Culture Magazine Monday  22/01/2007 G Issue 183
مسرح
الأثنين 3 ,محرم 1428   العدد  183
 

الكاتب والمخرج عبدالعزيز العطاالله لـ «المجلة الثقافية »:
يجب ألا تنسينا مشاركاتنا الخارجية جمهورنا المتعطش للمسرح

 

 

الفنان المسرحي عبدالعزيز العطاالله له إسهامات كثيرة في الساحة المسرحية ممثلاًً وكاتباً ومخرجاً حيث قدم العديد من النصوص المسرحية للكبار مثل: نفوس وفلوس العناية المركزة الحائط حرك تبلش غربة من الورد ولمسرح الطفل: مغامرات السنافر الوطواط في كهف الثعالب المارد، وأنتجت أعماله المسرحية من قبل جمعية الثقافة والفنون بالدمام وجامعة البترول والمعادن، ومسرح الشباب بالدمام، وإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية كان للصفحة معه هذا الحوار القصير:

* أنت أحد الوجوه المسرحية الفاعلة في مختلف جوانب المسرح ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً، كيف تقيم الجهود المسرحية السابقة في المملكة وهل تمثل فعلاً حركة مسرحية؟

لكي أجيب على سؤال بهذا الحجم في هذه العجالة، يجب أن نثمن دور الرواد الأوائل منذ السباعي والذين عاصروه من رواد هذا الفن بدء من المسرح المدرسي و الأندية الرياضية ومن ثم جمعية الثقافة والفنون في محاولاتهم الجادة لتقديم فن المسرح في بلادنا.

لقد كان همّ أولئك الرواد هو تأصيل فن المسرح في بلادنا رغم صعوبة المعوقات، لقد كانت محاولاتهم الجادة مقدمة مهمة لتأصيل هذا الفن في ظل غياب مؤسسات ثقافية ترعى المسرح والمسرحيين عندنا، وهو ما وصم مسرحنا بالارتجالية في إطار جهود ذاتية وفي ظل الميزانيات الضعيفة التي تقدمها جمعية الثقافة والفنون وهي المؤسسة الثقافية الوحيدة حتى زمن غير بعيد وذلك عند تنفيذ أحد الأعمال الموسمية. لم تتحقق أحلام الرواد في ولا من سار في خطاهم في تكوين حركة مسرحية حقيقة، ناشطة وصاعدة. وأرجو ألا يفهم من هذا الحديث أني بصدد تحجيم العروض المسرحية التي قدمت على مدى أكثر من ستين سنة وأنا أحد العاملين في منظومة المسرح في المملكة،، لكن الاعتراف بالداء هو أولى خطوات الشفاء.

* تشهد الساحة الثقافية والمسرحية تغييرات كثيرة فقد تم الإعلان عن تأسيس جمعية المسرحيين السعوديين، وتم إعادة تشكيل مجلس إدارة جديد لجمعية الثقافة والفنون، برأيك ما ذا ستمثل هذه التغييرات للوسط المسرحي في المملكة؟

بلا أدنى شك إن هذه خطوة حقيقية وملموسة من قبل معالي وزير الثقافة والإعلام الذي كان وما زال دأبه هو رعاية الثقافة والفنون منذ تصديه لهذه المهمة، وبلا أدنى شك فإن التغييرات التي تحدث الآن تبشر بمستقبل واعد لمحبي هذا الفن، وأظن أن أغلى الثمار التي سنجنيها هو تحقق حلم لطالما راود المسرحيين الغيورين والمخلصين في تأكيد هويتهم المسرحية باعتراف رسمي بهم من خلال جمعية يرتبطون بها.

* برأيك ما هي الخطوات المهمة التي يجب على مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الجديد اتخاذها تجاه المسرح ؟

إن أهم الخطوات التي أرى أن تنفذ من قبل مجلس إدارة الجمعية هي الاجتهاد في إنشاء دور مسرحية مخصصة للعروض المسرحية الجماهيرية والتجريبية في أقرب وقت ممكن، كما أن إنشاء معهدا متخصصا يخرج كوادر مسرحية متخصصة يختصر زمنا كبيرا في إيجاد بيئة مسرحية جادة، وأود أن أذكر أن أهم الخطوات الآنية هو تفريغ المسرحيين الناشطين والأكاديميين لتقديم أعمالا مسرحية مشرفة يفخر بها الجمهور السعودي مثل بعض الأعمال التلفزيونية المهمة.

* بالرغم من مشاركاتك في المسرح العام إلا انك أيضاً أحد أبرز المساهمين في تفعيل المسرح المدرسي.. ما هي تطلعاتكم تجاه تطوير المسرح المدرسي بالمملكة؟

يثير الحديث عن النشاط المسرحي المدرسي في نفسي البهجة والسرور عندما, أتذكر، السعادة التي تصبغ وجوه أبنائنا الطلاب وهم ينخرطون بكل جدية فرحين في أحد الأعمال المسرحية التي يقدمونها في إحدى المناسبات المدرسية أو الوطنية أو الوزارية، والتي ترعاها بكل جدية إدارة النشاط الطلابي بالوزارة، لقد كان الاهتمام بالكوادر المسرحية في النشاطات المسرحية المدرسية في أولى اهتمامات تلك الإدارة عطفا على عدد غير قليل من النتائج الجيدة والمشجعة التي حققتها على مدى الأعوام الماضية، فمن المهرجانات المسرحية المتعددة إلى الدورات التنشيطية إلى الدورات التخصصية في المسرح المدرسي ودراما التعليم إلى لجان تطوير الأنشطة وغيرها كثير..، إن هذه الإرهاصات المبشرة تحفز في منسوبي النشاط المسرحي العمل الجاد والمتقن في سبيل تحقيق عدد غير يسير من الأهداف التربوية في إطار السياسة العليا للتعليم في المملكة بدون أدنى شك، ولكن مازلت أرجو من الوزارة في هذا السياق أن تعمل على إرجاع مشرفي النشاط المسرحي ممن أعيدوا للمدارس ومن تثبت حاجة مناطقهم إليهم إلى أقسام وإدارات النشاط الطلابي الثقافي التعليمية إليهم ليسهموا بفاعلية في تحقيق تلك الأهداف السامية.

* كيف تقيم مشاركات المملكة في المهرجانات المسرحية وهل أثر ذلك على تواصل المسرحيين مع جمهورهم المحلي؟

لا استطيع تقييم جميع مشاركات المملكة لخارجية لأني لست مطلعا عليها جميعها لكن أسمح لي أن أتحدث عن تأثير تلك المشاركات من قبل المسرح الاحترافي إن صح التعبير على الجمهور المحلي، فإني لازلت أتذكر منذ زمن كنت ممن يود المشاركة في المهرجانات المسرحية الخارجية حيث نستطيع الاحتكاك بمن سبقونا في هذا النشاط الإنساني المهم، ولكي نتعرف على موقع إقدامنا على هذه الطريق. ولكن بعد فترة من المشاركات الجيدة والمبشرة حدث أن ركز المسرحيون جهودهم على تقديم مسرحيات تتجه إلى التجريب تنافسوا فيها لتقديم الأفضل في أغلب الأحيان بهدف المشاركة الخارجية أي أن المشاركة صارت هدفا بحد ذاته. لقد أثر هذا الاستغراق في رغبة المشاركة الخارجية على توجهات المسرحيين فأوغل كثير منهم في الغموض حتى تحول الغموض والاسترسال فيه على الأقل من قبل المتلقي العادي المقياس الوحيد لكثير من متعاطي هذا الفن دون الالتفات لذائقة الجمهور المحلي الذي يتجاوب مع مسرحيات يفهمها، مسرحيات تحاول معالجة همومه الإنسانية البسيطة، نعم لقد أسهبنا في مجافاة جمهورنا المحلي لفترة غير قصيرة مما سبب التباعد بيننا وبينه، لقد اختار المسرحيون جمهور النقاد بدون قصد أو بقصد عوضا عنهم مما سبب انقطاعا خطيرا مع الجمهور المحلي الذي أرجو أن يلتفت فنانونا إلى هذا الأمر ويحاولوا إصلاح طرق التواصل مع جمهورهم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة