الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 21st August,2006 العدد : 167

الأثنين 27 ,رجب 1427

معوقات الإسهام الفاعل لوسائل الإعلام السعودية في نشر ثقافة الإبداع(*) (1-3)
بدر بن أحمد كريِّم

مدخل
تتبوأ العلاقة بين الإبداع الذي يُعدُّ مهارة علمية فكرية من جهة ووسائل الإعلام الجماهيرية السعودية الناقلة للإبداع والموصلة له من جهة أخرى موقعاً ينبغي معرفته وتحديده على خريطة الاهتمام المشترك بينهما في ضوء تنامي دور وسائل الإعلام السعودية في نقل المعارف والعلوم، والإسهام في تعزيز المهارات والقدرات الفردية للفرد السعودي، وزيادة اهتمام مناهج التعليم السعودي بالموهوبين والمتفوقين وتعليمهم، وتقدم حركة القياس العقلي والجمعيات المهنية والمؤتمرات العلمية والمجهودات الفردية(1).
وقد تعزَّزت هذه الجهود بظهور مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين عام 1420هـ- 2000م التي يرأس مجلس أمنائها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتحددت رسالتها في اكتشاف الموهوبين ورعايتهم، وتوفير الدعمين؛ المادي والمعنوي، لبرامج ومراكز الكشف عن الموهوبين، وتقديم المنح لهم بغية تمكينهم من تنمية مواهبهم وقدراتهم، وإيجاد جوائز لتشجيع الموهوبين في المجالات المختلفة؛ مما يحفزهم على العمل والابتكار(2).
ويتأتى اهتمام هذه المؤسسة برعاية الموهوبين من خلال برامج من بينها على سبيل المثال(3):
1- برنامج (إثراء) الهادف إلى مساعدة الطلاب الموهوبين والطالبات الموهوبات على استكشاف مجالات متنوعة من العلوم، واستكشاف قدراتهم وميولهم من خلالها بإثراء حصيلتهم المعرفية إزاء عدد متنوع من المجالات العلمية المهمة، وتعزيز مهارات التفكير والبحث العلمي عندهم.
2- برنامج (هذه فكرتي) المَعْنِيّ باستقبال الأفكار والأعمال الواعدة التي يثبت من خلال تحكيمها أصالة الطرح، وطلاقة التناول، ومرونة تعدُّد الاستخدامات، ودقة رسم التفاصيل.
3- برنامج (كُنْ مبدعاً) المنبثق من اقتناع المؤسسة بأهمية نشر ثقافة الإبداع وتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو الاختراع؛ لما لهما من أهمية قصوى في تطور أفكار الطلبة والطالبات السعوديين والسعوديات، وتعزيز سلوكهم الإنتاجي، والإسهام في بناء شخصياتهم المستقلة التي تسهم بدورها في إدارة عجلة تقدم المجتمع السعودي.
4- (جائزة الإبداع العلمي): وتهدف إلى تنمية روح الإبداع والابتكار العلمي والتقني (التكنولوجي) لدى أفراد المجتمع السعودي، وتشجيع وتقدير المبدعين منهم، والإسهام في تقدُّم العلم والمعرفة(4).
5- النادي العلمي السعودي: وهو مؤسسة تربوية غير ربحية تقدِّم خدمات تعليمية متميزة، غايتها رضى أعضائه، وهم: أوائل الطلبة المتفوقين والموهوبين في المرحلتين الثانوية والجامعية في المجتمع السعودي من خلال فريق عمل مُعْتَنًى به يكرِّس القيم الإسلامية.
وموازياً لهذا الاتجاه تنظم وزارة التربية والتعليم معارض ومهرجانات لعرض إنتاج المتفوقين من الطلبة والطالبات، منها: المعارض الفنية، والوسائل التعليمية، ومسابقات التفوق العلمي والاجتماعي والديني والصحف والمكتبات المدرسية(5).
وتوَّجت مؤسسة المملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين هذه الجهود بعقد المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة، الذي يُعدُّ الأول من نوعه في الوطن العربي، بمدينة جدة في المدة من 2-6 شعبان من عام 1427هـ (26-30 أغسطس/ آب 2006م)؛ لتوفير فرص متنوعة للتطوير المهني والعلمي والثقافي في مجال رعاية الموهوبين، وتنمية تفكير المهتمين والمتخصصين وأولياء الأمور، إلى جانب تنمية المفاهيم المتعلقة بالموهبة والإبداع والنظريات الحديثة ذات العلاقة، وتطوير أساليب الكشف عن الموهوبين، والتعرف إليهم، وتحديث برامج رعايتهم، وتنمية التفكير الناقد والإبداعي، وتطوير أساليب رعاية الموهوبين من ذوي الصعوبات الخاصة، والتعرف إلى الحاجات الشخصية والنفسية والاجتماعية للموهوبين والمبدعين(6).
وتأسيساً على هذا رأى سعيد العزة (1422هـ- 2002م) أن الأمم بألوانها ولغاتها كافة مدينةٌ للمبدعين من أبنائها، سواء أكانوا أحياء أم أمواتاً، وذهب إلى أنه لا حضارة ولا تقدُّم للمجتمعات البشرية من دون إنجازات المبدعين، واصفاً إياهم بأنهم الاستثمار الحقيقي للأمة ورأس مالها، فضلاً عن أن الإبداع سر من أسرار الموهوبين الذين تفجَّرت طاقاتهم وقرائحهم حتى وصلت مجتمعاتهم إلى ما وصلت إليه الآن من حضارة وتقدُّم(7).
ويُفترض أن تُولي وسائل الإعلام الجماهيرية السعودية (اهتماماً خاصاً بالأفراد الذين تميزوا بقدراتهم أو مواهبهم - بصورة استثنائية - في أحد ميادين النشاط الإنساني التي يقدِّرها المجتمع)(8)، آخذة في الحسبان الفروق الفردية بين المتلقين لرسائلها؛ إذ إن وسائل الإعلام الجماهيرية ينبغي أن تسهم في إعداد الموهوبين، وتنمية مهاراتهم الإبداعية، وإثراء معارفهم بها، وتطوير معاييرهم الأخلاقية الإبداعية، وتمكينهم من تأليف صداقات بينهم، ونشر ثقافة الإبداع في المجتمع السعودي.
الأسئلة التي تجيب عنها الورقة
تحاول هذه الورقة الإجابة عن أربعة تساؤلات، هي:
أولاً: ما مفهوم الثقافة الإبداعية؟ وما أهمية نشرها في المجتمع؟
ثانياً: ما مكانة وسائل الإعلام بين وسائل نشر ثقافة الإبداع في المجتمع؟
ثالثاً: ما واقع وسائل الإعلام السعودية في مجال نشر الثقافة الإبداعية؟
رابعاً: ما المعوقات التي تحدُّ من قدرة وسائل الإعلام السعودية على القيام بدورها المأمول منها لنشر الثقافة الإبداعية في المجتمع السعودي؟
أولاً: مفهوم الثقافة الإبداعية وأهمية نشرها في المجتمع
أ- المفهوم اللغوي والاصطلاحي للثقافة والإبداع:
يُعدُّ المدخل اللغوي أساساً في فهم الأشياء، والثقافة لغةً: اسم مشتق من الفعل الماضي: ثَقُفَ, يُقَال: ثَقُفَ فلانٌ ثقافةً: صارَ حاذِقاً فطِناً، وثَقَّف الشيء: أقامَ المُعْوَجَّ مِنهُ وسوَّاه، وثَقَّفَ الإنسان: أدَّبَهُ وهذَّبَهُ وعَلَّمَهُ، والثقافة: العلوم والمعارف والفنون التي يُطْلَبُ العِلْمُ بها، والحذْقُ فيها(9).
والإبداع لغةً: الإنشاء والبَدْءُ, والبديع: المُبْدِع، يُقال: أبْدعتُ الشيء: اخْترَعْتَهُ لا على مِثال، كما يُقال: فلان بِدْعٌ في هذا الأمر؛ أي الأول الذي لم يسبقْهُ إليه أحدٌ(10). وأبدعَ الشيء: أتى بالبديع، والإبداع عند الفلاسفة إيجاد الشيء من العدم(11).
أما المعنى الاصطلاحي لمفهوم ثقافة فهو موضِع خلاف بين الباحثين؛ إذ تنصرف كلمة (ثقافة) إلى معانٍ كثيرة، وتتفاوت من حيث التطبيق سعة ومكاناً؛ فقد يتسع المعنى ليشمل أسلوب حياة الناس وما تقوم عليه من نظم وعلاقات بين الأفراد في تعاملهم مع بعضهم البعض، بل وردود أفعالهم على كل المثيرات التي تحيط بهم في عوالمهم. وقد يضيق معنى (ثقافة) ليقصر نفسه على مجالات الفنون والآداب وبعض جوانب العِلْم بالنسبة للصفوة وحدها، ومن الطبعي أن يركِّز كل عالِم على محكات مُعينة بحسب ما ينصرف إليه اهتمامه النابع من تخصُّصه(12).
ولا يبدو مصطلح (ثقافة) عَصِيًّا على الفهم على رغم أن هناك أكثر من مائة تعريف لهذا المصطلح أسهم فيه علماء الاجتماع والنفس والاقتصاد والجغرافيا والإعلام(13). ولذلك أميل إلى أن مصطلح ثقافة يعني: (البيئة التي أوجدها الإنسان بما فيها المنتجات المادية وغير المادية التي تنتقل من جيل إلى آخر، وتتضمن: الأنماط الظاهرة والباطنة للسلوك المكتسب عن طريق الرموز الذي يتكون في مجتمع معين من: علوم، ومعتقدات، وفنون، وقِيم، وقوانين، وعادات، وغير ذلك)(14).
بَيْدَ أن مصطلح (الثقافة الإبداعية) هو الذي يبدو جديداً على ثقافة المجتمع السعودي نفسه، ناهيك عن وسائل إعلامه، إذا أدرك المهتم بالشأن الإعلامي أن (الثقافة الإبداعية) مصطلح يُعبر عن النبوغ أو التفوق العقلي والموهبة في ميدان من ميادين العلوم، ويرتبط بالتعليم ارتباطاً وثيقاً منذ المرحلة الابتدائية حتى الجامعية، ويبزغ فجره في صفوف الأطفال، في ضوء أن الموهوبين هم (الأشخاص الذين يملكون بعض القدرات الخاصة بشكل مميّز)(15)، بينما المتفوقون عقلياً هم (الأشخاص الذين وصلوا في أدائهم إلى مستوى أعلى من العاديين في مجال من المجالات التي تعبر عن المستوى العقلي الوظيفي للفرد، شريطة أن يكون ذلك المجال موضع تقدير الجماعة)(16).
وتأسيساً على هذين المفهومين تغدو الثقافة الإبداعية أكثر ارتباطاً بالتفكير الإبداعي (الابتكاري)
(Creative Thiniking) للإنسان، المرتبط بدوره بالعقل الإنساني الذي ظهرت أول دراسة منهجية له عام 1300هـ- 1883م على يد الباحث جالتون(Galton) وما تلاه من دراسات توصلت إلى أن التفكير الإبداعي (الابتكاري) تفكير منطلق أو متشعِّب، يملك القدرة على تعدد الاستجابات عندما يكون هناك مؤثر، ويملك التجديد، والتأمل، والاختراع، والابتكار، أو الإتيان بحل طريف، وأن هذا النوع من التفكير يمكن أن تقيسه اختبارات الذكاء(17).
ومن هنا تصبح الثقافة الإبداعية طريقاً، وأسلوب حياة، ونمط تفكير، ينبغي أن تستخدمه وسائل الإعلام السعودية لتلبي حاجات المجتمع السعودي إلى التعرف على الموهوبين والمتميزين والمتفوقين والمبتكرين؛ اعتماداً على (نظرية تبنِّي الابتكار) التي تتحرى كيف يستخدم جمهور وسائل الإعلام الابتكارات والوسائل الفنية الجديدة لزيادة الإنتاجية؛ فقد تبين من إحدى الدراسات التي جرت في المجتمع الأمريكي أن (تأثير المزارع في زميله المزارع كان عاملاً مهماً في قرارات إدخال ابتكار زراعي معين)(18)، ومن ثَمَّ أثبت البحث التجريبي (أن تبني الأفكار عملية اجتماعية)(19). وبهذا تصبح نظرية (تبنِّي الابتكار) إحدى النظريات التي تُعلِّم أفراد المجتمع السعودي كيفية الاهتمام والعناية برموزه الإبداعية من الموهوبين والمتفوقين والمتميزين، والجوانب الإيجابية السلوكية في بنائهم العلمي والتعليمي، ويغدو المجتمع السعودي متأثراً تأثيراً إيجابياً بوسائل إعلامه التي تسعى لنشر ثقافة الإبداع النادرة التناول والطرح في وسائل الإعلام السعودية على رغم ما لها من أهمية قصوى في الاهتمام بالمبتكرين، وقدراتهم الابتكارية، وعقولهم المبتكرة؛ إذ إن المجتمعات ترقى وتزدهر بما تضم من عقول نيِّرة مبتكرة.
ويترتب على تطبيق وسائل الإعلام السعودية (نظرية تبنِّي الابتكار) تمكين المجتمع السعودي من الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن الموهوبين والمبتكرين من أفراده، والاقتناع بوجودهم على خريطة الحياة الاجتماعية في المجتمع السعودي، ومواكبة التطورات التي تحدث في مواهبهم، وشحذ عبقرياتهم ودفعها إلى الإبداع والتجديد، ومن ثَمَّ اتخاذ المؤسسات الاجتماعية والثقافية والأفراد كل القرارات المناسبة لدعمهم من خلال توفير وسائل الإعلام السعودية المعلومات الكافية والكاملة عنهم.
وتكمن أهمية نشر وسائل الإعلام السعودية ثقافة الإبداع بين فئات المجتمع السعودي كافةً في الآتي:
(1) تنمية عوامل التفكير الإبداعي؛ إذ إن الأفراد المبدعين تتوافر عندهم قدرات ابتكارية متعددة تمكنهم من الإنتاج الابتكاري، فضلاً عن القدرة على مجابهة موقف معين ينطوي على مشكلة أو عدة مشكلات تحتاج إلى حل بعد أن اكتنفها غموض أو نقص ما(20).
(2) تمكين الفرد السعودي من استقاء المعلومات والأفكار عن الموهوبين والمبتكرين والمتفوقين، وحقه في الحصول على هذه المعلومات دون أن تخضع لبعض القيود (التي ينبغي أن تظل محصورة في حدود القانون وما هو ضروري لاحترام حقوق وسمعة الآخرين)(21).
(3) حل المشكلات التي تعوق عمليات الموهبة والإبداع في المجتمع السعودي بالتأكيد على التربية في المؤسسة التعليمية (فللتعليم النظامي نظمه وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، إلا أن ذلك لا يتعارض مطلقاً مع ظاهرة الإبداع، وضرورة تشجيع التفكير الإبداعي، فليس من الضروري أن يظل المدرس هو المصدر الوحيد للمعلومات بعد أن أصبح الإنسان - منذ مولده - هدفاً لسيل من المعلومات المسلطة عليه بشكل لا ينقطع)(22).
(4) الإسهام في تمكين الطفل السعودي من أن يشبَّ في بيئة آمنة تماماً معتمداً على نفسه لا على الآخرين، وتعزيز قدراته وميوله ومواهبه الإبداعية.
(5) الإسهام في نشر ثقافة التحصيل العلمي المعتمد على الاستقلال بين الشباب تحديداً ذكوراً وإناثاً؛ فقد أجرى باحثون دراسة مقارنة لنمو الرغبة في التحصيل في ثقافات مختلفة، فوجدوا أن العمر الذي يدرب فيه الفرد على الاستقلال، والتعبير عن فرديته، وشدة هذا التدريب، ترتبط ارتباطاً جوهرياً بالقيمة التي يضعها المجتمع للتحصيل(23).
(6) تقليص التفاوت بين المعلومات الثقافية الإبداعية للفرد في المجتمع السعودي وغيره من المجتمعات المعاصرة؛ فالأفراد في المجتمعات التي تفتقر إلى هذه المعلومات من الصعب عليهم إحداث تغييرات جوهرية في البنية الثقافية والإبداعية لمجتمعاتهم.
ثانياً: مكانة وسائل الإعلام السعودية بين وسائل نشر ثقافة الإبداع في المجتمع
ينبغي الإشارة أولاً إلى أن ظاهرة الإبداع لفتت أنظار الفلاسفة والمفكرين منذ أقدم العصور؛ إذ حاول بعضهم تقديم تفسيرات شتى لهذه الظاهرة، واستخدمت مصطلحات مختلفة للدلالة عليها؛ مثل: العبقرية، والنبوغ، والموهبة. كما عُرف عن بعض ولاة العرب أنهم كانوا يوفدون الرسل بحثاً عن النابهين من الشباب في أرجاء كل ولاية؛ كي يتلقوا التعليم للاستفادة من طاقاتهم الممتازة في شؤون الإدارة والحكم(24).
إنَّ هذا الاهتمام يجد الآن موقعاً ملائماً في المؤسسات التربوية والتعليمية السعودية، مدعوماً بالإمكانات التي وفرتها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، كما يجد اهتماماً من المؤسسات الصناعية؛ إذ نظمت شركة أرامكو السعودية - على سبيل المثال - عام 1423هـ- 2003م المنتدى الإعلامي السنوي الثالث الذي كان محوره تعزيز روح الابتكار في الشركة، بالإضافة إلى براءة الاختراع التي حازتها عن (تطوير فكرة السيسموجرافي) للباحث السعودي الدكتور محمد السقاف الذي توصل إلى ابتكار جديد أدى إلى تحسين القدرة على التنقيب عن النفط، والعثور


* العضو السابق في مجلس الشورى والمحاضر حالياً بقسم الإعلام في كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
(*) ورقة مقدَّمة للمؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة الذي تنظِّمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved