الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st November,2005 العدد : 130

الأثنين 19 ,شوال 1426

غواية البوح:
قراءة في الجوانب الشكلية لرواية (بنات الرياض) ودلالاتها
د. صالح بن معيض الغامدي

1
أثار صدور رواية رجاء الصانع ردود أفعال متباينة عند قرائها، فبعضهم بالغ في الترحيب والاحتفاء بها، وبعضهم أبدى سخطه وحنقه عليها، وبعضهم اتخذ موقفاً له بين هذين القطبين.
والحقيقة أن هذا العمل بدا مثيراً ولافتاً للانتباه من جوانب متعددة، ابتداءً من العنوان (بنات الرياض) وانتهاءً بالخاتمة (بيني وبينك).
وهذه الإثارة في أغلبها لم تكن لتأتي مصادفة أو نتيجة لتفاعل قرائي جيد مع الرواية، بل كانت رد فعل لمواقف الكاتبة وتصريحاتها المتعمدة للإثارة، الأمر الذي ربما جعل تركيز كثيرٍ من القراء على هذه التصريحات المثيرة تحديداً يغفل الجوانب المهمة الأخرى من الرواية.
قرأت (بنات الرياض) واطلعت على قدرٍ لا بأس به من الانتقادات وردود الأفعال التي طرحت في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية حولها.
وقد لاحظت أن أغلب تعليقات القراء والمهتمين بالرواية قد انصبت بالدرجة الأولى على مضمونها أو على القضايا والأفكار المطروحة فيها، وعلى جرأة كاتبتها في هذا الطرح ومشروعيته.
أما الجوانب الشكلية في هذا العمل فلم تنل من وجهة نظري الاهتمام الكافي الذي تستحقه؛ فشكل هذه الرواية بدا لي مثيراً مثل مضمونها أو أكثر.
لذلك، سأركّز في هذه القراءة السريعة على الجوانب الشكلية لهذا العمل الذي أعده - بكل ما قد يعتوره من ضعف وقصور - إضافة جيدة إلى الرواية السعودية عموماً، وإلى الرواية النسوية منها على وجه الخصوص، تستحق الاهتمام والنقد والتقويم.
العنوان:
عنوان الرواية (بنات الرياض) هو أول الجوانب الشكلية في هذا العمل إثارة. وقد كانت الكاتبة واعيةً تماماً ومدركةً لإشكالية عنونة روايتها كما جاء في الخاتمة. وكانت تدرك بأن لديها خيارات عنوانية كثيرة، إلا أنها تعمدت اختيار هذا العنوان المثير تحديداً. والإشكالية المرتبطة بهذا العنوان يمكن ردها إلى سببين مهمين: أولهما أن هذا العنوان يوهم القارئ (أو حتى يجبره على توهم) أن شخصيات هذه الرواية النسوية (أو حتى الذكورية) هي تمثيل حقيقي لمجتمع مدينة الرياض أو لقطاع كبير منه على الأقل، هذا على الرغم من أنها باعتراف الكاتبة لا تمثل أو لا تصور إلا شريحة صغيرة جداً من شرائح المجتمع السعودي، الطبقة المخملية.
ومع ذلك لا نستطيع فهم إصرار الكاتبة في موطن آخر من روايتها على أن هموم هذه الشريحة من الفتيات وتطلعاتهن تمثل فتيات الرياض أو السعودية، ولا ندري كيف علمت الكاتبة بأن بنات مجتمعها كما تقول يقرأن فصول روايتها كل أسبوع وكل واحدة منهن تقول هذه أنا (ص 206).
لقد كان بإمكان الكاتبة أن تختار عنواناً آخر أكثر تمثيلاً لشخصيات روايتها وأقل إثارة مثل (بنات من الرياض) أو (بنات أعرفهن...) أو (صديقاتي) أو غيرها من الخيارات الجادة وليس الساخرة التي ذكرتها في خاتمة روايتها (ص 319)، وأن تضمن بالتالي القضاء على نسبة كبيرة من الاحتجاجات التي قوبلت بها روايتها حتى من أولئك الذين لم يقرؤوها بعد.
ومع ذلك فلسنا متأكدين - بعد أن قرأنا الرواية - من أن الكاتبة كانت سترضى بأن تمر روايتها دون إثارة هذه الاحتجاجات، بل إن ما أثير ربما جاء أقل بكثير مما توقعته (أو ربما سعت إليه) الكاتبة في روايتها.
أما السبب الآخر فهو أن عنوان الرواية قد حدد منذ البداية مكان أحداث الرواية أو على الأقل المكان الرئيس لأحداث الرواية وهو مدينة الرياض.
وهذا التحديد ربما جاء صادماً لبعض القراء الذين ألفوا تعمية المكان في كثير من الروايات السعودية النسوية (كما بين د.حسن النعمي ذلك في دراسة له).
فربط مدينة الرياض بأحداث وشخوص أقل ما توصف به أنها صادمة أو على الأقل غير عادية بدا هذا أمراً غير مقبول لدى كثيرٍ من القراء.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved