Saturday 08/02/2014 Issue 427 السبت 8 ,ربيع الثاني 1435 العدد

هل مات الشعر؟

لفت نظري كلمة قرأتها قبل فترة بعنوان .. هل مات الشعر؟

أقول : لم يمت الشعر ولن يموت لأنه ديوان العرب، والذي مات هو القارئ لأنه انصرف إلى الفضائيات ومواقع التواصل والأسهم والكرة التي جذبت الصغار والكبار والرجال والنساء في جميع الدول العربية غالباً. فترى المكتبات الخاصة والعامة خاوية على عروشها وأغلب القراء يميلون إلى قراءة المجلات الاسبوعية الفنية التي لا صلة لها بالثقافة والادب والشعر.

أما الكتب القيمة والمجلات الثقافية والأدبية فإن روادها قليل, ولو سألت أحدهم عن الشاعرين طاهر زمخشري وعبدالسلام حافظ لأجابوا أنهما من اللاعبين القدامى «للأسف الشديد».

أما الشعر فباق ولم يمت وإن مات المتنبي والفرزدق وحمزة شحاته وأحمد غزاوي ... نعم، الشعر باق ولم يمت وإن مات حسين عرب - رحمه الله-.

ومن شعره:

لبيك يارب الحجيج

جموعه وفدت عليك

ترجو المثابة في حماك

وتبتغي الزلفى لديك

لبيك والآمال والأفضال

من نعمى لديك

لبى لك العبد المطيع

وجاء مبتهلا إليك

هدي الجموع تدفقت منها المسالك والبطاح

قطعوا لك الغبراء والدأماء واجتازوا الرياح

الشعر باق ولم يمت وإن مات محمد حسن فقي -رحمه الله-:

ومن شعره:

لقيت من الجحود المر مالم

يلاقي النابهون من الرجال

أصوغ له اللآلئ فاتنات

فيأبى أن ينوه باللآلئ

ويهتف للزعانف وهي تلقى

إليه بالرخيص من الرجال

الشعر باق ولم يمت محمد السليمان الشبل

ومن شعره:

يا أخي لاتذكر القدس فقد حم القضاء

وتنادينا إلى الثأر فلم يجد النداء

وتسابقنا إلى الحرب ولكن كالغثاء

بقلوب دمرت كل تراث الأنبياء

وتناست شرف الإيمان فاندكت هباء

الشعر باق ولم يمت وإن مات الشاعر علي زين العابدين - رحمه الله -

ومن شعره:

كيف «أم القرى» يجللها النور

فتغفو على السلام هنية

كيف في «جرول» هدوء الليالي

كيف»أجياد» والمصافي النقية

كيف»أحد» كيف العقيق وبدر

وقفة:

الشعر لم يمت مثل القلم والخط...

عبدالغفور عبدالكريم عبيد - مكة المكرمة