Culture Magazine Thursday  28/02/2013 G Issue 398
تشكيل
الخميس 18 ,ربيع الثاني 1434   العدد  398
 
محطات تشكيلية
الفن التشكيلي في الكويت.. ريادة وحضور عالمي
مقر الجمعية الكويتية.. مبنى يحتضن معنى نافست به الجمعيات المماثلة
إعداد: محمد المنيف

 

الدعوة الكريمة التي تلقيتها من رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبدرب الرسول سلمان، للمشاركة في تحكيم معرض المهرجان السابع للإبداع التشكيلي في الكويت منحتني الفرصة لأعرف الكثير عن ما جد من جديد في نشاط هذه الجمعية.

هذه الفرصة أتت بعد أكثر من عشرين عاما لم أزر فيها الكويت مما يعني أن هناك الكثير من التغيرات والتطور على مستوى الكويت العاصمة من مظاهر حضارية معاصرة بدءاً من بناء الإنسان إلى مشاهد البناء والتشييد واتساع رقعة المدينة بجانب ما تحظى به مختلف العطاءات الثقافية والفكرية من بينها الفنون التشكيلية التي أصبحت حجر الزاوية في جسد الفنون التشكيلية الخليجية إذا علمنا أن الجمعية الكويتية تبلغ من العمر الخمسين عاما، ما يعني أن لها أثرا وتأثيرا، من خلال الأنشطة التي تقوم بها تشمل التشكيليين العرب جميعا.

***

ريادة خليجية وحضور عالمي

الحديث عن الجمعية الكويتية يطول خصوصا إذا دخلنا في التفاصيل التي تشكل خمسين عاما منذ تأسيسها عام 1967 حيث مرت بالجمعية مراحل من التغير والتبدل والتطور في جانب الإدارة أو البنية التحتية ونعني بها المنشآت والتجهيزات في المكاتب وصالات العرض والورش وغيرها ويمكن أن يحسب للجمعية الكويتية ريادة الحركة التشكيلية الخليجية كما جاء في سيرة الجمعية ومسيرتها التي تناولتها الكثير من إصدارات الجمعية مشار فيها إلى أن أول معرض للتشكيليين العرب سنة (1969) أطلق عليه اسم معرض السنتين دعي له نخب من التشكيليين العرب وأقيم في صالة مدرسة المباركية التي تعد الصالة الوحيدة في الكويت المخصصة لهذا الغرض، وأقيم بعد ذلك المعرض الثاني سنة (1971) في صالة المتحف الوطني والذي تغير فيه اسم المعرض إلى “معرض الكويت للفنانين التشكيليين العرب، رصدت له جائزة باسم “الشراع الذهبي” تمنح لأفضل ستة أعمال إبداعية..

ولم تتوقف عجلة المعارض في الجمعية فأسس معرض 25 فبراير وأقيم أول معارضه تحت هذا الاسم سنة 1982 بمناسبة العيد الوطني الواحد والعشرين ودعيت للمشاركة به كافة التجمعات التشكيلية في دول المجلس وأعتبر هذا المعرض مكرساَ لهذه التجمعات التشكيلية، ثم أضيف إلى قانون المشاركة فيه بند يجيز للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية دعوة مجموعة من الفنانين المقيمين في دولة الكويت - دعوة شخصية - للمشاركة فيه كضيوف شرف، وقدمت في المعرض الثامن (فبراير1989) جائزة “الدانة” لأفضل ستة أعمال إبداعية مميزة اختارتها لجنة من المحكمين تم اختيارهم من فناني دول المجلس ذوي الخبرة والمكانة المرموقة في مجال الفن التشكيلي، كما مع ما تبنته الجمعية إقامة العديد من المعارض الخاصة لفنانين كويتيين وعرب وأجانب سواء المقيمين منهم على أرض الكويت أو خارجها، وتعتبر هذه المعارض الشخصية هي إحدى أوجه النشاط الثقافي للجمعية بالإضافة لعقد مجموعة من الندوات والمحاضرات الثقافية التي تعالج وتبحث في شؤون الفن التشكيلي، بالإضافة لمشاركتها في كثير من لجان التحكيم والاختيار المتعلقة بالشؤون التشكيلية.

من الجهود التي سجلت في تاريخ الجمعية كما وثق في تاريخ هذه الجمعية هو السعي لتأسيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب وكانت الجمعية أحد مؤسسي هذا الاتحاد بحضورها المؤتمر التأسيس الذي انعقد في دمشق سنة 1972. كما سعت لأن تخرج عالمياً بانضمامها للرابطة الدولية - باريس - سنة 1981، ما جعل الجمعية تكثف نشاطاتها الخارجية وتقيم اتصالات فنية تشكيلية مع التجمعات العربية والعالمية لإقامة معارض تشكيلية جماعية بالتبادل والمشاركة في المعارض الدولية مثل بينالي هافانا الدولي للفنون وترينالي صوفيا، كما تلبي قدر المستطاع الدعوات لحضورها الاجتماعات والندوات التي تعالج وتهتم بتطوير ونمو الفن التشكيلي وإيجاد حلول ملائمة للمشاكل والعقبات التي تعترض التجمعات الفنية والفنانين حتى يتوفر الجو الملائم للأداء الفني الصحي.

مبنى ومعنى وحضن دافئ

أعود لتذكر أول زيارة للجمعية الكويتية في نهاية السبعينات، حيث كان المقر لا يتجاوز غرف الإدارة وصالة للمعارض وخيمة لاستقبال الضيوف اللقاءات المفتوحة، أما اليوم فالجمعية أصبحت تمتلك مقراً لا يشابهه أو يضاهيه أي مقر للجمعيات الخليجية من حيث اكتمال المقر الإداري ووجود ثلاث صالات عرض تتسع للكثير من الأعمال مجهزة على أعلى مستوى من تجهيزات العرض كالإضاءة والتكييف وسبل تعليق الأعمال الجدارية ومنصات الأعمال المجسمة من نحت وأعمال تركيب. وتلك الصالات تقع في الدور الأرضي وفي ساحات الجمعية الخارجية المتصلة بالمبنى الإداري الذي يقع في الدور الأول ويشتمل على المكاتب الإدارية.

وقد حرصت الجمعية على استمرار التواصل مع محبي الفنون وزوار الجمعية وطلبة المدارس بأن أقامت متحفاً للفن الكويتي المعاصر يقام في الفترات التي لا يكون فيها موسم للمعارض.

لفت نظري وأنا أدلف إلى هذا الصرح ما تم إنجازه من أعمال نحت قام بتنفيذها نخبة من الفنانين العرب ومن بينهم نحاتين خليجيين ونحاتين عالميين أضفت للمقر جمالاً على جماله.

اهتمام بالشباب مع حفظ حق الرواد

أعد لقاء قبل يوم التحكيم لنتعرف على الجمعية عن قرب وعلى أعضائها الإداريين أو الفنانين، وتم ذلك في خيمة نُصبت أمام واجهة مبنى الجمعية، اجتمعت فيه نماذج من الأجيال، منهم الرواد، ومنهم الشباب، وكان الحديث حول النقلة الجديدة، عمراً وأنماط إبداعاً واتفق الحضور من جيل الرواد على أن اليوم هو يوم الشباب مقدرين للجمعية ما تقوم به من التوازن بين الأجيال.

monif.art@msn.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6461 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة