Saturday 01/02/2014 Issue 426 السبت 1 ,ربيع الآخر 1435 العدد

تقليمة

في تأبينها ؟!

أروى بنت سعود الزومان ومنى النصيان.. درستُ وإياها في المدرسة الثالثة لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض، كنت أسبقها بثلاث سنوات، أنا في الثانوية وهي في المتوسطة، ثم التقينا في الجامعة أيضاً..

هي من الناس الذين انطبعوا في ذاكرتي إلى الأبد رغم أني لم أصادقها ولم أحادثها!

بدهيّ أن الأشخاص من هذا النوع فيهم نقاء ووهج من الله يقذف الله في قلبك حبهم وذكرهم حتى لو لم تتكلم معهم ولا بحرف.. أروى من ذلك النوع البريء الطاهر المبتسم دوما وأبدا على مرّ السنين وتقلب مراحل العمر والظروف، أروى في المتوسطة هي أروى في الجامعة لم يختلف فيها إلا جمالها الأخاذ الذي ازداد وتفتح وضاع مسكه مع مسكها الخلقي فغدت جنة للناظر والمُجَالِس.. في الجامعة هذه أروى التي أعرفها مبتسمة مشرقة تتلقف بركات ربها ونعمه وكل شيء في هذه الحياة برضا ينم عنه وجهها النورانيّ ومشيتها العالقة فيّ حتى الآن تلك المشية المرتاحة الرضيّة الواثقة..

تلك الأروى كان لي معها شريط حياة وفلم ذكرى ونموذج علويّ تأثرت به ونهلت من معينه..

نعم، إن أعظم الناس من كان قدوة في نفسه وفعاله قبل أن يكون قدوة بأقواله وكذا كانت أروى، قدوة تمشي على الأرض فلا بد أن ينديك بعطره.. فهل سيبقى يا ترى للازدواجيين المتشدقين بعد أروى من سبيل عليّ؟!

كلا، وألف كلا، إذ القدوة والأنموذج هو ما يربينا ويكبح حيواننا الداخليّ الشرس ولا شيء غيرها..

فلتحيي حميدة يا حبيبتي بيننا باسمك وابنك وذكرك الألِق فالحياة لأعمالنا والموت لأعمالنا أيضاً، أما هذا الجسم الذي تحييه الروح وتميته فلا تعميد عليه، إذ روحه وسبب حياته وموته كهواء داخل بالونة لا يدرى متى يتسرّب وترمى البالونة، إلا إن كان في داخلها من أسفار الأعمال ما يحنّط ويخلّد ويحيي صاحبه أبد الدهر.

ميمونة الربيش - الرياض