الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st November,2005 العدد : 130

الأثنين 19 ,شوال 1426

في انتظار «الثقافة والإعلام»
شكراً .. أمانة الرياض القادم أجلّ .. وأجمل..!
لم تقم الدنيا ولم تقعد بل تنفست القلوب والوجوه وتبسمت مثلما تعالت فرحة الأبرياء / الأطفال عندما جاء عيد الرياض لهذا العام عيداً يحمل ملامح عيد..!
لم يحدث شيء سوى أننا مارسنا الفرح الجماعي المدني ببساطة متناهية بحميمية صادقة بقرب مبهج في مناسبة جعلها الله لعباده اجتماعاً وفرحاً ومحبة ومشاركة (عيد الفطر المبارك).
مدينة الرياض تفعِّل (فرحة / دلالة / معاني / قيمة / روح.. الخ) العيد من خلال مسرحيات (رجالية ونسائية) وسينما.. ورقصات وغناء واحتفال شفاف أريحي، عام ابتهجت فيه وبه قلوب الجميع كباراً وصغاراً نساء ورجالاً..!
كم كانت مدينة الرياض بحاجة إلى أن تفرح..؟! كم كانت بأمس الحاجة لان تتنفس حباً وفرحاً ونشوةً.. بعد أن سلبتها أيدي الإرهابيين شيئا من حسنها وحسها.؟!
كم كنا بحاجة إلى عيد حقيقي نحتفل فيه بالرياض وتحتفل الرياض فيه بنا؟! كم كنا بحاجة إلى أن نفرح جميعاً مجتمعين معلنين بذلك اننا في الطريق إلى القادم الأجمل.
البداية من الرياض والنهاية انتهاء إلى عموم وهذا ما نتطلع اليه وبتكوين ثقافة اجتماعية حضارية تؤسس الوعي الحقيقي وتنشره وتبثه في نفوس وأرواح أفرادها..!
كم هو رائع ان يمارس الشخص مفردةً ثقافية حضارية في بلده بل ويراها ضمن منظومة من الإضاءات الواعدة ترتسم وتتكون في الأفق القريب عشنا حينا من الدهر لم نكن شيئاً محسوساً، كنا نعرف ب (الوصف) استماعاً لا ممارسةً كثير مما نراه يقترب منا اليوم لنعيشه ونعايشه ونمارسه بعذوبة وفرح ووعي!
شكراً جزيلاً حبيبتنا (الرياض)
المبتدى منك والمنتهى اليك!
المثقف.. مر العيد بأفراحه (للناس) وأتراحه (للمثقف) وكأنه لم يات الا ليذكر ذلك المثقف والأديب (المسكين) ببيت المتنبي الشهير الكئيب:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
بؤس مخيف وسوداوية مرهقة وروح لا ينتظر منها الا الموت؟!
لا أعلم لماذا كل هذه الكآبة التي تعتمر قلوب وأرواح المثقفين..؟!
هل لأنهم فعلاً محاطون بهموم الأمة والثقافة والمعرفة؟ وهل وصل بهم الحال فعلاً إلى درجة لم يعد عندها أو معها أدنى مساحة للفرح؟! حتى في هذه المناسبة التي جعلها الله للفرح؟!
الغريب والعجيب.. أن هؤلاء المثقفين كانوا يرغبون لا أقول يطالبون بأن يكون لهم موضع قدم في احتفالات فرحة العيد..!
سؤالي ما الذي يمكن أن يقدمه المثقف (الكئيب) ل (فرحة العيد)؟ بعد أن غدا بيت المتنبي ماركة ل (عيد المثقفين) وطقس لا تستوي كآبتهم الا به.!
المثقف عيد للعيد عندما ينفض عن ذاته المترهلة بوهم الهم والحزن السوداوية والكآبة، المثقف منارة عندما يعي انه إنسان وان البرج العاجي لا يسكنه الا الأثرياء وهو؟؟! لذا عليه أن يمارس حياته الطبيعية بأريحية بحب بصفاء، عليه أن يشارك الناس أفراحهم عليه أن يطلّق عزلته طلاقاً بائناً، الا تكون عشيقته لينجبوا الكآبة وبالتالي يطالب عفواً.. يرغب في أن يكون له دور في فرحة العيد؟!
العيد حياة اجتماع / مشاركة / حب / رقص / غناء .. العيد / فرحة..!
العيد ليس نكأً للجروح واستجداءً لشهية الحزن واستدراراً لأحاسيس البؤس!
بطبيعة الحال لن يكون مستغرباً على الرائع اياد مدني وزير الثقافة والإعلام ووكيليه السبيل وباقادر عندما يوجدان للثقافة والمثقف في العيد القادم وفي غيره مكاناً يليق بالمكانة .
نتطلع جميعاً إلى القادم الجميل الذي سيفرزه هذا الحراك المشرق، ما نعيشه بحق بعيداً عن أدنى مبالغة ينبئ بقادم رائع.. يوحي بمستقبل جميل يريد أن نتماشى معه أن نتفاعل به أن نؤثر فيه ليكون ونكون!!


«الثقافية»

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved