Saturday 05/04/2014 Issue 433 السبت 5 ,جمادى الثانية 1435 العدد

الكتابة المتلونة

استوقفتني كثيراً المقالات الصحافية المختلفة الاتجاهات والتي تنتقد فيها الغرب وثقافته ومؤسسته العلمية بصفة عامة والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة،كفكر وثقافة وعندها قلت ماذا يريد هذا الكاتب الناقد؟. ورغم إنني أعرف جيداً انه من مثقفي التيار الإسلامي إلا إنني ألحظ كغيري أن فكره في هذه الأطروحات.. (عالي التنوير).. لأنه أجاد في مخاطبة المتلقي بثقافته الغريبة ولكن دعني أقول لك أيها الكاتب الناقد هل فكرت جدياً وبعمق عميق في تفسير قوله تعالى: (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال)).

فأنا أعتقد – هكذا أظن – والله أعلم إن الله سوف يغير المسلمين الشرقيين وأعني نحن بغيرهم من مسلمي الغرب الذين يعتنقون الدين الإسلامي كفكر وثقافة وعملاً وبقناعة وممارسة وتطبيق. فالمسلم هناك لا يكذب، ولا ينصب، ولا يحقد، ولا يتآمر، ولا يسرق، ولا ينهب، فعال وعملي وغير كسول، لا.. لا.. لا!. صدقني أخي أنه في ذات يوم أردت أن أعرف شيئاً عن الطقوس المسيحية التي تمارس وتدور داخل الكنيسة بإيطاليا، فطلبت من صديق لي قسيس أن أدخل معه الكنيسة لأعرف من باب العلم بالشيء ولا الجهل به. فوجدت هناك أجمل الصور الحضارية الثقافية والفكرية. المسيحي إذا دخل الكنيسة فإنه يتزين ويتجمل ويتعطر ويدخل بأدب وباحترام، وعندنا وللأسف الشديد نرى في مساجدنا سوء نظافة المصلين وثيابا عفنة وروائح كريهة وزحاما ودفا وركضا وجريا وتأخرا في الحضور. لأننا نجهل فكر وثقافة المسجد.

أخي: رأيتك تكتب في فهم الحضارات بفكر غربي سياسي راق وهذا جميل، ولكن نحن لم نفهم بعد حضارة الغرب. وفكرها وثقافتها،وبالتالي لم يستطع الغرب فهمنا فكريا وثقافياً على حقيقتنا حتى الآن ونحن السبب وليس هم، ونحن في عصر العولمة والإنترنت، وفي الوقت نفسه نشاهد في القنوات الفضائية البرامج الدينية ومعظم أسئلة المشاهدين مازالت تدور حول الحيض، وهل يجامع الرجل زوجته الوالدة قبل الأربعين يوما، والثياب القصيرة، والمسواك، وهل الكبك حرام؟. وتريدون الغرب أن يفهمنا فكرياً وثقافياً. لابد أن نغير ما بأنفسنا.. نعم.. يجب ،هذا أنت أيها الكاتب الناقد في مقالاتك الجيدة تطالب بالوحدة والتقارب الإسلامي والحوار والمناقشة. في الوقت ذاته تسمع تصريحا غريبا لمسؤول سياسي كبير يقلل من قيمة آخر في دولة أخرى ذلك السياسي المحنك والدبلوماسي المدرب،عندما فكر في إيجاد حالات إيجابية تجاه الحالة العربية السياسية والفكرية والثقافية ولكن بتفكير واقعي مثل فكرك الواقعي في مقالاتك ولكن !. نرفض الثقافة الغريبة وبدون أسباب أو مسببات.

أخي: يعتقد بعض منا وغيرنا أن اللجوء إلى شجرة طويلة سوف تظله من حرقة الشمس، ولكن يغفل أولئك البعض أن تلك الشجرة الطويلة سوف تهزها بل تخلعها من جذورها أول رياح صرصر عاتية. لابد لنا أن نفصل ثيابنا على قدر أجسادنا، ولا نفصل أجسادنا على قدر ملابسنا!.

لابد أن نساعد أنفسنا على تغيير ما بداخلنا. ويسعدني أن أهنئك على مستوى هذه الأطروحات الرائعة، نحن في حاجة للثقافة الغربية وبدون أسباب أو مسببات.

د. زهير محمد جميل كتبي - مكة المكرمة Zkutbi@hotmail.com *** twitter: Drzkutbi