Saturday 23/11/2013 Issue 418 السبت 19 ,محرم 1435 العدد
23/11/2013

فنوننا وسوقنا

في دول أخرى تؤمن بأهمية تنمية القدرة الإبداعية لدى الأفراد من خلال الفنون، نجد أنه من المستنكر جداً أن يكون خريج الثانوية قد أنهى تعليمه العام وتأهل للجامعة دون أن يكون قد أتقن المهارات الأساسية في الرسم والتصميم، في حين نجد أن لدينا العكس تماماً، فلا يبدأ الفرد باستيعاب معاني وأسس الفن إلا بعد أن يتخصص في المرحلة الجامعية في إحدى مجالات الفن أو التصميم، وهنا يأتي الدور الأصعب والحمل الأثقل على كاهل المسؤولين في الجامعة للتأسيس الذي كان من المفترض أن يتم قبل التخصص الجامعي، وعندما يقف البعض من الزوار الخارجيين على هذا الوضع، يضع تساؤلات عدة عن بساطة ما يقدم للفئة المبتدئة جامعياً، في حين أنه لا يزال يجهل الحقيقة الأكثر صدمة له بضعف مخرجات الفنون البصرية لدى طلاب مراحل التعليم العام، وفي المقابل في هذا الزمن المتفرد بنوعيته الثقافية المتسارعة الذي يعتمد على لغة الصورة وعلى الإخراج السينمائي والخدع البصرية وغيرها الكثير من المجالات، نكاد لا نستغني عن رسام ومصمم ومخرج أفلام وغيرهم بل ومن خلال التجربة أصبح سوق العمل يتطلب هذه النوعية من الخريجين والخريجات وتسعى الشركات لاستقطاب الأكثر كفاءة وتميزا، البعض باجتهاده وتطويره لذاته إلى جانب موهبته يستطيع تجاوز مرحلة التأسيس بشكل قياسي ويدخل مباشرة في مرحلة الاحتراف بعد التعليم العام مباشرة، في حين يبقى الكثير ممن لديهم الرغبة في هذه التخصصات يعانون من ضعف التأسيس الذي يشكل عائقاً كبيراً يؤخر وصولهم لمرحلة الاحتراف، وبالتالي تقل كفاءتهم وتقل تبعا لها فرصة رضا أصحاب سوق العمل عن أداءهم، الوضع ليس سيئا لهذه الدرجة ولكنه يسلط الضوء على وضع تعليم الفنون لدينا الذي كان ولا زال يقلق تفكيري.

- الرياض Hanan.hazza@yahoo.com