الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

التوظيف الشعري 6
د. سلطان سعد القحطاني

وإن كان الخنيزي وبعض الشعراء التقليديين قد رأى فيما مضى نهضة علمية وثقافية في هذه المنطقة، من الجزيرة العربية، فإن غيره لم يجد شيئاً ذا بال يذكر، فالعوامل الثقافية، في جزيرة العرب متعددة المشارب والفوارق، فمن محيط بدوي لايهتم إلا بالشعر العامي، إلى محيط علمي ديني لا يشجع على الشعر، بل يرى أن الشعر ليس من سمات العلماء، مالم يكن نظماً يسهل حفظ النحو والفرائض، او إخوانياً في الشكوى، وأغلبهم يتمثل قول الإمام الشافعي:
ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيد
لكن هذا لا يهمنا، في بحث نؤصل فيه توظيف الشعر، ولا نقوم الجيد من الرديء، وهذا له مجال آخر، في الدراسات النقدية. وقد يضيق المقام بالإحاطة بكل ما وظفه الشعراء، في الكثير من المجالات والمناسبات،وسنحاول من خلال بعض الإشارات السريعة الإلمام بأطراف الموضوع، وقضية الإصلاح قضية شغلت الشعراء والكتاب والمصلحين، في كل زمان ومكان، ولا يتم ذلك إلا بوجود الشيء نفسه، وما فيه من العيوب، والموازنة بين سلبياته وإيجابياته، وهذا ما التفت إليه الشعراء والمصلحون، كغلاء المهور، وتعليم المرأة، ومحاربة العادات الضارة.
وعبدالله بن خميس يتساءل، ما السبب في عدم تعليم المرأة، ويوجه الخطاب للأمير فهد بن عبدالعزيز (الملك فهد) عندما كان وزيرا للمعارف، كأول مسئول عن التعليم والثقافة في البلاد:
يا نصير العلم هل من شرعة
تمنع التعليم عن ذات الخبا؟
إنها في ذاتها مدرسة
إن خبيثاً أنجبت أو طيبا!!
وابن خميس يقتدي في طلب الإصلاح بحافظ إبراهيم، في قوله:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
وابن خميس يوظف هذه القصيدة، التي يمدح فيها وزير المعارف، ويطلب منه إتاحة الفرصة للمرأة، في التعلم، لأنه حق من حقوقها، وإذا أصلح حالها صلح من ستربيه، والعكس صحيح.
وشاعر آخر يطلب إصلاح حال الشباب بالتعليم وكسب المعارف، لتكون هذه الأمة في مكانها اللائق بها بين الأمم، يقول عيد بن نعيم السهو (ولد 1355):
أبناءنا كيف أنتم في دراستكم
إنا إلى علمكم نرنو ونرتقب
نريد منكم جهوداً جد مخلصة
كونوا لنا أملاً تزهو به العرب
لا تخسروا الليل والتلفاز يشغلكم
فالوقت ليس رخيصاً إنه الذهب
لا تسهروا الليل والتلفاز يشغلكم
إذ ليس في رؤية التلفاز مكتسب
ولا مع اللعبة السوداء كعادتكم
لعب البلوت فبئس العادة اللعب
فهذا الفريق من الشعراء اتخذ نموذج المباشرة في الإصلاح من واقع الحياة اليومية، بعدما رأى الفساد، وأراد أن يقدم النصائح لإصلاح هذا الخطأ أو ذاك. ولو تتبعنا الشعر السعودي، في مجال الإصلاح خاصة عند الرعيل الأول من الشعراء، لوجدنا الكثير من هذا الشعر موجهاً إلى الشباب، وإلى المعلمين والمصلحين، فقد كان الإصلاح مطلباً ملحاً، لحاجة المجتمع إليه، فالجهل المنتشر يجر وراءه الكثير من الفساد، وعادات المجتمع الضارة منتشرة، والعقائد الفاسدة مسيطرة على عقول العامة. فلا تخلو مناسبة من المناسبات إلا ويذكر فيها تقدم علم ما أو التذكير بالتخلف الذي تعيشه البلاد قبل النهضة التعليمية، يقول الأمير عبدالله الفيصل، في ملتقى عكاظ، وهو يشيد بما استعيد من مجد العرب في الفصاحة واللغة والعلوم:
في رحاب النهى وصرح العلوم
جمع الشمل مثل عقد النجوم
وأعيد إلى عكاظ أمان
كن حلماً مجنح التهويم
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved