الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

عدد من أدباء المنطقة يُجمعون على قصور أنشطة النادي
أثار التحقيق الذي نشرته (المجلة الثقافية) بتاريخ 2131425هـ العدد 58 ردود أفعال واسعة على مستوى أبناء المنطقة سواء من المقيمين فيها أو المقيمين في غيرها من مدن ومناطق المملكة. وأيضاً على مستوى المتابعين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي بصفة عامة. حيث استقبلت المجلة خطيا وهاتفيا العديد من المشاركات والمداخلات والتعقيبات. وها نحن ننشر عدداً من تلك المشاركات والتي اتسمت بالشفافية والمكاشفة التامة والصريحة.
الأدب.. والمركزية
تحدث الروائي الأستاذ أحمد الدويحي عن تجربته الأدبية التي تجاوزت الثلاثين عاما ولم يوجه له أدبي الباحة الدعوة إلا مرة واحدة لكي يلقي نصوصا للراحل عبد العزيز مشري حيث ابتدأ مشاركته قائلا:
الإشكالية ليست في نادي الباحة الأدبي، موضوع الحوار فالإشكالية كاملة كما جاء في مقدمة بحثك في عيوب المؤسسة الثقافية عامة فالأندية الأدبية باتت تكايا فاخرة للعاطلين وبعضهم للأسف عديمو الموهبة. الحياة الثقافية في أي مجتمع حياة متمرسة وفاعلة ونشطة وقادرة على استقراء نبض الناس وملامسة همومهم وأوجاعهم بشفافية.
أما نادي الباحة الأدبي وهو واحد من جملة المؤسسات الثقافية القائمة التي تحتاج إلى رؤية جديدة ودم جديد وفكر جديد يتلاءم مع المرحلة. أنا لا أستطيع أن أوافقكم الرأي بأن الضرب في الميت حرام لأنني كما قال المتنبي:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على القلب من وقع السهام المهندِ
فجل العاملين في هذا النادي هم آباؤنا وأهلنا ولهم ريادات وبالذات الأستاذ علي السلوك الذي كان شعلة من النشاط والتواصل قبل أن يسقط منذ سنتين صريعا للمرض في غيبوبة دون أن يشير إلى ذلك أحد، ومعنى ذلك أننا نعيش جحودا غير مبرر وهناك الأستاذ سعد المليص والدكتور سعيد أبو علي والأخوان الكرت اللذان أظن بأنهما قد أعطيا جل ما عندهما ولكون أبناء هذه المنطقة يشكلون نخبة بين زملائهم في ساحتنا الأدبية (دون إقليمية) وهم رواد في حقولهم الأدبية فان المؤمل أن يكون لهم تجاربهم وفاعليتهم لكونهم الأقرب لمعاناة الناس في تلك المنطقة.
وما دمنا ننتظر التعددية التي هي واحدة من سمات وأخلاق الأدب فلابد أن يحدث هذا التغيير.
أنا لي تجربة يتيمة على مدى ثلاثين سنة قرأت فيها نصوصاً لمبدعنا الكبير الراحل عبدالعزيز مشري وقد ذرفت الدمع على منبر أدبي الباحة بعد أن عرفت من بعض الشباب الذين حاولوا أن يكون لعبدالعزيز مشري رائحة وحضور في داخل أدبي الباحة كأن يطلق اسمه على إحدى الصالات بالنادي أو يطبع شيء من نتاجه ولكن للأسف لا جدوى.
أنا لا أريد أن أجرح في أحد لكن الأدب بعيد بعيد عن الشللية والمركزية والنفعية ويجب أن يترك لشباب المنطقة إدارة وتفعيل نشاطهم الأدبي بعيدا عن أية وصاية وكثر الله خير من قدم الجهد وعليهم أن يتركوا القوس لباريها.
المثقف.. والاتصال بالنادي
مشاركة الدكتور محمد ربيع الغامدي جاءت هادئة ومتعلقة وتشير إلى نقطة مهمة جدا وهي إشكالية اتصال المثقف بالنادي والخلل الذي يطرأ من هذا الجانب وقد تحدث قائلاً:
أوضاع الأندية الأدبية في بلادنا بصفة عامة تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر، وأعتقد أن الخلل ربما يكمن وراء أكثر مظاهره الواضحة في أمرين، أحدهما: غياب التصور الصحيح للمفاهيم المتعلقة بالأدب والفكر والثقافة التي ينتظر أن تعنى بها الأندية الأدبية الثقافية.
والأمر الآخر: غياب طبيعة الأدوار والمهام المنتظر أن ينهض بها ما نسميه ب(النادي الأدبي) بوصفه مؤسسة ثقافية لا تتداخل مع مؤسسات أخرى تختلف في طبيعتها عنها. فكأن قلق المفهوم قد أحاط بالظرف والمظروف معاً.
يبدو أن القائمين على الأندية الأدبية في المملكة عموماً قد غلب على بعضهم حس الوظيفة الرسمية وتطبيق اللوائح على الحس الثقافي المهموم بالعناية بقضايا الثقافة الملحة، في حين أن اللوائح ليست في حقيقة الأمر أكثر من إطار ينبغي للمثقف الحقيقي أن يتحرك داخله بما يمليه عليه حسه الثقافي في التعامل مع قضايا ينتظر المثقفون منه أن يخضع النادي لكي يكون منبرا حرا لها، ويبدو أيضا أن كثيرا من القائمين على الأندية الأدبية يتداخل في أذهانهم ما ينبغي للنادي أن يضطلع به مع ما ينتظر أن تؤديه منابر أخرى إرشادية وعظية أو تعليمية تربوية.
هذا الذي تقدم لا يمكن تخصيص ناد ما معين من أنديتنا به دون سواه، أما إن أردنا الحديث عن ناد بعينه كنادي الباحة مثلا فلابد من النظر إلى الظروف المحيطة به، لا بمعزل عنها. ويقتضي الإنصاف ألا نحمل القائمين على النادي وحدهم سوءة ما يحدث فيه وينتج عنه. ينبغي أن ننظر إلى حال الثقافة في منطقة الباحة تحديداً، لأننا لا ننتظر إلا أن تكون (العصا من العصيّة) كما يقولون.
ينبغي أن ننظر بعين الإنصاف أيضاً إلى مدى اتصال المثقفين الفاعل بناديهم، وإلى حال من هم الآن على اتصال به. ذلك لأني أومن من خلال تجارب شخصية مع أندية أدبية أخرى أن النادي الأدبي ليس هو الملوم في كل الأحوال على انقطاع الصلة بينه وبين المثقفين، بل يتحمل جزءا من ذلك المثقف نفسه، إذ يرى بعضهم خطأ أن اللائق بمكانته أن يحبس نفسه في برجه العاجي حتى يناديه النادي باسمه. ينبغي فيما أرى أن يعد المثقفون النادي منبرا حرا للجميع، ليس ملكا لأحد دون غيره. ولا ينبغي أيضاً أن ننتظر إصلاح حال الأندية من القائمين عليها وحدهم.
وأخيراً لست مع اللغة الحادة الهجائية الشاتمة التي استعملها بعض الزملاء في انتقاد أوضاع النادي، كما رأينا في الحلقة الماضية من تغطية ملحق الجزيرة الثقافي قبل أسبوعين، إذ إني أعترض بشدة على مبدأ (الكلام عن قضايا صحيحة بطريقة خاطئة)، لأن ذلك لا يسفر إلا عن إيغار الصدور بدلا من إصلاح الأمور. والله المستعان.
أسئلة تريد الإجابات
أما الروائي الأستاذ أحمد علي الشدوي فقد تساءل عن مكمن الخلل في أدبي الباحة ليصل إلى السؤال الأهم وهو ما الذي تقوم به هذه الإدارة طوال هذه السنين. وقد كانت مشاركته كما يلي:
كلما تذكرت أن حوالي عقدا من الزمان مضى على تأسيس النادي بما كنا نتأمله منه وكلما غُيّب الناس عنه من خارج المنطقة، قلنا لعل الاهتمام بالمثقفين داخلها يحظى بالاهتمام الأكبر لكن ذلك كله وللأسف الشديد لم يحدث حتى أن المهتم بمتابعة أعمال هذا النادي لا يكاد يصدق ما يحدث، فهو لا يوازي حتى النشاط الثقافي الذي تقوم به بعض المدارس.
هناك أسئلة كبيرة لابد من أن تظهر أمام المتابع لحركة هذا النادي. أليست فترة عقد من الزمان كافية لأن تبرمج الخطط؟.. هل دب الهرم والكبر فيه منذ التأسيس؟
هل من المعقول أن المثقفين من أبناء الباحة لا يتواصلون مع النادي لسبب فيهم؟ أم أن الإدارة لم تتمكن من وضع آلية لهذا التواصل؟
هل هناك فجوة حقيقية بين إدارة النادي والمهتمين بالثقافة؟
لماذا لم تصلنا ولا دعوة واحدة لأية فعالية في النادي؟
هل هناك هوة بين الإعلام وفعاليات النادي؟
ثم نصطدم بالسؤال الأكثر أهمية:
ما الذي تقوم به هذه الإدارة طوال هذه السنين؟
شخصيا كنت أزور النادي في السنوات الأولى لتأسيسه وفي فترات الصيف، أي في الوقت الذي يمكن إقامة فعاليات متتالية، في منطقة تعتبر أحد المصايف المهمة، ولم أشاهد أي شيء يشير لمثل هذه الفعاليات، ما عدا القليل الذي يقام على استحياء، الشيء الذي أستطيع تأكيده أن أبناء المنطقة داخلها وخارجها لديهم الرغبة والقدرة على تنظيم فعاليات ثقافية ذات برامج طويلة، فهل لدى هذه الإدارة ما تقوله؟.
الحياة.. وسنة التغيير
أما الشاعر أحمد قران الزهراني فقد أخذ على النادي عدم مساهمته في تقديم أبناء المنطقة ليكونوا أسماء بارزة في الساحة الثقافية وقد شاركنا قائلاً:
يبدو أننا إزاء مرحلة مغايرة، ومنعطف جديد تجاه القضايا المطروحة ومستوى المصارحة والشفافية التي يتم تناول القضايا من خلالها، لا شك أن الأندية الأدبية أدت دورا هاما في مرحلة من مراحل الثقافة السعودية، وأن كان هذا لا ينطبق على كافة الأندية لكني أشير إلى الأندية التي كان لها دور كبير في الفعل الثقافي، القضية أبعد من الأسماء وأقرب إلى الأسماء في الوقت ذاته، فالاسم الفاعل يحرك الراكد، والعكس بالعكس.
أندية قدمت عطاءات ثقافية لوجود أسماء عاملة فاعلة وأخرى قدمت عطاءات لوجود أسماء فاعلة في منطقة النادي، وأندية حاولت وأخرى لم تحضر، هذا بشكل عام هو حال الأندية الأدبية، وأحب أن أشير إلى أن رئيس النادي لا يمكن أن يقوم بكل شيء لوحده إذا لم تكن هناك أسماء تقوم بأدوارها، وهنا يكمن الخلل؟، من يختار هذه الأسماء؟، ومن يعطيها صلاحية الفعل والعمل؟
نادي الباحة كبعض الأندية، لماذا ننتقد هذا النادي والحال هو الحال مع أغلب الأندية؟، بمعنى أن حال نادي الباحة ليست حالة شاذة يمكن أن تكون ظاهرة لكن ما يلفت النظر في نادي الباحة وخلال سنواته الماضية لم يقدم اسما ثقافيا من هذه المنطقة الغنية والثرية بالمتعلمين على كافة المستويات، كل الأسماء المعروفة من أبناء المنطقة لم يكن للنادي دور في تقديمهم للساحة الثقافية وأعنى هنا الأسماء الشابة، على أية حال هذه الرؤى أتمنى ألا تغضب القائمين على النادي فهي ظاهرة صحية، تتلمس مكامن الخلل من أجل الاصلاح، خاصة ونحن نعيش مرحلة إصلاح المؤسسات الوطنية، فلماذا لا يكون إصلاح الأندية الأدبية من أولويات الإصلاح، خاصة وان المثقفين يطالبون دائما بالاصلاح، ما أود التعبير عنه هنا هو الدعوة إلى تغيير الأسماء في النادي خاصة التي أخذت فرصتها كاملة، والسعي إلى إتاحة الفرصة لأسماء جديدة تعمل من أجل تحريك الفعل الثقافي في المنطقة، والمنطقة غنية بالأسماء التي لو أتيحت الفرصة لقدمت الصورة الحقيقية للثقافة والمثقفين في المنطقة.
التخصص.. والإدارة
أما الأستاذ عثمان جمعان الغامدي فقد وافق الأستاذ جمعان عبدالكريم في جانب القصور في أنشطة النادي حيث قال:
بداية أتفق مع الأستاذ جمعان عبدالكريم في أمور عديدة خاصة فيما يتعلق بالقصور في أنشطة النادي وخاصة أن المنطقة موسمية في فصل الصيف يتعشم الكل أن يجد للنادي دورا رائدا يجسد الاهتمام بهذا الموسم لكن لعل السبب يرجع في ذلك إلى أن الباحة مدينة متريفة وبعد قراها عن بعضها البعض ساهم في زيادة المشكلة وتضخمها.
وليس بالضرورة أن يكون رئيس النادي أديبا وهذا مثل مدراء الإدارات في أي مكان حيث نجد أن هناك من مدراء المستشفيات الناجحين من ليسوا أطباء.
لعل المشكلة تكمن في الوعي بالدور الذي أنيط بالنادي حيث إن مثل هذه الأندية عادة ما تركز على النشاطات المنبرية وتنسى أن جزءا من دورها يتعلق بنشر الوعي من خلال المطبوعات التي تجسد النشاط الثقافي في المنطقة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved