Saturday 14/06/2014 Issue 442 السبت 16 ,شعبان 1435 العدد

في قاعة النقد!

في محاضرة النقد من مستوى على حافة التخرج، كان الأستاذ يقدم مقدمة للمناهج النقدية في تحليل النص الأدبي، وذكر كيف اختلف مشايخنا النقاد في تصوراتهم تجاه هذه المناهج، وأن كل منهج يقرأ به نص ما.. يعطي نتيجة تختلف مع نتيجة قراءة نقدية أخرى للنص نفسه...

لكن صاحبنا أضاف قائلاً:

إن النص الأدبي كالجوهرة.. والقراءة النقدية كالضوء...

فقال الأستاذ مبتسماً ابتسامة عريضة :

أكتب هذا لديك...

فاكتب:

النص الأدبي جوهرة تكرس للجمال طرقية خاصة، إذا ما أشرقت عليها شمس نقدٍ يلتزم ذوقية الضياء، ويأتيها بأشعتهِ الفاحصة من بين يديها من خلفها.. حتى يتبين له طيفٌ من الألوان عند كل مرة، وليس ذلك إلا للقارئ المحترف.. الذي يعرف كيف تؤكل الكتف..

وإن التقاء عين هذا القارئ ببريق أحرف النص.. يشبه التقاء عينين عاشقتين لأول وهلة، تتفجر من بعده كوامن الإنسان الطفولي.. بعقليته الكبيرة، وتبدأ قصة عشقية يحدث فيها كل ما هو متوقع.. وما ليس متوقع، كالرسوم التي تعطى للصغار حتى يملئوها بالألوان.. لكن الرسمة هنا.. نصٌ أدبي في يد رسامٍ عالميٍ.. هو القارئ !!

ورغم تنوع المناهج التي سلكت المنهجية العلمية طريقا لها، في نقد النص الأدبي.. إلا أن النقد يصر على الذوقية.. والإبداع.. والاحتراف.. وعدم الخروج من دائرته الفنية، واعتماده على ريشة تتجاوب مع كل الألوان، ولوحة تتقبل جميع الأشكال، لتخرج الرسمة ناطقة بكوامنها دون حذف أو إضافة، وكأن النص جوهرةٌ ثمينة.. تجسد شمس النقد بريق هذه الجوهرة.

عبدالرحمن البكري - مكة المكرمة