Culture Magazine Thursday  14/03/2013 G Issue 400
شعر
الخميس 2 ,جمادى الاولى 1434   العدد  400
 
على مشارف التسعين
شعر / أحمد عبدالله الدامغ

 

في هذا العام 1434هـ أكون قد دخلت العقد التاسع من عمري، فأصبحت بذلك تسعينياً كما يقال في النسبة إلى سني العمر، فشبهت نفسي بالنازل من رأس سلم كان قد صعده بخطى قوية، فيما مضى، وبتغير الحال والأحوال قلت:

دلفتُ هذا العام للتسعين

إليها جئت مثقل الرجلين

تقاربت مني الخطى وظهري

حناهُ ما حملتُ من سنيني

فرحبّي بي يا تسعون إني

أرى حقاً عليك تُكرميني

تركت ساحة قد كنت فيها

مع الأقران، أبيض الجبين

لي سيرة لها نشر ذكي

بها في كل يوم صبحيني

وهيمي بي وجودي لي بلطف

ومن عطر الورود ضمخيني

ومُدي لي بناناً حنوياً

به شدي يدي وصافحيني

سنت بي ماضيات من سنيني

فجئت والعصا طوع اليدين

لزمتها فأصبحت لي ساقا

أقضي بها بين الورى شؤوني

قال زهير في الورى مقالاً

ردده الأنام كل حين(1)

أما أنا فقد رأيت منه

ما لم يراه جائز المئين

الطول لم يعد طولي وصوتي

قد بُحّ من فحيحي والأنين

ونظم الشعر فرّ من خيالي

فلم يعد بوصفه يغريني

شربت بعد مر الدهر حلواً

وما دهري عليَّ بالضنين

غروب الشمس كم رأيت فيه

من عبرة تزيد في يقيني

وحكم الدهر لا ينفيه حكم

وإن أتى من حاذق فطين

والشمس في غروبها بيان

أن رحيلي بات عن يقين

* * * *

(1) وحكيم الجاهلية المشار إليه هو ا لشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى المزني ولد عام 520م في بني غطفان وبينهم نشأ وترعرع ووفاته تراوحت بين سنة 611 و627م.

وهو الذي قال قصيدته المشهورة التي سميت بالمعلقة لتميزها عن القصائد التي كانت تعرض في سوق عكاظ في ذلك الزمن الجاهلي، حيث ضرب فيها من أمثال الحكمة البليغة ما يطرب كل قارئ لها على مر السنين، ومن أشهر ما جاء فيها من أبيات يتداولها الناس عند الكبر قوله حينما بلغ الثمانين من عمره وشعر بالسأم من الحياة:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعشثمانين حولاً لا أبالك يسئم


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة