الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

إثارة غبار التدليس لإحراج عدسات الحقيقة
د. علي الرباعي *

عندما حظيت بتلقي ردود الأفعال (الإيجابية) على ما كتبناه إجابة عن سؤال عريض ألقاه على كاهلنا الأخ سعيد الدحية من (المجلة الثقافية) ملحق الجزيرة المتميز ، سررت بكل الردود بصرف النظر عن الأسلوب الذي طُرحت به ، وأكاد أجزم أنني وغيري من أبناء المنطقة لم نرد بما سطرناه إساءة لاحد ؛ لان النادي الأدبي مؤسسة حكومية وتُعنى بشأن عام ، ومن حق كل مواطن ان يعبّر عن آماله وتطلعاته تجاه أي مؤسسة وطنية ، إلا ان أهم ما يلفت الانتباه هو الفارق الكبير بين ما كتبه الدكتور سعيد أبو عالي في ذات المجلة بتاريخ 12 41425هـ ، وما كتبه الدكتور ناصر بشيه بعد ذلك ، فالمسافة بين التعليقين تحدد الأبعاد بين (إرادة المثقف) وطموح الموظف .
فالمثقف يبحث عن الحقيقة ويعترف بوجود القصور ، ويحاول بث الحماس في الجميع للمشاركة الحضارية والفاعلة ، والموظف يحبك المغالطات ويقترف تمجيد الذات للمحافظة على دخل مادي زهيد !! ومن يقرأ التعقيبين في وقت واحد سيكتشف (الجوهر) و(اللب) عند أبى عالي (والعرض) و(القشور) عند بشيه !! وبخصوص ردّه (كسكرتير) على ما كتبته حين قال : النتاج الأدبي عمل فردي واستشهد بالمعلقات ، اعتقد انه فشل في التفسير لان زمن الجاهلية والمعلقات لا يقارن بدولة حديثة تقوم على مؤسسات ، واحتسب أن دولتنا عندما وضعت هذه الأندية ما أرادت بها إلا إخراج أدب منطقة لا أدب أفراد ، لأن الفرد يمكنه إخراج أدبه بطريقته الخاصة وليس على حساب النادي كما فعل (السكرتير) برسالته للدكتوره المطبوعة بنادي الباحة !! وعندما قال : النقد لا يقبل إلا ممن يملك الشيء .. فأنت (يقصدني) تدرس مادة أصول الفقه ، فهذا يدل على أن الدكتور ناصر لا يفرق بين النقد المتخصص وبين الحديث في قضية عامة !! أما ما ذكرته عن عدم مساهمتهم في العطاء الأدبي فالساحة الأدبية مكشوفة فأروني (عطاءً أدبيا شعراً أو نثراً لاحد أعضاء ناديكم باستثناء الشاعر حسن محمد)!!
ولا أتصور أنى عفيت (مذمه) لان العطاء الأدبي شيء والثقافة العامة شيء آخر!! أما (سبّ الرجل) لحصوله على شهادة علمية فهذا (منهج الجهلة) والجاهلون لأهل العمل أعداء وكل مكتسب علمي أو فكري يحوزه إنسان فهو شرف له ، خاصة إذا كان أهلا له وجديراً به !! ولا يعني نفي الشيء عن الآخر إثباته للذات . ولم ادّع أنى من المثقفين أو أنى من أُدباء المنطقة حاشا لله !! أما ما حاولت إلصاقه بي من تهمة البعد عن الواقعية فهو شطط منك ، لأنك دائم الحديث عن رحلاتك على حساب النادي من القاهرة إلى الدار البيضاء ، ومقابلاتك مع رموز أدبية وفكرية لم تكن تحلم يوماً بملاقاتهم لو لا بركات ودعم النادي !!
وكم كنت أتمنى أن تكون ممن يحترق ليضيء للآخرين ؛ لأنا نراك تحترق لكن بدون أي إضاءة تذكر!! وما خلت نفسي ذات يوم مشككاً في جهود مباركة ولا متطاولاً على قمم لها حضورها ؛ لأني تربيت في محاضن علمتني (احترام الذات) الذي هو أُسٌ وقاعدة لاحترام الآخرين . وأنت تعرف جيداً أن علاقتي برئيس النادي ونائبه والأعضاء على أحسنها وأجملها ونقدي للنادي لم يمنعني من حضور حفل العشاء الذي أقامه الدكتور أبو عالي ليلة نشره في الجريدة . وقابلتك وتحدثنا كثيراً في أمور عديدة وعندما (ساورتني) مستفسراً عما كتبت أجبتك بأن (مصدري) هو الدكتور ناصر بشيه لأني سمعت منك (تهكما كبيرا) و(سخرية أحيانا) بالنادي ونشاطه في أكثر من مناسبة .. ولعلك تذكر حديثك عن حضورك لمعرض الكتاب بالقاهرة على حساب النادي وإحضارك لمجموعة كتب اشتريتها لمكتبة النادي وعندما سألتك عن العناوين ؟ أجبت ساخراً : تفسير ابن كثير ، والبداية والنهاية ، وفي ظلال القرآن ، وأضفت أنك اشتريتها بأضعاف قيمتها التي تباع بها في السوق السعودية بل في سوق المكتبات بالباحة !!
سعادة الدكتور : لا أدري لماذا تذكرت وأنا اقرأ تعقيبك ما قاله الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري حين قال :
إنّا كلانا عارفان بما
حوت الثياب وضمت الأزر
فعلام تجتهدين مرغمة
أن تستري ما ليس ينستر
لقد أسرفت في تمجيد ذاتك واستعراض تاريخك المجيد ، وما كنت بحاجة إلى الإطالة لان التاريخ محفوظ عند أهل المنطقة . وأنت تعلم أن (ذاكرة القروي أقوى من لسانه)!! واعتقد أنه لم يحالفك الحظ عندما سطرت المنشور وغدوت توزعه على جميع مكاتب الصحف بالباحة ، وذلك أسلوب مكشوف وهياج مصطنع أردت به الابتعاد بالقراء والمعنيين عن أرضية الواقع وإدخالهم في سراديب معتمة ؛ لتلتبس عليهم الصور وتتوارى الحقائق وأنت خير من يجيد مثل هذه المهارات المعهودة !!
وربما استعدت حينما اخبرني صديق بردة الفعل الصادرة عنك لحظات الاحتضار عند بعض الكائنات ، حيث تحدث جلبة وتصدر أصوات وحركات إلا أنها لا تغني لأنها قد بلغت الحلقوم !!
وفي الختام نشكر (للمجلة الثقافية) الملحق الفكري والأدبي لجريدة الجزيرة إتاحة الفرصة لأبناء المنطقة للحوار ، ومعذرة للسخونة المصاحبة لأنها ربما هي المرة الأولى التي نتحاور فيها عبر الصحف ، ولكن يجب أن نلتمس العذر للجميع .
ولعلي اختم بما أرسله الشاعر حسن محمد (كصدى للحديث) حيث بعث لي بفاكس به (بكائية عذبة) يقول فيها :
المبدعون هنا محل تهكم
والمبدعون هناك تاج ينصب
وهنا يكون (الفكر) آخر مطلب
المال يستر جهلنا والمنصب

* الباحة

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved