الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

جرح ذكي.. وآخر أذكى..!!
غادة عبدالله الخضير
* انتماء.. للشاعرة ريتا عودة:
قدرك أن تكون مبتدا..
وقدري أن أكون لك خبرا..
وقدرنا..
ألا نكون يوما معا..
في جملة مفيدة..
** من هنا تبدأ السيرة:
يولد الفجر من جرح قديم.. من أصالته لازال ينزف، ولا زال الليل يحاول أن يخثره ليستقبل وجه الفجر معافى.. لكن مهلاً.. للجرح قناعة أنه نهر.. أليس النهر يجري ولا يتكرر.. أنه ينزف بجمال.. لقد انسل كخيط من عباءة البحر.. وتمدد!!
أقسم أن هذا جرح ذكي.. وإلا كيف استطاع أن يجمع دمه قطرة وراء أخرى.. وينادي نفسه: وردة جورية أنا..كان لابد لها أن تعشق اللون الأحمر أكثر، لهذا لم تقاوم مشرط الزمن والحبيب..!!
لم تعاند البقاء أكثر فأكثر بين أسود السماء وأبيضها حتى تنسى اللونين تماماً.. ويبقى الأحمر فيها نازفاً أصيلاً!!!
لم تصرخ عندما غادرها الأخضر وأشواكه.. وبقيت هكذا: كرأس بلا جسد..
لم تتألم عندما خرج الأصفر من قلبها.. مخترقاً جسدها ورقة ورقة.. كانت تتأمله.. ولا تبكي..!!!
هذا جرح متعدد الأدوار..
متعدد الوجوه..
متعدد الأصوات..
يخرج من دور بطولة لدور بطولة آخر..
وجمهوره الوحيد.. نزفه.
جرح متناقض..
من قال إنه سكن الأحمر أو سكنه الأحمر..
إنه لازال يتلون..
لازال يتلوى..
لازال يلوح بوداع..
لازال يلح بدعاء..
لازال جرحاً..!!!!
أعترف كان جرحا فارسا.. والجرح عندما يتخذ الفروسية طريقة للصعود.. يصبح جرحا ذكيا.. بشهادة نصل تعمق فيه بقوة ولم يسمع له صوتا أو أنينا..
يصبح جرحا نبيلا..
لنتجاوز بكاءه آخر الليل وحيدا..
لنتجاوز ركونه إلى مقاهي الخيبة يكتب قصائد لا يقرؤها إلا هو.. ويسقطها بعدا في كأس ماء ويتأمل الأحمر والأزرق والأبيض وهذا الشفاف الذي يروي ولا يرى.. ورغم هذا يتماهى مع الألوان حتى تتعانق، فتصنع جرحا جديداً.. بلون مختلف.. ترون كيف هو جرح متعدد الألوان..؟؟
لنتجاوز هذيانه وفزعه من كوابيسه عندما يراود النوم قليلاً..
لنتجاوز إغفاءاته الساذجة توقعا منه أن هناك قصص عودة تحاك في إغفاءات قصيرة..
والله هي الحسرة لا أكثر.. إن بدأت العودة في حضن إغفاءة يفسدها طرق بابا لقادم أخطأ العنوان..!!
لنتجاوز تأمله في المستحيل.. حتى التعب..
لنتجاوز تأمله في الممكن حتى.. القهر..
لنتجاوز تأمله في المستحيل الممكن وفي الممكن المستحيل.. أترون كيف هو جرح يتلوى؟؟
لنتجاوز أعياد ميلاده العديدة.. ونعترف أنه كان يحتفل باستمرارية نزفه.. وبتجديد الأحمر القان فيه.. مواسمه كمواسم التوت كمواسم الكرز كمواسم الرمان.. ينضج الأحمر فيها حتى يرحل.. أترون كيف هو جرح يلوح بوداع..؟
لنتجاوز كونه جرحا غبيا نام ذات حين مبكرا.. عندما كان السيف بيده..
واللعبة لعبته..
والنصر حليفه...!!!
لنتجاوز إغماءته المتكررة.. بين ألم وآخر..
لنتجاوز عمقه.. وتراسيم شكله..
لنتجاوز سجوده بين ذكرى وأخرى.. يبتهل أن تتوقف سني عمره هنا..
عند هذا القبر..
بين هذا التراب..
وللأعشاب هنا أن ترتل لمسيرة الأحمر..
أترون كيف هو جرح يلح بالدعاء؟؟
لنتجاوز إطلالته من شرفة الذاكرة عندما يكون وحيدا.. ويائسا وحزينا..
لنتجاوز كل هذا..
لنتجاوز هذا كله..
لقد كان جرحا.. مميزاً..
تعلمون ماذا فعل..؟؟
وضع لوحة على اتساع ألمه.. كتب عليها..
(الجرح على الجرح.. رقية من الجنون.. وصعود نحو الممكن)
أترون كيف هو.. جرحا جارحاً.. لا يموت له تاريخ..؟؟!!!


ghadakhodair@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved