الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st March,2005 العدد : 98

الأثنين 11 ,صفر 1426

قصيدة
ما نَسِيَ (الأَعْشَى) أَنْ يَقولَهُ في (المُحَلِّقينَ الأَعْرابِ)
حمد حميد الرشيدي
ملايين الذين نحبهم كانوا (سواسية)
بلا قلب
كأسنان الذئاب الكاشرات لنا
بلا ذنب
تساوينا
إذن: ما الفرق بين الكره والحب؟!
فواحدة بواحدة
وكان (البادي) الأظلم!!
ومن أنذر..
فقد أعذر..
شهود عياننا.. ماتوا
وما ماتت قضيتنا
وما كل الذي (قد مات فات) وما نسيناه
فنحن لنا مع التاريخ ثأرات مهادنة
وإرث ليس تحجره الوصيات
وهامات معاندة
ووجه لا تموهه الحضارات
على (كسرى)
و (قيصر) والذين (تكيسروا) و(تقيصروا) من بعدهم فينا
نحب الناس حين يحبنا الناس
ونسخر من ضغائنهم
و (أعرابينا) لا يعتريه بعقدة البغضاء وسواس
بعصر أدمنت فيه العداوات
وإن لم يمتلك من هذه الدنيا يسوى فأس
يظل مكابر الرأس
ويحتطب الأماني الغر من صحراء وحدته
بلا يأس
ليشعل ناره في ليل وحشته
سناً تهفو لهالته الفراشات
ويقصده الذين أضنت مطاياه المسافات
وشق عصا ترحله المشقات
إذا انتفضت ليالي البرد واستعوت
بطون الرحل الغرثى المجاعات
ونام (الحي) فانتبذت كلابهم
جحور الدفء في الوادي
وأخرى تحت أروقة البيوت القابعات
بمن بها تحت الصقيع (المربعاني)
و (بات) محلق الأعشى
على النار التي (شُبَّتْ لِمَقْرورَين يَصْطَليانِها)* جوداً ومكرمةً
تفضل أيها الضيف
على الرحب الذي تبغيه والسعة
تجيء لنا بليل أم تجيء بك النهارات
فما لبيوتنا باب نواربه
بوجه العابرين ديارنا
و (ابن السبيل) ومن
بهم تتفرق السبل
ولا حتى شبابيك
نطل عليك منها سائلينك: ما الذي تبغي؟
كذا نحن
من الأقوام نفترش التراب
ومن سماء الله نلتحف
أناس هكذا عشنا
ومن قبل
ومن بعد اختراع الباب والشباك
والمدن التي عتباتها لغريبها تقف
هامش:
* هنا إشارة لقول (الأعشى) الشهير في (المُحَلِّق):
تشبُّ لمقرورين يصطليانها
وبات على النار النَّدى والمُحَلِّقُ
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved