Saturday 10/05/2014 Issue 437 السبت 11 ,رجب 1435 العدد
10/05/2014

التعليم الإلكتروني في خدمة اللغة العربية

هذا عنوان الملتقى الذي نظمه كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة في يوم الأربعاء 23-6-1435هـ، في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وبدأ د. عبدالملك السلمان -أستاذ علوم الحاسب بجامعة الملك سعود- أول أعمال هذا الملتقى بورقته فتكلم عن «دمج التقنية في تعليم اللغة العربية ضرورة أم ترف؟» مقترحًا تغيير العنوان إلى توظيف التقنية في تعليم اللغة العربية، وبيّن أهمية التحول من التعليم التقليدي المعتمد على التلقين والحفظ إلى التعليم التقني المحفز إلى التفكير والابتكار، ولسنا نجادل البتة في أهمية التقنية وفوائدها الجمّة؛ ولكنّا لا نوافقه في وصمه التعليم التقليدي بأنه مقتصر على التلقين والحفظ؛ لأن التلقين والحفظ إنما هما أداتان من أدواته وليسا كل شيء، فالجهود التراثية عبر التاريخ مليئة بالتحليل والتفسير والتصنيف، ولولا ذلك ما تقدمت البشرية عن الوضع الذي كانت عليه يوم خلق الله آدم، ولعل التعليم التقليدي حين كان يتعلم التعلم الحق كان يكسب المتعلم جملة من المهارات اللغوية يقصر دونها ذوو الشهادات العلى من المتخصصين بالعربية. إن التقنية اختصرت الوقت، وإنها يمكن أن تنجز من الأعمال العضلية ما يوفر على الباحث وقته وجهده، وإنها ربما كانت أدق من البشر في النقل والنسخ؛ ولكنها مؤتمرة بأمره، فإن أحسن استعمالها كانت خيرًا له وإن أساء كانت وبالًا عليه، وما أكثر ما أشاعت تلك الوسائل من أخطاء الناس. وأكد الأستاذ أهمية تظافر جهود التقنيين وعلماء اللغة؛ ولكن أنى يكون ذلك من غير إنشاء مؤسسة ضخمة تضم هؤلاء المتخصصين يتفرغون لذلك تفرغًا، فلا يشغلهم غيره من أعمال تدريس أو إدارة أو غيرها.

ومن أعمال هذا الملتقى مشاركات عن (جهود المراكز والمؤسسات في خدمة اللغة العربية من خلال التقنية) أي بالتقنية؛ منها عرض متقن شكله، قدمه تقديم مستظهر د. علي الحمادي- مدير قسم المناهج العربية - مجلس أبو ظبي للتعليم- عن الدول العربية (مجلس أبو ظبي للتعليم أنموذجًا) قلل فيه من جهود مجامع اللغة العربية، وعاب عليها أنه يشترط في عضوية أعضائها تجاوزهم سنًّا كبيرًا. وهذا الذي ذهب إليه من الأحكام المتسرعة التي لم تبن على عمل بحثي رصين؛ إذ جهود المجامع مشكورة على قلة إمكاناتها وضعف دعمها؛ ولكنها جهود لم يُستفد منها كل الاستفادة؛ لأن موضوعها وهو (اللغة) صارت محيّدة في إدارة العمل وبعض الخدمات العامة وأحلت اللغة الأجنبية محلها، وحري بنا أن نستغل مكاسب التقنية لتعزيز العمل المجمعي الرصين وتطويره لا أن نرمي المجامع بالحجارة متهمينها بالتقصير، وكرر علينا بعض المتحدثين الاعتذار عن ضعفه اللغوي مسوغًا ذلك بأنه غير متخصص بعلوم اللغة العربية، وهو عذر أقبح من ذنب؛ فإتقان المهارات اللغوية فريضة على كل متحدث باللغة. وأما «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» فقدم د. عبد المحسن الثبيتي أستاذ البحث المساعد بمعهد بحوث الحاسب بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وصفًا لأعمالها؛ وبعض أعمالها عرفته عن قرب؛ ولكن المدينة لم تنجح النجاح الذي يفي بالغرض ويحقق الآمال، ويُشتكى من أن بعض هذه الأعمال حبيسة المدينة غير متاحة لجمهور الباحثين، وما أتيح مثل المعجم التفاعلي ليس في المستوى المرضيّ؛ ولا جرم أن إنجاز معجم كهذا يحتاج إلى جهود ضخمة تفوق إمكانات المدينة، وهو عمل قوميّ يفتقر إلى جيوش من العاملين المدربين وأنّى هم، وقدم المهندس صلاح الدين فرحان مندوب شركة نسيج- ورقة عن «القطاع الخاص عن (شركة النظم العربية المتطورة أنموذجًا) ومن الغريب أنّ عرضه التقديمي كان من أسوأ ما رأيت شكلًا، وهو أمر لا يناسب شركة محترفة؛ ولعل الشركة لم تأخذ الملتقى مأخذ الجدّ.

- الرياض