Culture Magazine Thursday  21/02/2013 G Issue 397
فضاءات
الخميس 11 ,ربيع الثاني 1434   العدد  397
 
أسامينا
أميرة القحطاني

 

أسامينا

شو تعبو أهالينا

تلاقوها

وشو افتكرو فينا

الأسامي كلام..

شو خص الكلام..

عينينا هني أسامينا

«لم نختر أسامينا نتفاجأ بها حين نكبر قد نفخر بها وقد نخجل منها وقد تكون مقبولة ولا تعجبنا كصاحبة هذه الأغنية الجميلة التي قامت بتغيير اسمها من نهاد إلى فيروز.

أهمية الاسم تكمن في أنها تُعرف بنا هذا فلان وهذه فلانة، وحين نريد الاختباء نتوارى خلف اسم مستعار! لماذا نكتب بأسماء ليست أسماءنا؟ لماذا يختار بعض الكتاب الأجانب والعرب شعراء وروائيين الاختباء خلف أسماء مستعارة؟ هل هي لعبة جميلة يلعبها البعض؟ أم أنها موضة انتشرت في فترة معينة واستمرت إلى الآن؟ أم أنه الخوف؟! أياً كانت الأسباب هناك طريق واحد يأخذنا إليه الاسم المستعار هو البحث عن اكسير الحياة (الحرية).

في فيلم «قصر هول المتحرك» والذي شاهدته عشرات المرات تسأل صوفي: كم اسماً مستعاراً تستعمل يا هول؟ يجيب هول: بقدر ما أحتاج لاحتفظ بحريتي.

نعم يحتاج إنسان ما أن يتحايل على الحياة كي يعيشها، يعيشها كيفما يشاء لا كيفما يشاء الآخرون، والآخرون هؤلاء حكاية..

حكاية ليس لها معنى تجبرك على قراءتها لأنك من ذلك المجتمع او تلك القبيلة، او من ذلك الزمان الأغبر..

تحاول أن تتركها، تبتعد عنها، لكنها لا تتركك، تزعجك بتفاصيلها التافهة، تجذبك إلى داخلها، تجبرك على العيش مع أبطالها الهائمين على وجه الصفحات، تقلب صفحة علك تخرج من أحداث لا تعني لك شيئاً، تدخل صفحة أخرى لا أحداث بها، تقلب الصفحة تلو الصفحة، تتساءل «وبعدين» إلى متى سأعيش هنا في حكاية ليست حكايتي؟ إلى متى سأهرب من صفحة وأسجن في صفحة أخرى؟ لابد من مخرج، لابد من حبل نجاة يسحبني إلى أعلى، لابد من طريقة تجعلني أختفي من هذه الحكاية لأبدأ حكاية أنا أختارها، أنا أختار أبطالها وأحداثها، أنثر أحرفها كوريقات الياسمين بين صفحاتها، أستنشق حريتي من خلالها.

الآخرون، لولا الآخرون لما احتاج إنسان ما أن يخبئ قلمه، أن يكتب بحبر سري، أن يُهرِب كتاباته إلى الفضاء الخارجي تحت اسم آخر او تحت مظلة أخرى لا تحجب عنه ضوء الشمس.

هل يصبح هذا الإنسان كذاباً حين يكذب على الآخرين من أجل أن يكون صادقاً مع نفسه؟ من أجل أن يعيش حراً ولو بقليل من فتات الحرية؟ لا أعتقد ذلك، فالحياة أقصر من أن لا نعيشها..

- دبي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة