الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st March,2005 العدد : 98

الأثنين 11 ,صفر 1426

معادلة أدبية بين (البازعي) و (القحطاني)
نقد في نقد
الثقافية عبدالحفيظ الشمري
المعادلة هذا الأسبوع قد لا تكون متوائمة الأقطاب أو متوازنة في الثقل، إنما هي محاولة لتقديم قطبين نحو هذه المعادلة لكي يتسنى لنا معرفة حجم وأبعاد هذه المقارابات، فقد لا تتطابق الأقطاب أو قد لا تشكل بعداً متسقاً في عالم المعادلة إنما هي محاولة للتعريف بما لدى القطبين من إمكانات معرفية وطروحات أدبية لعل القارئ يكتشف أننا نجتهد في التقويم والتعريف خدمة لعطاء هؤلاء المبدعين.
قطبا المعادلة هما الناقدان الدكتور سعد البازعي والدكتور سلطان القحطاني حيث جمعتهما في هذه المقاربة صفة (النقدية) التي يعملان فيها ولأعوام.. بل نراهما وقد تخصصا فيها تنظيراً وتطبيقاً.
وبما أن المعادلة (نقد في نقد) سنحاول المقاربة بين تجربتي البازعي والقحطاني، فالناقد الدكتور سعد البازعي يعيش دائماً هاجس النقد والمكاشفة وقراءة ما بين سطور المنجز، حتى أصبح القارئ أمام فكر نقدي ثائر على الأشياء حتى وإن كانت من شبه المسلمات.. فثورة الناقد البازعي عن المنجز الإبداعي شعراً أو نثراً تضخ في أوردته شيئاً من الحياة ولا سيما إذا كان النص دون المأمول، لكن المعروف عن مقاربات الناقد البازعي أنها لا تلتفت إلى المنجز الجديد إذ تظل موجهة إلى المحسوم، والمعروف.. فضلاً عن ذلك فإن طروحاته تذهب إلى فكرة النص، أو ثقافة المنجز حتى تصبح هذه الثقافة أو الفكر الذي صنع النص هو النص البديل الذي يتناوله في تنظيره، أو مقارباته التي عرف فيها منذ بداياته النقدية الأولى ولا يزال يمارس هذه الحالة النقدية التي تفجر النص وفكرته وثقافته.
وبما أن الناقد الدكتور سلطان القحطاني قريب من ظاهرة النقد التي يمارسها زميله الناقد البازعي إلا أنه يذهب إلى التحليل النقدي الواقعي لمعطيات الخطاب الإبداعي فلا يلتقيان عند نقطة واحدة في تقبل النص الأدبي إنما يظل لكل واحد منهما رؤيته النقدية الخاصة.
الناقد الدكتور سلطان القحطاني يميل إلى الاستقصاء الواقعي حينما يتتبع النص حتى وإن كان النص سمته الخيال فإن الناقد القحطاني يحاول أن يهيل عليه عذابات الواقع ليكون أكثر قرباً من القارئ فلا تختلف رؤيته للشعر عن القصة فكلاهما في نظره مكونات واقعية نشأت من منطلق الفكرة الأولى.. تلك التي تنبئ عن فهم مبدئي للأشياء حتى وإن حاول الكاتب أن يجتهد في بناء الفكرة، ونحت اللغة، وتقليب الصور رغبة في الخروج من مأزق العادي والمكرر.
تبقى لدى الناقد الدكتور القحطاني رغبته في كشف خفايا النص باعتباره حالة أولى للفكرة الأم.. تلك التي انبنت عليها فعاليات النص ودلالاته فلا يزال النص لديه سهل المنال ويمكن التعامل معه دون تعقيد أو تأزيم، ليبقى النص في حالته الأولى مرواحاً بين الفكرة واللغة في مهدها الأول.
إذن نحن أمام تجربتين من النقد تتسقان باتفاق ممكن حول النص باعتباره فكرة تخدمها الثقافة.. بل يمكن لنا القول بأن منطلق الناقدين (البازعي) و (القحطاني) في صياغة النظرية هو النقد الأكاديمي ذلك الذي يصبح عملة واحدة لكن بوجهين، واحد يذهب للابتكار في تقييم الفكرة وثقافة النص وهي رؤية تتلبس مشروع الناقد (البازعي)، فيما تنحو تجربة (القحطاني) نحو تقريب النص لمهده الأول باعتباره فكرة أولى يجب أن تكون واضحة للقارئ.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved