Saturday 14/12/2013 Issue 421 السبت 11 ,صفر 1435 العدد

الشاعر

تحية على الوتر القديم مهداة لأخي الكبير الشاعر «مسافر» أحمد الصالح، احتفاءاً بمسيرته الشعرية المديدة واحتفالاً بديوانه الجديد «تشرقين في سماء القلب» ودواوينه الأخيرة .

أشرق بشعرك وازحم الآفاقا

وامنح شعورك للهوى ترياقا

وامزج بدجلة نيل مصر سلافة

يهمى على صحرائنا رقراقا

يا فارس الشعر الجميل تحية

طاب النشيد وطبت فيه خلاقا

هذي دنانك والسمو مزاجها

أترع كؤوسك للرفاق دهاقا

وأدر شمول العاشقين وساقهم

زانوا الندىَ وأشرقوا أذواقا

أرويت بالشعر النمير نفوسنا

فنما على أحداقنا أشواقا

ونسجت بالقيم الأصيلة متنه

وشددت للنسب القديم وثاقا

ومزجت سياباً بنابغة الأولى

فدنا كروماً واستوى أعذاقا

العصر طلعته ونفح طيوبه

للجاهلية ينتمى أعراقا

ياشاعري والشعر فرط غواية

يسبي العقول ويعطف الأعناقا

والشاعر الخلاق رهن شجونه

يجني الكلوم ويشكر الخلاقا

العشق حرفته ومحض طموحه

أن نستحيل بسحره عشاقا

يمضي على ظمأٍ سحابة عمره

والخلق من أقداحه تتساقى

يصطاد من صور الشعور عصيها

وتصيده في غفلةٍ أحداقا

وبلاده عن ذكره في غفلة

وتراه في إطرائها السباقا

يطوي الشغاف على رعاف جراحه

ويشيح عن أحزانه إشفاقا

الخالدان ضميره وشعوره

نبعان نضحهما هوىً دفاقا

والمترفان خياله وحروفه

يتلاقحان جناسة وطباقا

والعاثران غرامه وحظوظه

يتبادلان اللوم والإخفاقا

ياماخراً بحر الجمال بذوقه

ومسافراً ساق النجوم عتاقا

خفف مسيرك ليس ثمة عاشق

يحدو القوافي هائماً تواقا

وأرح ركابك ليس ثمة شاعر

لم يطو كشحاً أو يُسر فراقا

مروا على بال الزمان كواكباً

وتبادلوا نخب الخلود رفاقا

طبعوا على الأمجاد نبض حروفهم

وسرا هواهم لاعجاً براقا

فعلى المنابر رعشة من سحرهم

وخيولهم تتقحّم الآفاقا

واليوم لا نغمٌ على أوتارهم

يسري ولا صبحٌ عليه أفاقا

ميدانهم قفرٌ وبوح نديّهم

لا يستدر لعابرٍ إطراقا

- عبدالرحمن الصالح a.assaleh54@gmail.com