِي اتِّسَاعَا
وَاخْتِبَارِي يضِيْفُ فَوقَ اجْتِهَادِي
مَنْطِقاً وَاضِحاً وَفِكْراً مُشَاعَا
غَيْرَ أَنِّي إِذَا امْتُحِنْتُ بِرَأْيِي
وبِطَرْحِي لا أَسْتَكِيْنُ اتِّبَاعَا
هَدَفِي وَاضِحٌ وَأَسْعَى إلِيْه
مُخْلِصاً صَادقاً رُؤَىً وَطِبَاعَا
وَطَنِي فِيه وِجْهَتِي تَتَجَلَّى
مَا اتَّخَذْتُ المَسَارَ فِيْهَا اقْتِرَاعَا
حِيْنَ تَبْدُو المَصَالِحُ السُّودُ مَسْعَىً
سَوفَ تَلْقَى لَدَيَّ عَنْهَا امْتِنَاعَا
سَيَرَانِي أَصْحَابُهَا بِاتِّجَاهٍ
يَصْرِفُ الدَّرْبَ مُلْتَقَى وَاجْتِمَاعَا
وَإِذَا مَا انْتَهَتْ طَرِيقِي رَأَونِي
شَامِخاً قَامَةً وَأَطْوَلَ بَاعَا
لَسْتُ مِمَّنْ يَرَى الحَيَاةَ سِبَاقاً
دُونَ وَعْيٍ يَسْعَون فِيْه سِرَاعَا
قَدْ تَخَطَّوا مَبَادِئَ الحِقِّ فِيْهَا
قِيَمٌ شُوِّهَتْ فَكَيْفَ تُرَاعَى؟
حِيْنَ يُسْتَقْرَأُ المُثِيْرُ انْتِبَاهاً
يَتَبَدَّى تَوَجُّهاً وَانْتِفَاعَا
يَمْلأ الكَونَ عَتْمَةً وَضَجِيْجاً
فَأُعَانِي تَمَعُّناً وَاسْتِمَاعَا
لا تَلُمْ مَنْ إِذَا تَبَنَّى اتِّجِاهاً
وَسَعَى مخْلِصاً بِه ما اسْتَطَاعَا
إِنْ تَصَدَّى لِمَنْ تَعَدَّى فَأَبْدَى
مَوقِفاً صَادِماً لَه وَانْطِبَاعَا
مَنْهَجِي أَنَّنِي أُحَاسِبُ ذَاتِي
وَأَرَى مَوطِنِي أَحَقَّ ارْتِفَاعَا
فَأَصُدُّ الطُّمُوحَ عَنْهَا جنُوحاً
وَأَحُدُّ السِّيَاقَ مِنْهَا ابْتِدَاعَا
لا أَرَى الحَقَّ مَسْرَحاً للأَمَانِي
حِيْنَ تَبْدُو أَرْكَانُه تَتَدَاعَى
فَدَعُونِي إِنِّي إِذاً لا أُبَالِي
قِمَةً قَدْ شَغَلْتُ أَو كَانَ قَاعَا