Culture Magazine Monday  21/05/2007 G Issue 199
فضاءات
الأثنين 4 ,جمادى الاولى 1428   العدد  199
 
محمود المسعدي.. الموحيات الخلاقة
عالم جدير بالتأمل والتفكير (2)
د. سيار الجميل

 

 

الأديب المؤشكل

امتاز محمود المسعدي بإنتاجه الأدبي الوفير والمتميز بأسلوبه وفلسفته؛ إذ يعد واحدا من أغرب الروائيين العرب على وجه الإطلاق من خلال مزاوجته بين الحدث والفكرة.. ومن إنتاجه الأدبي والفلسفي بالعربية روايات (السد) سنة 1955 و(حدث أبو هريرة قال) التي نشرت بتونس سنة 1973 و(مولد الن سيان) سنة 1974 و(ثم على انفراد) سنة 1972 و(تأصيلا للكيان) وتضم مجموعة مقالات في الفلسفة والأدب والثقافة العربية نشرت بتونس سنة 1979م.

وله بالفرنسية كتاب (الإيقاع في السجع العربي) الذي يعد في الأصل أطروحة دكتوراه، وقد صدر سنة 1981، وانتخب من سنة 1974 إلى 1978 عضواً بالمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو ثم أعيد انتخابه في تشرين الثاني 1980 لمدة خمس سنوات، وهو أيضا عضو بمجمع اللغة العربية.

كتب المسعدي أعماله الإبداعية ما بين عامي (1939 و1947)، وتكشف هذه الأعمال عن التأثير العميق للقرآن في التكوين الفكري والعقائدي لكاتبها وفي أسلوبه، كما تشهد أعماله بسعة إحاطته بأعمال المفكرين المسلمين في العصور المختلفة، وبآثار الأدب العربي القديم التي بدأ اهتمامه بها منذ مرحلة دراسته الثانوية، بالإضافة إلى اطلاعه الواسع العميق على الآداب الفرنسية خاصة والغربية عامة.

وقد تمت ترجمة العديد من أعمال المسعدي إلى لغات أجنبية ومنها روايته الشهيرة (حدث أبو هريرة قال سنة 1939، وطبع العمل كاملا عام 1973)، إلى ست لغات ضمن المشروع الذي تبناه الاتحاد العام للأدباء العرب الذي يقضي بترجمة قرابة مائة وخمس روايات عربية إلى ست لغات عالمية هي الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والصينية والألمانية (السد 1940 وطبع العمل كاملا عام 1955)، و(مولد النسيان) التي نشرت للمرة الأولى عام 1945، وترجمت إلى الفرنسية (1993) والهولندية (1995)، المسافر، من أيام عمران وتأملات أخرى، الإيقاع في السجع العربي، الأعمال الكاملة (4 أجزاء) وزارة الثقافة التونسية 2003. وللمسعدي أيضا كتاب (تأصيلا لكيان) الذي جمع فيه شتات كتاباته الأدبية والفكرية طوال حياته.

لقد شغل محمود المسعدي القرن العشرين بطوله، وكان شاهدا على أحداثه التاريخية، وهو متميز بوطنيته العالية وتجذره العميق وحرصه الشديد على الارتقاء بالفكر التونسي إلى أعلى درجات النبوغ والمساهمة من خلاله في إثراء الثقافة العربية والإنسانية، فكانت إبداعاته الأدبية والفكرية في مستوى رقيه الإنساني والمثل العليا التي دأب على إشاعتها وتجسيمها في كل ممارساته.. وقد حظي في سنواته الأخيرة برعاية رئاسية فائقة وإحاطة مستمرة لما قدمه من جليل الخدمات في مجال الفكر والتعليم والثقافة فأسند إليه الرئيس زين العابدين بن علي جائزة الثقافة المغاربية سنة 1994 وكلف سيادته وزارة الثقافة بجمع كامل أعماله وإصدارها في طبعة أنيقة ضمن سلسلة (أمهات الكتب) نشرت سنة 2003 في 4 مجلدات.

مؤرخ عراقي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة