Saturday 21/12/2013 Issue 422 السبت 18 ,صفر 1435 العدد
21/12/2013

المسرح السعودي في الكتب والدراسات (4)

كيف نصل إلى مسرح محلي – ندوة ثقافية المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بحائل يقول الأستاذ محمد بن عبد الرزاق القشعمي مدير الكتب الرئيسي لرعاية الشباب بحائل (سابقاً) في تقديمه للكتاب: يسرني أن أقدم لكم نص الندوة الثقافية الأولى لهذا الموسم 1399/ 1400هـ والتي تفضل وشارك فيها الأساتذة: عبد الرحمن المقرن، وسمعان العاني، وعبد الرحمن الحمد، وسليمان العصيمي، وعبد الرحمن المريخي مساء يوم الجمعة الموافق 7 / 3 / 1400هـ والتي سبقتها ليلة العروض المسرحية لأندية المناطق في ختام نشاطها المسرحي والفني. وتأتي هذه الندوة لتؤكد المسيرة الجادة التي يقوم بها المكتب في رفع المستوى الثقافي والمسرحي بالذات لدى الجميع....

ويستهل الكتاب بمقدمة عامة عن المسرح كتبها الأستاذ سمعان العالي. ثم يورد وقائع الندوة التي أدارها الأستاذ سليمان العصيمي المحرر الفني في جريدة الرياض الذي استهل الندوة بالترحيب بالحاضرين والشكر لمكتب رعاية الشباب بحائل على تنظيمه هذه الندوة وهنأ المشاركين في عروض مسابقة الفنون المسرحية ثم طلب من الأستاذ سمعان العاني أن يبدأ ورقته في الندوة التي جعلها الأستاذ سمعان كمدخل للندوة استعراضاً لتاريخ المسرح العالمي والعربي، في حين تداخل الأستاذ عبد الرحمن الحمد بالعودة إلى المسرح المحلي وعرض إلى بعض المشاكل التي تعترض العروض المسرحية مستشهداً بعروض أندية حائل التي شاهدوها كجانب تطبيقي، بينما أكد الأستاذ عبد الرحمن المقرن على إشكالية النص وندرته وقلة الكتاب في المسرح المحلي، في حين تحدث الكاتب والمخرج عبد الرحمن المريخي عن أنواع الكتابة المسرحية، التراجيديا والكوميديا وبين خصائص كل منهما. بعد ذلك تداخلت وتقاطعت آراء المشاركين حول قبول المجتمع للمسرح من عدمه ومستوى الدعم الرسمي للمسرح وتفعيله في مناطق دون الأخرى، في حين أشار الأستاذ المريخي إلى غياب الناقد المسرحي الذي يخدم المسرح ويسهم في تطويره، في حين أكد الأستاذ عبد الرحمن الحمد على أهمية وجود المدرب المسرحي في الأندية أو المناطق كي يحصل الممثلين على خبرات مسرحية صحيحة بعيده عن الاجتهاد والارتجال. وإن كان محرر الكتاب لم يقدم لنا ملخصاً للندوة إلا أننا نستخلص أبرز ما جاء فيها:

1)غياب النص المسرحي المحلي الجيد

2) ضعف التدريب

3) عدم وجود الناقد المسرحي المتمكن والذي يسهم في رفع مستوى المسرح.

4) عدم توفر قاعات مجهزة للعروض المسرحية

5) قلة الإنتاج المسرحي في المناطق.

مدخل إلى دراسة المسرح في المملكة العربية السعودية لناصر بن عبد العزيز الخطيب

صدر الكتاب عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة عام 1410 هـ وهو من القطع المتوسط ويقع في مائة وثلاث صفحات ويحتوي على تقديم للدكتور عبدالرحمن بن سبيت السبيت وبيانات معد الدراسة وإهداء ومقدمة للدراسة التي تتكون من قسمين:

القسم الأول: دراسة توثيقية (وثائق حية)

في هذا القسم يتحدث الباحث عن اللقاءات التي قام بها في كل من المنطقة الغربية والشرقية والرياض حيث التقى بالعديد من الذين ساهموا في بدايات المسرح السعودي مثل أحمد السباعي، وحسن سراج، وعصام خوقير، وعبد اللطيف الملا وعبد الرحمن المريخي، وعبد الرحمن الحمد، وإبراهيم الحمدان، والمخرجين سمعان العاني، ومحمد رشدي سلام، ومصطفى عبد الخالق، الذين قدموا العديد من المسرحيات السعودية.

وقد أورد الباحث أربعة أحاديث لكل من: الشيخ أحمد السباعي وتجربة في إنشاء مسرح إسلامي ومدرسة للتمثيل في مكة حيث أنشأ دار قريش للتمثيل الإسلامي، عن إعدادهم لمسرحية وكيف أوقفت هذه المسرحية قبل العرض بأيام ووئدت محاولته في مهدها. ثم تحدث الأديب حسين سراج صاحب أول مسرحية سعودية منشورة وهي بعنوان (الظالم نفسه) 1932م، ثم بعد ذلك (غرام ولادة) 1952م، (والشوق إليك) 1974م. وتحدث الباحث عن أسباب عدم إمكانية عرض تلك المسرحيات داخل المملكة لأن المرأة عنصر أساسي في هذه النصوص.

بعد ذلك تحدث الدكتور عصام خوقير عن تجربته في الكتابة للمسرح وخصوصاً في مسرحيتي (السعد وعد) و(الشيطان يأخذ إجازة).

تلا ذلك الحديث مع إبراهيم الحمدان رئيس لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون معد أول مسرحية أنتجها تلفزيون الرياض (طبيب بالمشعاب) عن مسرحية طبيب رغم أنفه لموليير ، وقد تحدث إبراهيم الحمدان عن تجربته وزملائه في مسرحية طبيب بالمشعاب ومن بعد ذلك تجربة جمعية الثقافة والفنون.

وفي نهاية هذا الفصل قدم الباحث قراءة تحليلية لعينات في المسرح السعودي متمثلة في مسرحيتي (الشوق إليك) لحسين سراج و(السعد وعد) لعصام خوقير كنماذج للنصوص المسرحية المطبوعة، وقام أيضاً بنفس القراءة التحليلية لعين ات من النصوص المخطوطة وهي التي غالباً ما تكون قدمت على خشبة المسرح وقد اختار الباحث نصي: (عقاقير وعقارات) لعبد الرحمن الحمد، و(المهابيل) لإبراهيم الحمدان.

لماذا تأخر ظهور المسرح في المملكة العربية السعودية؟

في هذا الفصل تحدث الباحث عن جملة من الأسباب التي كانت وراء تأخر ظهور المسرح في المملكة العربية السعودي عنه في الدول العربية الأخرى على الرغم من المحاولات الفردية للهزاع والملا التي بدأت عام 1373 هـ. وإن كنت أنا أضيف حقيقة تاريخية لم تصل إلى المؤلف ألا وهي جهود المعلم صالح بن صالح التي تعود إلى قبل هذا التاريخ بحوالي خمسة وعشرين عاماً حوالي 1348هـ وغيره من المعلمين في مختلف مدن ومناطق المملكة.

وقد حاول الباحث تفنيد هذه السباب والإجابة على هذا السؤال حيث خلص إلى:

- أن الجزيرة العربية قد عاشت قروناً طويلة وهي مجتمع رعوي في أغلبه العم يقوم على فكرة القبيلة ولم تكن هناك دولة بالمعنى السياسي للدولة ولم تكن هناك حياة سياسية مدنية. ولهذا لم تطرأ فكرة المسرح أبداً على هذا المجتمع بل إنها لم توجد أصلاً .. إلا أننا لا نرى هذا السبب مانعاً حقيقياً لعدم ظهور المسرح فقد تأخر ظهور المسرح في الدولة الإسلامية ككل بالرغم من أنها عرفت التنظيم السياسي المستقر منذ الدولة الأموية وحتى الدولة العثمانية. ومرت بعصور ازدهار ثقافية طويلة.

ويرى الباحث أن قيام الملك عبد العزيز رحمه الله بتوحيد المملكة وإقامة الكيان السياسي باسم المملكة العربية السعودية وبعد الاستقرار والتشكل الحضاري الخاص للدولة.. بدأ الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص يعرف طريقه إلى هذا المكان.

صفحات من تاريخ المسرح السعودي

تحدث الباحث في هذا الفصل باختصار شديد عن بدايات المسرح السعودي منذ محاولات الأديب حسين سراج الأدبية والفنية العملية لعبد العزيز الهزاع وأحمد السباعي وعبد اللطيف الملا.. ثم أثر إنشاء التلفزيون في المملكة العربية السعودية التمهيد لظهور المسرح الذي حدد بداياته بمسرحية طبيب بالمشعاب وما تلا ذلك من إنشاء جمعية الثقافة والفنون، ولكن الباحث أغفل جهود الفنانين بالأحساء والتي سبقت إنتاج التلفزيون لطبيب بالمشعاب وظهور جمعية الثقافة والفنون كمؤسسة حكومية حينما أسسوا جمعية فنون أهلية في الأحساء قدمت العديد من العروض المسرحية بل إنه أخطأ حينما قرر أن إنشاء جمعية الثقافة والفنون بالرياض كان نتيجة لعرض مسرحية طبيب بالمشعاب أو بمعنى أدق أن طبيب بالمشعاب كانت سبباً لتأسيس جمعية الثقافة والفنون وهذا غير صحيح لأن الجمعية أسست عام 1393هـ بينما طبيب بالمشعاب عرضت عام 1394هـ، وغاب عنه كثير من الجهود للمسرح المدرسي والمسرح في لأندية الرياضية والشبابية كانت مزدهرة حتى قبل محاولة السباعي في تأسيس دار للمسرح في مكة المكرمة.

الجهات المهتمة في المسرح

تحدث فيه الباحث عن الجهات والهيئات التي تعنى بالمسرح في المملكة العربية السعودية وهي:

1 – الرئاسة العامة لرعاية الشباب

وتحدث عن جهود الرئاسة في تطوير هذا المجال بإقامة المسابقات والمهرجانات المسرحية للمناطق والمهرجان السنوي للفنون المسرحية ويتم سنويا وقد أقيم منذ ما يزيد عن عشرة أعوام.. وكذلك إقامة مسابقة عامة في التأليف المسرحي وتتم سنوياً على مستوى مسرحيات الثلاثة فصول، والفصل الواحد ومسرح الطفل. وتشارك الرئاسة في عدد من المهرجانات العربية والإقليمية والدولية.

2 – جمعية الثقافة والفنون:

وتحدث الباحث عن جهودها وأهدافها ورصد ما قدمت من مسرحيات حيث ذكر الباحث إحدى وأربعين مسرحية أنتجتها الجمعية في مختلف فروعها وإن كانت هذه القائمة غير مرتبة تاريخياً فمثلاً نجد مسرحية (رزة والبطن خالي) تحتل رقم 14 علماً بأنها قدمت قبل تأسيس الجمعية ولا تدخل ضمن مسرحياتها، كذلك مسرحية طبيب بالمشعاب تحت رقم 1 وهي ليست من إنتاج الجمعية وكان من المفترض ألا تذكر في هذه القائمة كذلك مسرحية من تحت الكراسي تحتل الرقم 17 ومسرحية وطني تحتل الرقم 19 علماً بأن مسرحية وطني قدمت قبل مسرحية قدر الشراكة ذات الرقم 15 أي أن الترتيب التسلسلي كان يحتاج إلى دقة من حيث تاريخ عرض تلك المسرحيات.

3 – الأندية الأدبية:

وجهودها في إقامة الندوات والبحوث التي تمس المسرح وكذلك ما أنتجه النادي الأدبي بالرياض من مسرحيات وهي النص والإنتاج، أستاذ مكرر، الأدوار الثانوية، وجميعها لسليمان الحماد.

4 – المسرح المدرسي

وهو يعتبر من أقدم المسارح في المملكة حيث أورد الباحث أقدم تجربة هي تجربة عبد الرحمن عثمان الملا بمعهد النور بالأحساء بعنوان (لليل آخر) عام 1373هـ 1953م وهي صورة من صور الكفاح الفلسطيني. وان كنت أشرت سابقاً إلى أن بدايات المسرح المدرسي أقدم من هذا التاريخ بكثير بدأ من أقدم إشارة وصلت لنا وهي مسرحية (بين جاهل ومتعلم) 1 348هـ / 1928م في مدرسة صالح بن صالح الأهلية بعنيزة مروراً بأنشطة مدارس الفلاح بمكة ومدرسة النجاح الليلية ، والمدرسة الأميرية بالأحساء وغيرها من مدارس مدن ومناطق المملكة.

5 – مسرح الطفل:

تحدث فيه عن أهمية هذا المسرح للطفل وعن الدور الريادي الذي قام به الكاتب المريخي ليس في المملكة العربية السعودية فحسب ولكن في الجزيرة العربية فهو بحق أول من قدم فيها مسرحية للطفل خارج إطار المدرسة.

- عنيزة