Saturday 13/12/2014 Issue 455 السبت 21 ,صفر 1436 العدد

القشعمي ليلة الاحتفاء به بجدة:

ما أراني إلا كحاطب ليل

الثقافية - صالح الخزمري :

أكد الأستاذ محمد القشعمي الباحث المعروف مدير الشؤون الثقافية بمكتبة الملك فهد الوطنية، أن الجزيرة العربية كانت سباقة في قيام الصالونات الأدبية والندوات منذ مئات السنين وحتى اليوم، منوها عن صالون الرفاعي الشهير، وقال إن التجربة الثقافية لم تنقطع وإن شهدت فترات من الفتور والنشاط بحسب الأوضاع التي تمر بها المنطقة على مر التاريخ.

وكشف القشعمي ليلة الاحتفاء به في إثنينية خوجة بجدة، النقاب عن كتاب جديد سيرفد به المكتبة الوطنية عن مسيرة المرأة السعودية بعنوان (كيف كانت وكيف أصبحت)، معتبرا أن ما يقوم به لا يستحق التنويه والإشادة، نافيا عن نفسه صفة المؤرخ والباحث، وأن ما دفعه لتتبع الرواد وتوثيق الحياة الثقافية نابع من شغف ذاتي ورغبة ملحة في الوفاء لأعلام النهضة الوطنية بالمملكة، فهو يتتبع خطاهم ويعكس ما يجده للقراء والباحثين، وأن التوثيق أصبح محور حياته وهوايته الأثيرة التي يحمل همها حتى أثناء نومه، واصفا نفسه بحاطب ليل يتمنى أن يقدم ما هو مفيد.

وفي ثنايا حديثه عن الرواد أشاد بمحمد سعيد خوجة وانفتاحه في سن مبكرة حيث هو من أوائل من طالب بتعليم المرأة ومحاربة العادات البالية.

وقال لقد كتبت عن الرواد من أمثال: الجهيمان والدخيل ونصيف والخزندار ودكتور حمود البدر وغيرهم.

من جانبه، ألقى عبدالمقصود خوجة في كلمته الترحيبية الضوء على إسهامات الضيف ودوره في التوثيق للتاريخ السعودي، كما نوه الأستاذ الدكتور عبدالمحسن القحطاني الرئيس السابق لمجلس إدارة نادي جدة الأدبي إلى عصامية واجتهاد القشعمي في البحث العميق والتوثيق الصادق،

أما الأستاذ عبدالله فراج الشريف الكاتب المعروف، فأشاد بتواضع الأستاذ محمد القشعمي رغم عظيم عطائه.

في حين وصف الدكتور محمد المشوح صاحب منتدى الثلوثية بالرياض القشعمي بالظاهرة الثقافية الفريدة،

ووصف الناقد والكاتب الأستاذ حسين بافقيه في كلمته الأستاذ محمد القشعمي بالظاهرة القرائية والكتابية، باعتباره قارئا بامتياز نقل دهشة قراءاته وأشرك القارئ في متعة التتبع والبحث، مشبها القشعمي بالأساتذة أنور الجندي وأحمد حسين الطماوي ووديع فلسطين، الذين وثقوا للثقافة في مصر وغيرها،

كما وصف الدكتور عبدالله مناع ضيف الحفل أنه شكل مفاجأة للوسط الثقافي تتبع الصحف القديمة ورجالها والأقلام التي كانت لها قيمتها، وشكل ذلك مخزونا وأصبح ذاكرة صحفية للوطن.

تخلل الحفل عدد من الأسئلة التي طرحها الحاضرون والحاضرات دارت حول اضمحلال اللغة العربية وسبل الحفاظ عليها، ودور مكتبة الملك فهد الوطنية في بث الوعي الثقافي وسط شرائح المجتمع، ودور الثقافة في نهضة المجتمعات.