|
مفاهيم العقل العربي
|
تأليف: علي القاسمي
الدار البيضاء: دار الثقافة، 2004م
***
يرى الدكتور علي القاسمي في كتابه أن المفاهيم تتباين من مكان لآخر ومن زمان لآخر، لأن تقطيع الوجود إلى مكونات يختلف من ثقافة إلى أخرى، ولأن اللغة ليست مجرد وسيلة للتعبير عن المفاهيم ونقل المعرفة، وإنما تسهم كذلك في تشكيل المفاهيم وتطويرها، خاصة تلك المفاهيم الدالة على الموضوعات المعنوية والقضايا المجردة.
وهكذا فإن مفاهيم الحياة والحب والموت وأمثالها تختلف في الثقافة العربية عنها في الثقافات الأخرى.
فهذه المفاهيم تتكون من تراكم المواقف المتعددة المستمدة من المعتقدات والتقاليد والعادات، ولا يمكننا تحديد مفاهيم هذه الموضوعات المعنوية إلا باستخلاصها من السياقات اللغوية التي تستخدم فيها، وعلى الخصوص الأمثال السائرة، والحكم المتبعة، والاقوال المأثورة وما يستشهد به أبناء الثقافة من النثر والشعر وتحفظه ذاكرتهم وتتداوله أجيالهم.
وهذا الكتاب جاء نتيجة لعمل سابق قام فيه المؤلف بجمع قدر كبير من الأقوال المأثورة التي يحفل بها المخزون اللفظي للغة العربية، ونشرها في كتاب بعنوان (معجم الاستشهادات) قام فيه بتصنيف تلك الاستشهادات وتحليلها واستخلاص بعض مفاهيم الثقافة العربية منها ثم نشر نتيجة دراساته في هذا الكتاب بعنوان (مفاهيم العقل العربي) .
يضم الكتاب خمسة عشر فصلاً جاءت عناوينها كالتالي: مفهوم المفهوم، مفهوم الحياة، مفهوم العلم، مفهوم الوطن، مفهوم الجوار، مفهوم الصداقة، مفهوم المرأة، مفهوم الجمال، مفهوم الحب، مفهوم المال، مفهوم الكرم، مفهوم الغربة، مفهوم البكاء، مفهوم الشيخوخة، مفهوم الموت.
في مقدمة مفهوم الجمال يقول الكاتب:
(افتتن الإنسان بالجمال وهام بالحسن منذ القدم. فقد كانت الطبيعة الخلابة والوجوه المليحة تبعث في نفسه الارتياح والسرور والنشوة، وشحذ الجمال موهبته الفنية، فحفر في كهوفه رسوماً بديعة، ونحت تماثيل رائعة، ونظم قصائد خالدة، في محاولة منه لإبداع جمال فني يضاهي الجمال الطبيعي. وقد بلغ افتتان العرب القدماء بالحسن أنهم عبدوا في وثنيتهم أصناما لنساء جميلات مثل عشتار واللات والعُزى ومناة... ) .
وفي معرض تناوله لمفهوم الحب في الثقافة العربية، يرى المؤلف أنه حصيلة ثلاثة أنواع من الحب: الجسدي، والعذري والصوفي، ويقول عن الحب العذري: (في الصحراء العربية ذات الرمال الذهبية النقية المترامية تحت السماء الصافية الأديم الرائعة الزرقة، يترعرع الحب طاهراً كالغيث، شفافاً كالنسيم، دافئاً كالنور، زاخراً بالمشاعر النبيلة والعاطفة المشبوبة الثرة الزكية، متقيداً بأخلاق الفروسية وتقاليدها في العفة والوفاء والإخلاص..). يقع الكتاب في (312) صفحة من القطع العادي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
