Culture Magazine Thursday  31/01/2013 G Issue 394
الملف
الخميس 19 ,ربيع الاول 1434   العدد  394
 
اللغة العربية في مهب الرقمية!
منيرة المبدَّل

 

ما إن ظهرت شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) حتى تباشرنا خيرًا، ولا سيّما في مجالات خدمة العلوم والمعارف بمختلف صنوفها وأنواعها، ومجال التواصل الإنساني كذلك، فقد ظهرت إيجابيات هذا القادم الجديد، في وقت كان الخوف والرهبة من مقدمه هو الشعور الغالب! لكن الخوف الذي كان أساسه أخلاقياً وفكرياً، لم يدم طويلاً حتى تشكّل على هيئة خوف آخر، هو الخوف على الهُويّة وتحديدًا: الهُويّة اللغوية.

إن تحولات العصر الرقمي، وظهور مواقع ومنتديات توفر خاصية التفاعلية والحوار والرد المباشر قادت إلى إيجاد بيئة اجتماعية حميمة، أسهمت بدورها إلى استخدام اللغة المحكية أو الدارجة عند المجتمع بدلاً من اللغة الفصيحة. وانتقال اللغة من طور اللغة الشفهية المنطوقة إلى اللغة المكتوبة أو لغة التدوين في هذه المدونات هو مكمن الخطر الذي طوّق بعنق اللغة العربية، وترك آثاره عليها؛ فأصبحت العامية أو اللغة الأجنبية هي المسيطرة على كثيرٍ من لغة مستخدمي هذه المواقع، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، والتوتير)، ويزداد التخوّف من هذه المواقع وما فرضته من واقع لغوي مؤسف في كثير من استخداماته عندما تقترن هذه المواقع ومستخدميها بفئة عمرية شابة، ما زالت في مرحلة التلقي والطلب، وما زالت هُويّتها تتشكل! وكأننا إزاء جيل في طريقه إلى أن يفقد من هويته وشخصيته شيئًا كثيرًا! وقفة: سنُلام كثيرا، بل ستلومنا أنفسنا إذا تُركت اللغة العربية في مهب الرقمية تعصف بها بلا هوادة، فلا تقيم لمكانتها وزنًا، ونظل نحن في تخاذل مع لغتنا!! وقفة أُخرى: يجتهد كرسي بحث صحيفة الجزيرة في جامعة الأميرة نورة في مقاربة موضوعات مهمة تمس عمق لغتنا العربية؛ يعجبني هذا الاجتهاد، ويشعرني بنوع من الراحة والطمأنينة نظير صور العناية التي يقدمها للغة العربية!

كاتبة وأكاديمية عضو اللجنة الإعلامية في الملتقى

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة