Saturday 31/05/2014 Issue 440 السبت 2 ,شعبان 1435 العدد

صوني جمالك

يحارُ في وصفكِ التَّشبيهُ والصُّوَرُ

والعاشقون إلى مرساكِ ما عبروا!

فوجٌ من العِشْقِ أحلامٌ مُؤرِّقةٌ

وآخرٌ بلهيبِ الشَّوقِ ينتظر!

أبابُ صدِّكِ من أرْجُوحةٍ صُنِعَتْ

أهواؤه يحتفي حيناً ويستتر..؟!

أم تحفةٌ أنت للأنظارِ دانية

أمَّا للمسٍ فلا حسٌّ ولا خبر؟

لا تعتبي الوصفَ إنْ يعشقْكِ مندهشاً

ولا الكنايات إنْ جاءتكِ تعتذر!

عيناكِ.. سبحان من أعطى تناعسَها

صوارماً كم شكوا منها وكم قُبروا!

يزهو بها كسلٌ يحلو بها حَوَرٌ

كأنَّها ساحرٌ بالنَّهب مشتهر!

وقامةٌ تُخجِلُ الأغصانَ إنْ خطرتْ

ويشتهي الروضُ إنْ لاحتْ وينبهرُ!

* * *

سرجَ الفخامةِ؟ أمْ سرْجَ الغرورِ علا

زَهْوُ الدَّلالِ الذي يغشاكِ يا قمرُ؟

وجلسةٌ لم تكن إلا لجاذبةٍ

تذوِّبُ القلبَ لو تكْوينُه حجر

أخال إنْ فاحتِ الرَّوضاتُ زاكيةً

تشذو بأنفاسِك الأزكى فتنتشر

آهٍ وللآهِ في الأوَّهِ مُتَّقدٌ

إذا تزمَّل بالإخفاء يستعر

دنياكِ بالتَّرفِ الأخَّاذِ غارقةٌ

وسحرُكِ الفردُ لا يُبقِي ولا يذر

* * *

يا فتنةً أبهرتْ والصُّونُ مفتقدٌ

نضارةً ولحاظٌ ليس تنتهرُ

ألا ترين بأنَّ البوحَ يسلبُ من

يهوى الرَّقادَ ويُشْقِي ليلَه السَّهرُ؟

حتى متى تنشرين الحسنَ قارعةً

فلا الشَّبابُ نجا منها ولا الكِبَر؟

أهكذا ترفُ المُدنين عزَّتَهمْ

أضحى تمظْهُرَ من لم تنْهِه العِبَر؟

وجْهُ البراءةِ لا تعفو لمسْفِكةٍ

دمَ التَّحشُّمِ حين الرُّوحُ تحتضر

كلُّ العروض التي زاغتْ مُخاصِرةً

هتْفاً تحذِّرُنا من سحْرِها صَقَر

الله حسبي إذا بادهتِ مُغريةً

في (الفيس) أو نزَّ لي من بوحكِ الخَطرُ

والله حسبُكِ إنْ طيشُ الذِّئابِ طغى

فلمْ ينهْنِهْهُ من إعدادكِ الحذَر

صوني جمالكِ إنَّ الحلوَ ذاع بمنْ

يهوى وإنَّا إذا هاج الهوى بَشَر

يحميكِ ربِّيَ من زيغٍ ومن سَفهٍ

ليرحلَ الزَّيفُ من دنياكِ والأَشَرُ

منصور بن محمد دماس مذكور -7-7-1435هـ dammasmm@gmail.com