Culture Magazine Thursday  09/05/2013 G Issue 405
فضاءات
الخميس 29 ,جمادى الآخر 1434   العدد  405
 
مداخلات لغوية
محمود فهمي حجازي
أبو أوس إبراهيم الشمسان

 

ولد أستاذي العلاّمة اللغوي الدكتور محمود فهمي حجازي في محافظة المنصورة عام 1940م، وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1958م، وأما رسالة الدكتوراه (منهج التحليل اللغوي عند العرب في ضوء شرح السيرافي على كتاب سيبويه) فقدمت إلى جامعة ميونخ عام 1965م، درّس علوم اللغة في جامعة القاهرة، وجامعة الكويت، وجامعة قطر، وله عدد من الأعمال العلمية المنشورة منها (اللغة العربية عبر القرون) وهو أول كتاب قرأته له، و(علم اللغة بين التراث والمناهج الحديثة)، و(علم اللغة العربية)، و(أصول الفكر العربي الحديث عند الطهطاوي)، و(المدخل إلى علم اللغة)، و(علم المصطلحات والتنمية اللغوية في الوطن العربي)، و(حوار الثقافات) ومن أهم بحوثه المنشورة (استخدام العربية في اليونسكو 1969م)، و(اتجاهات التأليف المعجمي -علم المصطلحات)، و(الخبرة الألمانية في تعليم اللغة لغير الناطقين بها، مجلة كلية الآداب الكويت،ع1). و(اللغة العربية بين اللغات العالمية المعاصرة) مجلة عالم الفكر (محور البنيوية)، و(العلاقة بين علم اللغة ودراسة المأثورات الشعبية)، ومن ترجماته (تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين، طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض)، استعانت به جهات مختلفة لبناء خططها التعليمية، وهو من أهم خبراء المعجم في مجمع اللغة العربية في القاهرة.

لم أكن أعرف الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي قبل أن يذكره لي أستاذي محمد شكري عيّاد مثنيًا عليه، وكان أن سعدت بلقائه في قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة صيف عام 1974م، دخلت قاعة المدرسين الصغيرة فإذا بشاب يجلس تحت النافذة المطلة على فناء الجامعة إلى يسار الداخل، مددت إليه يدي مسلمًا، فقام مرحبًا ترحيبًا يثلج الصدر، ويؤنس النفس، ويسر الخاطر، وجلست إليه ليسألني عن نفسي، فأجبته بما فتح الله به عليّ، حتى إذا جاء الطلاب انتقل إلى موضع آخر، وتحلق الطلاب حوله، وبدأت الدروس التي استغرقت عامًا، كان منها دروس في كتاب سيبويه وعلم الأصوات ودروس أخرى طلبنا منه أن يعدها لنا لحاجتنا إلى معرفتها، لم يكن الدكتور حجازي أستاذًا لطلاب جامعة القاهرة وحدها بل لكل طلاب العربية، ولم يكن يعلّم في الكلية وحدها بل كان يستقبل الطلاب ويستضيفهم في بيته، فكم ليلة زرناه لنجد مجلسه قد ملئ بطلاب العلم من مصر والعالم العربيّ، ولم يكن الدكتور يعلّم طلابه علوم اللغة ويرشدهم في طرائق البحث ويقرأ لهم أعمالهم فقط؛ بل كان يعلمهم الخلق الرفيع والرقي في المعاملة بما يجدونه من نبله وخلقه العالي ودماثته وتواضعه الجم وبذله نفسه لكل طالب علم، لا أنسى موقفه الأبوي حين زارني في بيتي لما علم بمرضي ولم يكتف بالعيادة العابرة بل أرشدني إلى جرّاح ماهر هو زميله الدكتور محمد البتنوني وعرض عليّ أن يتكفّل بتكاليف العملية. وحين طُلبت مني المشاركة في إعداد موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب خبيرًا عن المملكة العربية السعودية حاولت التعذر بقلة خبرتي وأرشدت إلى من أراه أخبر منيّ؛ ولكني تفاجأت بعد مدة برسالة من أستاذي فعلمت أنه من رشحني لهذا فطابت النفس وأقبلت على العمل بكل جهد ممكن.

من أهم ما ألف عنه كتاب (الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي وجهوده اللغوية والأدبية) ألفه أ.د. بكر إسماعيل الكوسوفي. وليس يذكر اسم الدكتور حجازي في مكان إلا سمعت الثناء والشكر، حفظ الله على أستاذنا صحته وأطال في عمره، وجزاه عن العربية وطلابها خير الجزاء.

* * *

تنويه

نواصل « لسان آدم» الخميس القادم بحول الله

الرياض
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7987 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة