الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

ليس متطاولاً من يكتب عن نادٍ أدبي
جمعان الكرت *

يقول الدكتور ناصر بشيه سكرتير وعضو النادي الأدبي بالباحة بأن النتاج الأدبي لا يدخل فيه اثنان معا، والتراث شاهد، فالمعلقات والنثريات وجوامع الأدب لا تذكر إلا بقائلها ومبدعها.. ونستشف أن الدكتور: ناصر يتكئ على رؤيته الخاصة، ففي ذات السياق يؤكد الدكتور عبدالله الغذامي في كتابه (الكتابة ضد الكتابة) بأن الشعر تجل للاشعور الجمعي بمقدار ما هو تجسيد لعالم الإنسان الشعوري.. ومن هنا يكون الشعر نقطة التقاء بين هذين العالمين اللاشعور والشعور، كما أنه نقطة الالتقاء بين الفرد والجماعة بحيث تذوب الفوارق وتتلاشى الخصوصيات لتحل الجماعية.. ويستند الدكتور الغذامي لما أشار إليه بروكلمان في كتابه (تاريخ الأدب العربي) ترجمة الدكتور عبدالحميد النجار حيث خلص إلى توحيد لغة الشعر الجاهلي بمعنى أن النتاج الفردي أساسه الفكر الجماعي.. إذاً الأدب عمل جماعي كما قال الدكتور: علي الرباعي (لا يقبل بحال النزعة الفردية).
ثانياً: كنت أتمنى أن تأخذ القضية في مسارها البعد الأدبي والثقافي إلا أنها ومع الأسف انحرفت عن مسارها الصحيح لتنفلت السهام من نبالها وتسقط بشكل عشوائي محدثة النزف اللفظي الذي لا يخدم الأدب والثقافة، ولا يحقق الهدف من الطرح المتمثل في توسيع دائرة الحوار الواعي، وإثراء الحركة الأدبية.
ثالثاً: العمر الزمني لا يعد بأي حال من الأحوال محكاً لفئوية البعض دون الآخر..، فالأدب والفكر لا يقفان أبداً عند أعتاب العمر، فكم من تلامذة بزوا أساتذتهم برؤاهم ونتاجهم الفكري والثقافي.
رابعا: من قرأ رأيي المطروح سابقا يدرك جليا أنني لم أشر لكل الأندية.. إذ قلت والكلام أساسا منشور قلت بعض الأندية.. والذي أرمي إليه هو تطوير أدائها وتحسين نتاجها وتقييم أعمالها، وهذا هو ديدن المخلصين لوطننا الغالي.. وأظن أن هذا المطلب لا يزعج أبدا أعضاء نادي الباحة الأدبي ولا يؤرق لهم أجفانا.. فنتمنى الخروج من ربقة النمطية الإدارية التي تقف على النقيض من رحابة الإبداع.. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فينبغي أن نقف باحترام لنادي جدة الأدبي الذي يعد في نظري نموذجا جميلا ورائعا.. أتمنى من أنديتنا الاستفادة من نهجه وأسلوبه.
خامساً: يعرف الدكتور ناصر بشيه أن لا علاقة لي بالعدد الأول من مجلة النادي (المنتدى) لكونه سكرتيرا للنادي، وأيضاً عضوا منذ التأسيس.. وشرفت فيما بعد بالتكليف الذي أسنده رئيس النادي لي والزملاء أفاضل هم: الأستاذ: محمد بن علي الزهراني مدير تحرير صحيفة المدينة حالياً، والأستاذ عبدالله بن أحمد غريب الكاتب الصحفي في جريدة الندوة.. وبالفعل أشرفنا على المنتدى، ولا أود الحديث عن المنتدى إذ يكفي ما وصل من خطابات شكر وإشادة وثناء من شرائح متعددة من المجتمع، وهذا واجب قدمناه ليس لنا فضل فيه.
سادسا: مازلت في حيرة إزاء مخالب وأظافر الأندية الأدبية التي أعلن عن وجودها الدكتور (ناصر).. فالذي أعرفه ويعرفه غيري أن شجرة الود والحب تورق في الأندية الأدبية.. وأن الفكر والأدب يسمو أيضاً.. وأن الأخلاق تتجذر.. فليس هناك أي منبت لجذور سوداء في أنديتنا الأدبية.. وإذا كان الدكتور (ناصر) يرى أن ما طرح يحتاج إلى مخلب وظفر وناب.. لدحضه فإنني أسأل أين رحابة الحوار..؟ هب يا دكتور أن ثمة لغطا كتب عن النادي أليس حريا بك أن تكون في موقع القدوة الأدبية؟
سابعاً: من يكتب عن ناديه أو أي ناد آخر، هل يعد هذا تطاولاً! ليت المشرف على الملحق الثقافي في (البلاد) أدرك فحوى هذا العنوان الذي توج تعقيب الدكتور (ناصر) وفي ذات الوقت أتمنى أن يفسر الدكتور (ناصر) العبارتين اللتين توج بهما رده (المغرضين وأصحاب الأهواء الجانحة).
ثامناً: شكرا لرئيس النادي الفاضل: سعد بن عبدالله المليص الذي يعد أنموذجا في الأخلاق والأدب والتواضع وأيضاً للدكتور سعيد بن عطية أبو عالي رئيس اللجنة الثقافية الذي لا يقل أبداً عن جبل شدا علوا ومجدا وفكرا.
تاسعاً: كنت أتمنى أن يبادر النادي الأدبي بعمل احتفالية لتكريم نائب الرئيس: علي بن صالح السلوك شفاه الله وعافاه وأظن أن من الوفاء تكريمه خصوصا وأنه خدم المنطقة تاريخيا وجغرافيا وتراثيا إلى جانب خدمته للنادي من خلال عمله كنائب للرئيس.
وختاماً وددت القول: إن عضويتي في النادي الأدبي بالباحة لا تحول دون طرح رؤيتي.. لأنني أدرك تماماً بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. وأن المياه المتحركة تزداد صفاء.. وأن الهدف هو قدح الزناد ليتبوأ نادينا المكانة المرموقة التي نطمح الوصول إليها وبالله التوفيق.


* الباحة

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved