الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st February,2005 العدد : 94

الأثنين 12 ,محرم 1426

وميض
الصورة الضوئية والفن الجديد
عبد الرحمن السليمان
منذ انطلقت الكاميرا في أوروبا واستعان بها بعض الانطباعيين فيما بعد وهذه الآلة تتطور وتخضع لاستحداثات تسارعت في العقود الأخيرة، عرفت الصورة الضوئية أو آلة التصوير منذ أكثر من مائتين وخمسين عاماً، تطورت على نحو متسارع لتصبح الصورة التي كانت تستخدم كوثيقة أو لنقل حبس الزمن محدد لم تزل هي ذات الآلة التي لم تخرج عن مثل هذه الوظيفة إلا فيما يتعلق باستحداث أفكار جديدة تعني تطوراً في مفهوم الصورة الضوئية، ثم بالتطور التقني الذي يشهده العالم.
في المملكة وحتى عهد قريب لم تكن الصورة سوى ذلك المشهد التوثيقي لزمن ما، وأماكن نحمل لها ولاءً، أو حيزاً في ذاكرتنا، كانت الصورة الملتقطة في الصحراء أو الريف أو غيرهما مما له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بنا وكان مصدر معظم هذه الصور الأجانب الذين عملوا في بلادنا والتقطوا صوراً عديدة تزخر بها كتبهم، لقد قدر لهم التقاط العديد من المشاهد التي لم نقدر على التقاطها مثلما كان عدم توفر الكاميرا أو عدم القدرة على امتلاكها، لكنه ظهرت ومنذ عقود المحاولات الأولى لدى بعض السعوديين الذين قدر لهم امتلاك هذه الآلة فصوروا على مسافات قريبة لا تتعدى أحياناً الأقرباء خاصة من الرجال وبعض ما كان في مقدورهم التقاطه من أماكن.
ترسخ في أذهان كثيرين أن انفصالاً كبيراً بين التصوير الضوئي وبين الفن التشكيلي الذي تجاوز الحواجز والأطر الفاصلة بين أنواع وأشكال الفنون البصرية، برزت في الأعوام الأخيرة المعارض الفنية الضوئية والتي ظهرت مكثفة لتزايد أعداد ممارسي التصوير.
المعارض الفنية الضوئية والتي ظهرت مكثفة لتزايد أعداد ممارسي التصوير، المعارض أصبحت تقام ضمن أنشطة أخرى منفصلة مثلما تعرض الخطوط العربية أو حتى رسوم الأطفال، ومع الاهتمام بحضور التصوير الضوئي على المستوى الخارجي فإن الاهتمام الداخلي لم يزل محصوراً على برامج بيت الفوتوغرافيين أو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، كما ويتحمل بعض المصورين الضوئيين أحياناً الدور في تبني والإنفاق على معارضهم الفردية أو المشتركة، من بين المعارض التي أقيمت مؤخراً ذلك الذي شهدته الأحساء ونظمته الجمعية بمقرها وبمشاركة كبيرة من هواة أو أشباه محترفين، معظم الأعمال المعروضة فيه نتيجة دورة في التصوير الضوئي.
في المملكة العديد من المصورين الذين عرفت أعمالهم داخلياً وخارجياً (حامد شلبي وخالد خضر وعلي المبارك ومحمد الشبيب والراحل صالح العزاز وعيسى عنقاوي) وغيرهم، لكن أسماء أخرى بينها صادق المدني 1342 ورضى الخضراوي 1343 وعلى آل محيف 1347 سبقت في ممارسة التصوير، أما معظم الأجيال التالية فأعدادهم بالمئات ويكفي أن معرض الأحساء يتضمن لقطات أكثر من خمسة وخمسين اسماً، من الجوانب المشرقة ظهور المصورة الضوئية وقد برزت في الفترة الأخيرة بعض الأسماء مثل ريم الفيصل.
الصورة الضوئية تم حرصها في عروض مخصصة بمجاميع الضوئيين موظفين خبراتهم لتقديم ما يحمل أفكاراً وقناعات المصور نحو معرفته بحدود العرض ويغيب عن كثيرين أن الصورة الضوئية تجاوزت ذلك نحو جوانب وطرق للتعبير عن أفكار جديدة وجدناها في البيناليات العربية ذات الصفة الدولية كبينالي الشارقة للفنون وفيه كان المصور الضوئي حاملاً وطارحاً لقطاته بما يحقق تناولاً جديداً في مفهوم الصورة وما يمكن أن تحمله من دلالات تتماشى مع فنون الحداثة ذلك أننا أمام مفاهيم تطرح نفسها وفق اتجاهات الفن الجديدة في إطارها الثقافي الأشمل، لذا كانت الأعمال المفاهيمية ذات منزع مغاير لما ألفته الساحة الفنية لقرون فجاءت ردود الفعل بقوة رسوخ اللوحة المحمولة أو المنحوتة ضد هذا الجديد الذي تطلب فهماً ومشاهدة وتفاعلاً مغايراً، والواقع أنه لا يكفي المصور الضوئي أن يقدم لقطة كاميرته بقدر ما يضيفه هو من مواقف ورؤى خاصة تؤكد وعيه بما تحمله وتتركه الصورة من أثر.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved