Saturday 22/11/2014 Issue 452 السبت 29 ,محرم 1436 العدد

لَسْتُ أَدْرِي

لَسْتُ أَدْرِي لَكِنَّنِي لا أُطِيْقُ

سُخْرِيَاتِ الزَّمَانِ حِيْنَ يَضِيْقُ

كُلَّمَا أَسْدَفَ الَمَكَانَ ظَلامٌ

عَزَّ فِيْه مِن الشُّعُورِ بَرِيْقُ

وَتَخَفَّى عَنْ مَسْمَعِ الحَقِّ صَوتٌ

وَتَعَالَى بِمَا أُحَاذِرُ بُوقُ

فَالأَمَانِي بِنَبْضِهَا تَتَوَارَى

وَبِهَا يُشْعِلُ الفَسَادَ الحَرِيْقُ

لَسْتُ أَدْرِي فِي وَاقِعِي يَا بِلادِي

هَلْ لِوَعْيٍ إِذَا اصْطَبَرْنَا شُرُوقُ؟

أَمْ هُوَ اللَّيْلُ مُظْلِمٌ وَطَوَيْلٌ

ضَاقَ فِيه السُّرَى وَتَاهَ الطَّرِيْقُ

قَدْ تَبَدَّتْ نَزَاهَةُ النَّفْسِ طَيْفاً

مِنْ خَيَالٍ إِذَا تَجَلَّى يَرُوقُ

كَمْ مَضَيْنَا نَحْوَ العَدَالَةِ سَعْياً

فَانْبَرَى الظُلْمُ وَاقِفاً وَيَعُوقُ

لَسْتُ أَدْرِي أَتُمْطِرُ المُزْنُ غَيْثاً

أَمْ عَلَى السَّيْلِ جَارِفاً سَنُفِيْقُ ؟

أَنُعَانِي مِن السِّيُولِ فَعَنْهَا

يَخْتَفِي مُنْقِذٌ فَيَخْفَى غَرِيْقُ؟

يَخْنِقُ الحُزْنُ فِي القُلُوبِ شُعُوراً

هُوَ بِالأَمْسِ رَائِقٌ وَأَنِيقُ

حِيْنَ تُطْوَى المَأْسَاةُ مِنْ بَعْدِ عَامٍ

حَيْثُ يُنْهَى فِي حُزْنِهَا التَّحْقِيْقُ

لَسْتُ أَدْرِي الإِسْلامُ فِيْنَا كَدِيْنٍ

قَدْ وَعَاهُ الفَارُوقُ والصِّدِّيْقُ

أَمْ تَوَارَى بِعَصْرِنَا فَاكْتَفَيْنَا

مِنْه باسْمٍ وَغُيِّبَ التَّطْبِيْقُ؟

إِذْ نُعَانِي مِن التَّطَرُّفِ فِكْراً

وَنُلاقِي تَشَدُّداً فِيْه ضِيْقُ؟

فَيُسَمَّى التَّفْجِيْرُ فَتْوَىً جِهَاداً

وَهْوَ بِالأبْرِيَاءِ فِعْلٌ يَحِيْقُ

لَسْتُ أَدْرِي أَخُطَّةَ الغَرْبِ فِيْنَا

أَمْ بَنَاهَا مِنَّا بِجَهْلٍ فَرِيْقُ؟

إِنَّهُ نَهْجُ دَاعِشٍ وَسِوَاهُمْ

فَانْظُرُوا فِي أَفْعَالِهِمْ واسْتَفِيْقُوا

مَنْطِقٌ بِالتَّبْرِيْرِ أُرْهِقَ زَيْفاً

كُشِفَ الزَّيْفُ فِيْه وَالتَّلْفِيْقُ

أَوقِفُوا الدَّعْمَ والتَّعَاطُفَ عَنْهُمْ

وكَفَى الصَّمْتُ بَعْدُ والتَّحْدِيْقُ

لَسْتُ أَدْرِي وَقَدْ تَفَاعَلْتُ شِعْراً

هَلْ أُجَارَى وَهَلْ تُحَقُّ الحُقُوقُ؟

أَمْ تُرَى أَنَّنِي سَأَلْقَى امْتِعَاضاً

سَوفَ يَرْويْه لِلصَّدَى التَّعْلِيْقُ

أَصَهَيْلُ الخُيُولِ يُطْرِبُ قَومِي

أَمْ تَرى شَاقَهُمْ عَدَاكَ النَّهِيْقُ؟

هَكَذَا تَبْلُغُ الهَزِيْمَةُ فِيْنَا

مُنْتَهَاهَا فَيَصْعُبُ التَّصْدِيْقُ

لَسْتُ أَدْرِي فَدَتْكَ مِنِّي القَوَافِي

وَالمَعَانِي وَالفِكْرُ فِيْهَا عَمِيْقُ

حِيْنَ تَلْقَى احْتِجَاجَ فَهْمٍ سَقِيْمٍ

سَوفَ يُشْقِيْكَ نَاقِدٌ زِنْدِيْقُ

فَاحْتَسِبْ ذَاكَ فِي المَشَاعِرِ جَهْلاً

صَاغَه فِي الهُمُومِ وَجْهٌ صَفِيْقُ

شَانِئَاكَ الفَسَادُ فَيْه وَفِكْرٌ

بَيْنَ قَومِي اسْتَشْرَى فَلَيْسَ يَلِيْقُ

فَلْتُغَرِّدْ فَفِي المَكَانِ احْتِفَالٌ

سَوفَ يَرْوِيْكَ لِلزَّمَانِ الشُّرُوقُ

وَسَتَلْقَى مَنْ بِالأَمَانِي يُغَنِّي

بِالصَّدَى فَالغَضَا حَرِيٌّ خَلِيْقُ

- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل