Saturday 18/10/2014 Issue 447 السبت 24 ,ذو الحجة 1435 العدد

توجه نحو استخدامات وظيفية للتطبيق.. قروب «روايات» مثالاً:

واتس اب .. استراحات السعوديين الافتراضية!

الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:

شدّ السعوديون رواحلهم.. تاركين الاستراحات على أطراف المدن.. أطلالاً يستوقف حرّاسها العابرين بدموع الذكرى وحنين التذكر.. قاصدين قبيلة الواتس اب.. فإذا بمضارب القبيلة تشعل نار المقاطع الصوتية والمرئية وتوقد السمر وحكايا السمار وصورهم و(سليفياتهم).. حتى بات النزيل الافتراضي في القبلية الخضراء.. رهين مضارب الأهل والأصدقاء والعمل والجيران وزملاء الدراسة وربما الغايات والغوايات الأخرى..

إلا أن عرباناً آخرين نزحوا إلى «شعيب» الوظيفية والمهنية.. فضربوا أطناب خيامهم لمشتركات المهنة والاتجاه الخلاّق.. متجاوزين سلبية الاستخدام لهذا التطبيق/الوسيلة.. المتمثلة في كمية الوقت المهدر في بث مضامين غير عملية وغير منتجة.. فضلاً عن انتشار سلوكيات وأخلاقيات مرفوضة على مختلف المستويات.. الأمر الذي دفع بالعديد من التكوينات التي تشترك ضمن إطار مهني محدد أن تتجه إلى الإفادة الإيجابية من هذا التطبيق.. عبر أنشاء مجموعات «قروبات» مهنية وظيفية متخصصة في مختلف المجالات الثقافية والرياضية والاقتصادية والاجتماعية..

وهناك العديد من الشواهد الدالة من بينها قروب «روايات» الذي يشرف عليه الأستاذ محمد النجيمي ويضم مجموعة من المهتمين بالشأن الروائي روائيين ونقاداً.. حيث تتخصص المجموعة جذرياً في قراءة الأعمال الروائية ومناقشة متعلقاتها وتبادل الروابط الإلكترونية لأهم الروايات المحلية والعربية والعالمية.. كما يضم «روايات» قراءات نقدية «عصرية» تقدم الفكرة مباشرة دون إسهاب وذلك استجابة لسمة المباشرة والاختصار التي تميز بيئة الاتصال الإلكتروني..

الأستاذ النجيمي يتجه إلى تأسيس مكبتة رقمية روائية افتراضية.. تضم الإنتاج الروائي محلياً وعربياً وعالمياً.. ومن المقرر وفق النجيمي أن ينتج عن هذه المجموعة مشاريع جادة ومتناغمة مع سمات بيئة الاتصال الإلكتروني..

إن التمدد الرهيب لوسائط ومنصات النشر الإلكتروني ينتج تحولات جذرية ومفصلية في مختلف تفاصيل حياة الناس وأنشطتهم وتفاعلاتهم.. لكن الاتجاه الأحدث والأبرز في ذات الآن يتهادى نحو أجهزة الموبايل أو الهاتف الذكي.. يأتي هذا بالنظر إلى نسب النمو والانتشار المتسارع على مستوى العالم الذي قفز فيه عدد الهواتف الذكية من أقل من 150 مليون هاتف ذكي في العالم 2008 إلى 1.5 مليار هاتف 2014 إلى 2.5 مليار وفق ما تشير التقديرات في 2017..

وأحد أهم التطبيقات الإلكترونية الموبايلية ـ إن صح التعبير ـ انتشاراً وتأثيراً هو واتس اب (WhatsApp) من العبارة الأميركية Whats Up ومعناها «كيف الحال» وهو تطبيق تراسل فوري محتكر ومتعدد المنصات..

تأسست WhatsApp في عام 2009 من قبل الأمريكي بريان أكتون والأوكراني جين كوم لتعلن عبر تويتر مطلع 2014 أن سجلاتهم اليومية قد وصلت إلى 27 مليار رسالة.. تبع هذا شراء الواتس اب من قبل شركة الفيس بوك بمبلغ 19 مليار دولار أمريكي.. في صفقة أحدثت جدلاً اقتصادياً وسياسياً وإلكترونياً واسعاً للغاية..

ويتركز الحديث حول الانعكاسات الاجتماعية والوظيفية والمهنية لتطبيق الواتس اب وهو ما لم يتحدد بصورة دقيقة عبر أبحاث ودراسات علمية منهجية إلا في حدود ضيقة جداً مثل دراسة الأستاذ عيسى المستنير - وهو حاصل على الماجستير جامعة موناش الأسترالية.. الذي درس آثار «الواتس اب» على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة الصغيرة والأسرة الممتدة وبين الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل..

على المستوى الوظيفي يمكن استخدام واتس اب لتحقيق وظيفة محددة ضمن إطار مشترك يجمع أعضاء المجموعة «قروب».. وهو وفق هذا المحدد يمكن أن يصنف ضمن أشكال الاتصال الجمعي الذي يتوسط الشخصي والجماهيري عبر اتجاهه إلى جمهور محدد ضمن إطار زماني ومكاني محدد أيضاً إذا سلمنا بالوجود أو المكان الافتراضي.