Saturday 15/03/2014 Issue 432 السبت 14 ,جمادى الاولى 1435 العدد

قصيدة

جمرات من لظى الفقدان

إلى والدي ومعلمي وملهمي وصديقي محمد الفالح قدّس اللهُ روحه في علّيين:

 

كما كنتَ معراجاً إلى السعد والرضى

فها أنت للأشجان تفتتح الكُوى

حياتُك ألوانٌ من الطهر والندى

وموتك إحباطٌ تخور به القوى

لقد كنتَ مخضرَّ الفؤاد على الورى

فأيُّ سماحٍ بين عطفيك قد ذوى؟

 أوى كل مقرورٍ إلى دفءِ حاضنٍ

فمن لفقيرٍ بعد دفنِ كما أوى؟ !

أبي.. قد كواني الشوق والتهب الحشا

ولم يمضِ إلا ليلتان على النَّوى

أكلُّ مكان سرت فيه لهفمٌ

يرجّيك للرُّجعى، وقلبٌ قد اكتوى؟ !

لئن كتب اللهُ الإجابةَ مرةً :

سأسأله أن يقتل الوجدَ والهوى

وقد حملتْ بعد ارتحالك أضلعي

طيوفاً من الذكرى بها فكري اشتوى ً

خذ العمْر يا عمْري، وهل كان وافيا

لأيّامك الغراءِ عمْري وما حوى؟!

كأنّي بهذي الأرضِ وحشٌ مجوّعٌ

وما كان يرضى أن يبيت على الطوى

كلانا توخّته المنون؛ فإن تكن

دفينَ الثرى فيها فإنّي على الثَّوا

فواكبِدي من حاجب التُرب بيننا،

وهل تخمد النيرانَ في مهجتي «فوا»؟!

فأفسح مكاناً في الثرى؛ إنني جوٍ

وكن لي ملاذاً فيه كي يسكتَ الجوى

أعلّل نفسيْ أنّني بكل احقٌ

وأن مكاناً في غدٍ يا أبي سُوى

وأسأل ربّي أن يروّيك رحمةً

 فكم ظامئٍ من وبلك الصيّب ارتوى !

 

                                                                                                                           

مهنّد الفالح - الرياض