Saturday 07/06/2014 Issue 441 السبت 9 ,شعبان 1435 العدد

قصيدة

قَالَت أَرِقتُ

قَالَت أَرِقتُ ومِثلُهَا لا يَأرَقُ

وفُؤَادُهَا صَبٌّ ولَيسَت تَعشَقُ

تُذكِي قُلُوبَ العَاشِقِينَ وتَشتَكِي

والنَارُ لا تُؤذِي الذِي لا تُحرِقُ

لَم تَختَبِر زَفرَاتِ صَدرٍ مُضرَمٍ

كَادَت لَها أضلاعُهُ تَتَمزّقُ

وعَجِيبَةُ تِلكَ الدُّمُوعُ تُرِيقُهَا

فَكَأنَّهَا مِن كَأسِهَا تَتَذَوَّقُ

وتُقَلِّدُ العُشَّاقَ وهي جَهُولَةٌ

أنَّ الأحِبَّةَ مُمسِكٌ أو مُنفِقُ

أَينَ الذِّي مِن حّرِّ مَا فِي نَفسِهِ

أنفَاسُهُ تُوحِي وكَادَت تَنطِقُ

مِمَّن تَجَافَى النَّومُ عَن أَهدَابِهَا

زَعمًا وَهَل يَجفُوكِ إلا أَحمَقُ

فَلَرُبَّمَا طَمَحَت بِهَا أَسمَاعُهَا

لِضَمَائِرٍ فِي اللَيلِ مِنهَا تَخفِقُ

أو غَازَلَتهَا نَجمَةٌ أَو كَوكَبٌ

أو نَسمَةٌ مِن عِطرِهَا تَستَنشِقُ

أو نَيزَكٌ سَارٍ يَمُرُّ تَخَالُهُ

بِسَمَائِهَا فِي سَيرِهِ يَتَرَفَّقُ

أو صَمتُ هَاتِفِهَا العَنِيدِ فَأَرسَلَت

أَبصَارَهَا بِجِهَازِهَا تَتَعَلَّقُ

فَلَعَلَّ نَاظِرَهَا يُصِيبُ قَصِيدَةً

يَومًا بِصُندُوقِ الرَّسَائِلِ تَبرُقُ

حَمَّلتُهَا الحُبَّ الذِي أَضحَى لَه

في كُل بُستَانٍ عَذُولٌ يَنعقُ

أَتُرَى تَلَمَّسُ فِي الحُرُوفِ مَلامِحِي

وَتَمِيزُ صَوتِي وَهوَ كَلٌّ مُرهَقُ

فَمِنَ الجَوَى بَحرٌ عَلَيهِ تَجَاسَرَت

بَعضُ الأمَانِي تِلوَ أخرَى تَغرَقُ

حَتى الشيَاطِينُ الذِينَ إذَا دُعُوا

مِن شَاعِرٍ هَبُّوا إِليهِ وَحَلَّقُوا

مُذ غَادَرَت لا يَحضُرُونَ كَأَنَّها

أَذِنَت غَدَاةَ البَينِ أَن يَتَفَرَّقُوا

وَمُصِيبَتِي أنَّ الغَرَامَ يَشُوقُنِي

وَشَبَابُهَا نَزِقٌ وشَيبِي أَنزَقُ

وتَقُولُ يَجفُوهَا الرُّقَادُ وَتَدَّعِي

كَذِبًا وَلَيسَت مِن غَرَامٍ تَأرَقُ

هِيَ سَاعَةٌ وَيَبُوسُ عَينَيهَا الكَرَى

وَغَدًا يُقَبِّلُهَا النَّهَارُ المُشرِقُ

- أوس بن إبراهيم الشمسان