Culture Magazine Saturday  21/09/2013 G Issue 412
شعر
السبت 15 ,ذو القعدة 1434   العدد  412
 
قصائد قصار
شعر: عبدالله بن سليم الرشيد

 

(1)

هكذا

كان في حضرتِه بدرٌ وشمسْ

ولعينيه إلى الكُوّةٍ إيماءٌ وهمسْ

ساعةً..

ثم اختفى الوقتُ، كأنّ البيتَ رمسْ

وهَوَتْ كفٌّ على ذكراه تَغْشاها بطمسْ

فتَحَ البابَ... عسى عينُ غدٍ ترنو

وإذْ بالباب أمسْ

(2)

طقوس المجيء

أهيّئُ للقصيدة ما اشتهتْه

وأغبِطُ قبل مقدَمِها الشرابا

وأوقِدُ من نحولي وانتظاري

شُموعًا، أرسمُ النجوى شهابا

ويمضي الليلُ ما جاءت! فأقضي

فُلولَ الوقتِ أنفعلُ ارتيابا

فأغرقُ في السكونِ وملءَ كأسي

سؤالٌ ما رشفتُ له جوابا

أنامُ جوى، فتخطِرُ في منامي

وتهمِسُ: يا شقيُّ... ولن تُجابا

(3)

الخَبِيْء

ساعتي ليستْ بستّين دقيقهْ

ساعتي ستونَ خفقًا

كلُّ خفقٍ فيه ستونَ حقيقهْ

كلُّها في القلب مثواها، ولي في فهمِها ألفُ طريقهْ

غيرَ أني لم أزلْ أذهَلُ عن (أمّ الحقيقهْ):

عُمُري ينسابُ في الرملِ..

وعُشبُ الروح..

يصفرُّ على بابِ الحديقهْ

(4)

(مهنّد) يمزّق ورق التقويم

يا بُنيْ

ورقُ التقويمِ يشكوك إليْ

صاحَ بي:

(أيَّ شيءٍ يبتغي هذا الصّبَيْ؟

لم ينلْه بعدُ مني أيُّ شيْ

فلماذا يبدأ الجورَ عليْ؟)

يا بُنيّ

لي مع الدهر ذُحولٌ تغتلي في جانبيْ

أحرقَتْ شطرَ أغاريدي وصكّت وجنتَيْ

أنا أولى منك بالتمزيق..

شجوي غامرٌ والثّأرُ حيْ

في جدار العمر نقّشتُ تهاليلي على رُشدٍ وغيْ

راكضًا خلف المقادير وتبريحي ينادي: أيَّ أيْ

ثمّ ها قد عدتُ لا شيءَ وما زلتُ صريع الوقتِ مشبوحًا على ضربٍ وكيْ

فانهمرْ رضوانَ روح يتغشّى كلّ حيْ

كن بعين الفيح فَيْ

يا بنيْ

أنا أولى منك بالتمزيقِ لكن

أيقنتْ نفسي فأمسكتُ يديّْ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة