وطن الشعر، والحجى، والجمال |
كيف أشدو في مشهد من جلال؟ |
كيف ألقي البيانَ والجمع حشدٌ |
من رجال؟ أنعم بهم من رجال |
كلّما عنَّ لي من الشعر فيضٌ |
رُحت أعدو في لجّةٍ من سؤال: |
أنت في الخطِّ منشدٌ، فتمهّل |
وتخيّر من العقود الغوالي |
فهنا شاعرٌ مجيدٌ، وهذا |
عالمٌ بالبيانِ، عذب المقال |
وهنا عاشقون للحرف عشقاً |
ليس يبلى على مرور الليالي |
كنتَ تغدو للمركب السهل دوماً |
وركبتَ الغداة صعبَ المنالِ |
قلتُ: عذري محبة واحترام |
ووفاء الأقوال والأفعالِ |
*** |
أنت في الخطِّ منشدٌ، فتمهّل |
ربّةُ الحسن والنهى والدلال |
ههنا الشعر دائماً ظلَّ عذباً |
يتهادى من نبع ماءٍ زلال |
وهنا شاعرٌ يصوغ القوافي |
فهي عِقدٌ منضّدٌ من لآلي |
وهنا عاشقٌ، وصبٌ معنّى |
يرسم الحب ريشة من خيال |
صيّر الحرف لوحةً من قوافٍ |
ناطقاتِ الألوان والأشكال |
ونصال قد أرسلت للمعاني |
ليس تبلى. تباركت من نصال |
إنّه العشق حين ينمو غصوناً |
تحضن الطيرَ جنّة من ظلال |
فيجود الغريد حبّاً وحبّاً |
نثرته الحروف فوق الرمال |
ثم ينمو حدائقاً من قصيدٍ |
تلبس الأرض حلّة من جمال |
فنخيلاً حيناً تصير، وحيناً |
هي في الحقل غابةٌ من دوالي |
هو نبضٌ نظمته في حروفٍ |
جئت فيها مغرّداً ما بدا لي |
لست أدري بأنني كنت أدري |
ما ارتياد السهول مثل الجبال |
وطريق الإبداع دربٌ طويلٌ |
وصعابٌ تفوق كل احتمال |
سار فيه الجشيُّ شبراً فشبراً |
لا يبالي أخطاره، لا يبالي |
فبلوغ المنى، ونيل المنايا |
تتساوى لمن أراد المعالي |
*** |
هي أرضٌ، بل كوكب من ضياءٍ |
خلّص الكون من قيود الضلال |
واستمر العطاء من كل لونٍ |
فثمارٌ أو غيمةٌ من غلال |
وأيادٍ تمتدُّ من كل صوبٍ |
فهي تعطي بلا انتظار السؤال |
جمعت شملها، وحثَّت خطاها |
في ثباتٍ، وهمّةٍ. في جلال |
حفظ الله أمنها، ورعاها |
ووقاها من حادثات الليالي |
وأدام الخيرات تكسو ثراها |
وحماها على المدى من زوال |