Saturday 15/03/2014 Issue 432 السبت 14 ,جمادى الاولى 1435 العدد

لا نفس لي

(1)

هو ذا انشقاقٌ

في الجدارِ المائلِ

وتسرَّبتْ منه العواصفُ نازحاتٍ

داخلي ..

أيّمن الجدران تقصدها،

سوى هذي الضلوع، مقوّساتٍ، كالدروبِ

تحيطُ بالقلبِ المضرَّجِ؟

فاحتملْ

يا أيها المنسيُّ من يتذكَّر الأشياء بعد رحيلها،

وارحلْ

تفرَّقْ في الرحيلِ،

فثمَّ من يجمع خُطاكَ، إذا تولاّها الهواءُ

بعصفهِ المتواصلِ..

أمسِكْ طريقكَ لانفلاتِ المستحيلاتِ،

انتبهْ للطير من فوق الرؤوسِ،

اثقلْ

وقل على نفسٍ: سلامُ اللهِ لي.

(2)

أمّا وقدْ ..

للآن لم يجد الكلامُ سوى الحروفِ

(وأنتَ محترفٌ بها)

فاقطع على الصمتِ الطريقَ

إلى الأبدْ

انصبْ خيامكَ في الهواء الطلقِ، واحذرْ

أن تكون لها الوتدْ!

(هي ذي بلادٌ في الشوارعِ،

لا شوارعُ في بلدْ)

وأنا الجوابُ، تعبتُ أبحثُ في المدى

عن سائلي ..

فأنا قتيلٌ قد نساني قاتلي.

(3)

هو ذا انشقاقٌ

في الهواء الهائلِ ..

وترفَّعتْ عنه السقوفُ المنهكاتُ، على الجدارِ

بداخلي ..

كيما أقول الآنَ،

في وسَطِ اعترافِ خطيئةٍ خفَّتْ على الميزانِ،

تسقطُ،

حين ترفعها يدٌ مُدَّت من الغفرانِ: من؟

فأجيبُ نفسيَ هامساً:

هو ذا أنا ..

لكنَّ.. لا

بعد الجفافِ،

وما تشقَّقَ في العروقِ من العروقِ

وفي الشغافِ من الشغافِ،

وبعدما انهدمتْ عليَّ منازلي .. لا نفسَ لي.

- فيصل أكرم ffnff69@hotmail.com