الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st April,2003 العدد : 7

الأثنين 19 ,صفر 1424

معادلة أدبية
بين البازعي وسعدي مقام القصيدة
الثقافية عبدالحفيظ الشمري

في البدء ندرك أهمية النقد، وضرورة تواجده في المشهد الادبي لأنه هو النشاط الوحيد المخول لأن يكاشف «النص» بحقيقة التلقي المطلوبة.. تلك التي تعد رسالة معرفية هامة تسهم في ايصال هذه الموجات الابداعية إلى المتلقي بطريقة مناسبة. نحن هنا في زاوية «معادلة ادبية» نحاول ان نلتقط طرفي معادلة النقد ممثلة بالناقد الدكتور سعد البازعي، ومقام القصيدة ممثلاً بالشاعر العراقي سعدي يوسف.. ومادة هذه المعادلة مقالة الناقد البازعي حول قصيدة يوسف.. تلك التي جعلناها نموذج المعادلة بقطبيها « بما أن وإذن».
بما ان الشاعر سعدي يوسف يشيع دائماً جواً عدائياً خالصاً للطرف الآخر من معادلة الحياة التي تضغط دائماً باتجاه بروز نجم الآخر يعني به العالم الغربي الذي يملي شروطه دائماً حتى تأتي هذه الاملاءات على هيئة قمع للطرف المهم الا وهو الشاعر.. هذا العنصر المهم في بناء القصيدة المضادة لمثل هذه الشراك التي تنصب للوعي ليكون الضحية الاولى في هذا التجاذب الخطير. «بما أن» القصيدة لدى الشاعر سعدي يوسف تأخذ شكل الخطاب الافصاحي الساخر منذ دواوينه الاولى.. وبما أن قدرته تنصب دائما على رغبة التمرد والخروج من نمطية «المهادنة» التي يرى بها خراب الديار في كل زمان ومكان.
تمرد الشاعر يوسف لا يظهر إلا على نحو اشتعالات قوية للذاكرة.. تلك التي تستعيد صور الدمار والخراب في بعض مدن الوطن «البصرة» ومدن اخرى كانت مسرحاً دائماً لتجاذب الخصوم دورة الصراع السرمدي.
«وبما أن» شاعرنا يقيم في منفاه «الدمشقي» كما هو معروف ويشير اليه الناقد البازعي.. نراه وقد فصل الحديث الشعري بما تمليه الذاكرة العراقية النازة بالاحداث التي تفوق الوصف والمعقول والمحسوس والممكن.
«إذن» الناقد سعد البازعي شغل بمثل هذه الارهاصات الهامة في مشروع القصيدة العربية التي يمثل «سعدي يوسف» وغير؛ حتى انه برع في اقتفاء حساسية هذا الخطاب الشعري الذي يستعيد الذكريات، ويستدعي الذاكرة المعطلة منذ ان اختار الشاعر ا لعراقي منفاه الدمشقي.
اذن الناقد البازعي في الطرف الآخر من المعادلة يلتقط في وصف تحليلي لابرز سمات شعرية «سعدي يوسف» وان كان الناقد يقف عند «اللاحدود» او ما اسماه «شطحات» الشاعر في قصيدة المعنونة بأمريكا.. تلك التي يرى فيها الناقد انها جاءت محملة بالغضب حيناً وبالأسى حيناً، وبالكراهية حيناً آخر.. ليؤكد الناقد البازعي على أن الشاعر سعدي يوسف ظل مواظباً على حدسه الذي لا يخيب.. ذلك الذي يساوي بين الاعداء والاصدقاء بل انه اشار الى ان الشاعر يرهب الصديق قبل العدو في ظل هذه الظروف المأساوية المحيرة.
«إذن» الناقد البازعي يضيء حالة القصيدة الهجائية التي تضع العالم على طاولة نقده الشعري المتسم بالسخرية المرة.. فقصيدة «امريكا» كما يراها الناقد البازعي هي حصيلة طبيعية لهذا الحشد الزائف من الوعود البيضاء والصفراء الذي يعيد فيها المستعمر الجديد..
اذن قصيدة «امريكا» نقد للذات العراقية المستباحة منذ عقود.. ونهاية القصيدة تذكير بحجم معضلة الرموز التي تتهاوى طواعية امام تقدم الغزاة.. بل هي حالة من السخرية المرة.. تلك التي تمزج الواقع الاليم بالامل الكاذب، لتتشكل في هذا السياق كما يشير الناقد البازعي مقام القصيدة الواضح دائماً حينما يرغب اي شاعر او متلق قراءة المرحلة بما لها وما عليها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved